«سينسكيب» احتضنته في أول عرض له داخل الكويت
«من ذاكرة الشمال»... لامسَ الحالة الاجتماعية للبيتين الكويتي والسعودي
تزامناً مع الذكرى الـ 32 للغزو العراقي لدولة الكويت، احتضنت سينما «سينسكيب» في «360 مول» مساء أول من أمس العرض الخاص للفيلم السينمائي الوثائقي «من ذاكرة الشمال» للمخرج السعودي عبدالمحسن المطيري ومن إنتاج سلطان العابد، وسط حضور جماهيري كثيف وممثلي وسائل الإعلام.
في 45 دقيقة، لامست الحالة الاجتماعية للبيتين الكويتي والسعودي في تلك الفترة، اختلطت المشاعر ممتزجة بين الشجن والذكريات والخوف والألم والرعب والقلق والضياع ولحظات القلق والمستقبل المجهول والانتظار والترقب والظلام المبهم غير المعروفة نهايته.
كل هذه الصور التعبيرية، استطاع أن ينقلها المخرج المطيري عبر أدواته وإمكاناته العالية، مستعيناً بفريق فني من الشباب السعودي المتمكن إلى الشاشة السينمائية في رسائل تضمن الكثير من القصص التي رويت على ألسنة شباب سعوديين كانوا في فترة حرب الخليج أطفالاً أكبر اهتماماتهم اللعب في الحواري والسكيك مع الأصدقاء وفي ساحات المدارس والذهاب في رحلات مع الأسرة، إلى أن جاء يوم 2 / 8 / 1990، ليغير كل مفاهيم الحياة ومعانيها وما تحتويه من صفات حميدة وأخلاق نبيلة وتحول في ليلة ظلماء، يوم الخميس المشؤوم، إلى يوم مرعب زعزع أمن واستقرار وانتهك حرمة دولة الكويت وشرد شعبها بطعنة غدر من الجار.
«20 قصة»
تضمن الفيلم ما يقارب 20 قصة مختلفة، منوعة بأصوات أبطالها، نقلها المخرج المطيري بصورة انسيابية منسجمة مع صوت الموسيقى التصويرية التي أضافت عنصراً من الإثارة ورسومات غرافيك متحركة إلى جانب عرض صور توثق الحياة وكيف كان يعيش أبطال الفيلم في تلك الحقبة، إضافة إلى صور حصرية ونادرة تعكس بشاعة الغزو وما تركه من آثار إجرامه على الحدود الكويتية - العراقية، وكذلك الحدود السعودية، مصاحباً لصوت التعليق (voice over) الذي ساهم بشكل كبير بجعل الجمهور يصب تركيزه في كل التفاصيل التي تطرق لها الفيلم مركزاً ومنسجماً ومتابعاً بكل حواسه خصوصاً وإنه لامس الحالة الاجتماعية للبيت كويتي وسعودي وحتى خليجي عاش حقبة حرب الخليج كون المصير واحداً، وما أن انتهى الفيلم حتى شهدت القاعة أمواجاً من التصفيق الحار إضافة إلى الإطراء والثناء الذي تلقاه فريق العمل كاملاً من الجمهور.
«يرصد مشاعر الشعب السعودي»
قال المخرج المطيري في تصريح لـ«الراي»، «نتشرف كصناع أفلام ننتمي إلى الوطن الخليجي الذي أعتبره أرضاً واحدة وجميعنا أسرة مترابطة ومتلاحمة، وأفتخر أن يكون أول عرض لفيلم (من ذاكرة الشمال) خارج حدود المملكة العربية السعودية في دولة الكويت، وهذا شيء بسيط أقدمه لأهلنا في الكويت، لأننا نتشارك الهموم والمشاعر والعوائل ذاتها»، لافتاً إلى أن الفيلم لا يعني أنه يأتي بمكان الأفلام الوثائقية والمسلسلات التي تناولت بشكل مفصل قضية الغزو «من قبل زملائي المخرجين الكويتيين الذين مازالوا يبدعون بأفكارهم في تنفيذ أفلام وثائقية عن (حرب الخليج)، بل نحن أتينا لنقدم عملاً من صناع أفلام سعوديين يرصد مشاعر الشعب السعودي كيف كان يتفاعل مع الأزمة في وقتها».
وأضاف أن هناك سببين وراء عدم تسليطه الضوء على الجانبين السياسي والعسكري، «الأول هو أن هذا الجانب يحتاج إلى متخصصين من جهات عسكرية وسياسية، لكي يتم تصوير الفيلم والانتهاء منه، والثاني أنني حرصت على ألا نتكلم عن الشأن الكويتي الداخلي حتى لا نتطرق لمواضيع وننسى أخرى أو نذكر اسماً ويسقط سهواً اسم آخر، لذلك تعمدت أن يكون الفيلم معبّراً عن مشاعر الأطفال السعوديين وأن يرصد الواقع الاجتماعي من الزاوية الطفولية»، متمنياً أن يتم عرض الفيلم في دول خليجية وعربية أيضاً.