«الناتو»سيرد بشكل جماعي إذا فكّر بوتين في مهاجمة دول الحلف
القوات الروسية تتقدّم على الجبهة الشرقية وستولتنبرغ لن يسمح لموسكو بالانتصار في أوكرانيا!
- منظمة العفو الدولية تعتبر أن الجيش الأوكراني عرّض حياة مدنيين للخطر
- أوكرانيا تعلن التخلّي عن بعض الأراضي... لكنها استعادت قريتين
أكدت أوكرانيا، انها اضطرت للتنازل عن بعض الأراضي في الشرق بمواجهة الهجوم الروسي، فيما يرى حلف شمال الأطلسي (الناتو) إنه يجب عدم السماح لموسكو بالانتصار في الحرب.
ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الأسبوع، الضغط الذي تتعرض له قواته المسلحة في منطقة دونباس (شرق) بأنه «جحيم». وتحدث عن قتال شرس حول بلدة أفدييفكا وقرية بيسكي المحصنة، حيث اعترفت كييف بـ «النجاح الجزئي» للقوات الروسية في الآونة الأخيرة.
وأعلن الجيش الأوكراني، أمس، إن القوات الروسية شنت هجومين على الأقل على بيسكي، لكن قواته تمكنت من صدهما.
وأمضت أوكرانيا السنوات الثماني الماضية في تحصين مواقع دفاعية في بيسكي، معتبرة إياها منطقة عازلة عن القوات المدعومة من روسيا التي تسيطر على مدينة دونيتسك على بعد نحو عشرة كيلومترات إلى الجنوب الشرقي.
وقال الجنرال أوليكسي غروموف، في مؤتمر صحافي، إن القوات الأوكرانية استعادت قريتين حول مدينة سلوفيانسك (شرق)، لكنها تراجعت إلى ضواحي بلدة أفدييفكا بعد أن أجبرت على التخلي عن منجم فحم يعتبر موقعاً دفاعياً رئيسياً.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية، هجومها. وأعنلت ان قواتها ألحقت خسائر فادحة بالقوات الأوكرانية حول أفدييفكا وموقعين آخرين في مقاطعة دونيتسك، مما أجبر وحدات المشاة الميكانيكية في كييف على الانسحاب.
وأظهرت لقطات مصورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية، قاذفات صواريخ أثناء القتال ودبابات تتقدم وتطلق القذائف بوتيرة سريعة. ولم يتضح مكان التصوير.
ويشير بعض التقارير، التي لم يتم التحقق منها، إلى أن القوات المدعومة من روسيا وصلت إلى ضواحي بيسكي.
وتهاجم أوكرانيا، التي زودها الغرب بأسلحة متطورة، القوات المدعومة من روسيا في المنطقة أيضاً.
وقال مسؤولون في جمهورية دونيتسك الشعبية، المدعومة من روسيا، أمس، إن القصف الأوكراني أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة ستة في مدينة دونيتسك.
وأظهرت لقطات مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، جثثاً بعضها تحول إلى أشلاء بجانب طريق في وسط دونيتسك، بينما بدا الرصيف ملطخاً بالدماء.
وتخطط روسيا، التي تنفي تعمد مهاجمة المدنيين، انها تخطط للسيطرة الكاملة على منطقة دونيتسك الأوسع، وهي واحدة من اثنتين تشكلان إقليم دونباس الصناعي، وذلك في إطار «عملية عسكرية خاصة» لحماية أمنها من توسع غير مبرر لحلف شمال الأطلسي.
وترى أوكرانيا والغرب، اللذان يصفان تصرفات روسيا بأنها «حرب عدوانية غير مبررة»، ان القوات الروسية يجب أن تنسحب إلى مواقعها قبل 24 فبراير الماضي، حين أرسل الرئيس فلاديمير بوتين عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا.
ومن غير المرجح أن توافق موسكو، التي تتحدث بانتظام عن ضرورة توغل قواتها في عمق أوكرانيا، على القيام بذلك طوعاً.
وتعتبر أوكرانيا ان الهجوم الروسي في الشرق محاولة لإجبارها على تحويل تركيز القوات من الجنوب حيث تحاول قواتها استعادة أراض وتدمير خطوط الإمداد الروسية تمهيداً لهجوم مضاد أوسع.
وقال المستشار الرئاسي أوليكسي أريستوفيتش في مقابلة على «يوتيوب»، «الفكرة هي ممارسة ضغوط عسكرية علينا في خاركيف ودونيتسك ولوغانسك خلال الأسابيع القليلة المقبلة... ما يحدث في الشرق ليس هو ما سيحدد نتيجة الحرب».
وأفاد الجنرال أوليكسي غروموف بان روسيا قد تشن هجوما في منطقة خيرسون (جنوب) في محاولة لاستعادة الزخم في الحرب بعد تعزيز قواتها.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن مقتل أكثر من 400 عسكري أوكراني، إضافة إلى 130 عنصر مسلح من القوميين المتطرفين بضربات فائقة الدقة.
وفي لندن، رأت منظمة العفو الدولية أن الجيش الأوكراني عرّض حياة مدنيين للخطر بإنشائه قواعد عسكرية في مدارس ومستشفيات وبشنه هجمات من مناطق مأهولة لصد القوات الروسية.
وحذّرت المنظمة الحقوقية في بيان، أمس، من أن تكتيكات كهذه تنتهك القانون الدولي الإنساني.
تحذير الأطلسي
من جانبه، قال الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أمس، إن الحرب أخطر لحظة بالنسبة لأوروبا منذ الحرب العالمية الثانية وإنه يجب ألا يُسمح لروسيا بالانتصار فيها.
وقال إنه في سبيل منع موسكو من تحقيق النصر، قد يتعين على الحلف والدول الأعضاء فيه دعم أوكرانيا بالأسلحة والمساعدات الأخرى لفترة طويلة قادمة.
وأضاف ستولتنبرغ في كلمة ألقاها في بلده النرويج «من مصلحتنا ألا ينجح هذا النوع من السياسة العدوانية».
ووسط مخاوف بين بعض الساسة في الغرب من أن طموحات روسيا قد تمتد إلى ما وراء أوكرانيا، حذر ستولتنبرغ، بوتين من أن الرد على مثل هذه الخطوة من قبل التحالف العسكري الغربي «سيكون ساحقاً».
وقال الأمين العام «إذا فكر الرئيس بوتين، مجرد التفكير، في فعل شيء مماثل بدولة عضو في الحلف مثلما فعل في جورجيا ومولدوفا وأوكرانيا، فسيتدخل الحلف على الفور».
وكان بوتين، صرح الأسبوع الماضي، بأن موسكو سترد بالمثل إذا أقام حلف الأطلسي بنية تحتية في فنلندا والسويد بعد انضمامهما إلى «الناتو».
كما لم يستبعد أن تشهد علاقات موسكو مع هلسنكي وستوكهولم، توتراً.
يأتي ذلك فيما وافق مجلس الشيوخ الأميركي، ليل الأربعاء، على انضمام السويد وفنلندا إلى «الناتو».
وصوت 95 سيناتوراً لصالح انضمام الدولتين الإسكندنافيتين للحلف، مقابل معارضة صوت واحد، وهو ما يتجاوز بكثير غالبية الثلثين المطلوبة.
وبذلك تكون الولايات المتحدة الدولة الرقم 23 من أصل 30 منضوية في الحلف، التي تقر انضمام السويد وفنلندا رسمياً، بعد أن كانت إيطاليا أعطت موافقتها في وقت سابق الأربعاء وفرنسا الثلاثاء.
وإذا تمت موافقة جميع الأعضاء الحاليين في الأطلسي، فسوف تنضم فنلندا إلى إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا كدول تابعة لـ «الناتو» تشترك في حدود برية مع روسيا.
وفي حالة انضمام السويد وفنلندا، فإن المادة 5 من المعاهدة التأسيسية للحلف ستفرض أن أي هجوم روسي على أي من الدولتين سيعتبر هجوماً ضد كل الدول الأعضاء.