تبدأ السنة الهجرية بشهر الله المحرم الذي أضيف إلى لفظ الجلالة تعظيماً لذلك الشهر، وأعظم أيامه يوم عاشوراء، يوم مقتل وشهادة الحسين بن علي بن أبي طالب، حفيد رسول الله سيد شباب أهل الجنة ابن فاطمة الزهراء بنت رسول الله سيدة النساء، الذي قال عنه رسولنا الكريم: (حسين سبط من الأسباط من أحبني فليحبّ حسيناً). حديث شريف.
لقد كان يوم مقتله أليماً عظيماً أحزن الأمة الإسلامية، يقول العلامة ابن تيمية في الفتاوى: (قتلوه مظلوماً له ولطائفة من أهل بيته رضـي الله عنهم، وكان قتله رضي الله عنه من المصائب العظيمة، فإن قتل الحسين وقتل عثمان قبله كانا أعظم أسباب الفتن في هذه الأمة وقتلهما من شرار الخلق عند الله)، وقال أيضاً: (فلما قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما يوم عاشوراء قتلته الطائفة الظالمة الباغية، وأكرم الله الحسين بالشهادة، كما أكرم بها من أكرم من أهل بيته، أكرم بها حمزة وجعفرا وأباه علياً وغيرهم، وكانت شهادته مما رفع الله بها منزلته وأعلى درجته، فإنه هو وأخوه الحسن سيدا شباب أهل الجنة، والمنازل العالية لا تنال إلا بالبلاء) انتهى قوله.
وقال العلامة ابن كثير، رحمه الله: فكل مسلم ينبغي له أن يحزنه قتل الحسين، رضي الله عنه، فإنه من سادات المسلمين وعلماء الصحابة وابن بنت رسول الله التي هي أفضل بناته. انتهى.
ومن حَزَن قلبه بكت عيناه وحرك لسانه بالدعاء، يقول الحسين عليه السلام لأخته زينب: (يا أُختي، أحلفك بالله عليك أن تحافظي على هذا الحلف، إذا قُتلت فلا تشقّي علَيَّ الجيب، ولا تخمشي وجهك بأظفارك، ولا تنادي بالويل والثبور على شهادتي) فهو يوم حزن لما أصابه وكذلك شكر لأنه بلغ الشهادة.
ويوم عاشوراء هو يوم نجاة موسى عليه السلام وقومه من الغرق، الذي حث فيه رسولنا الكريم على الصيام شكراً لتلك النعمة حيث قال: ( إن عاشوراء يوم من أيام الله، فمن شاء صامه ومن شاء تركه) وقال في فضل صيامه: (أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) والمراد كفارة الصغائر من الذنوب؛ فالمسلم يصوم يوم عاشوراء تكفيراً للذنوب وشكراً على نجاة موسى، ويحزن ويصبر على مقتل الحسين سيد شباب أهل الجنة وحفيد رسول الله عليه الصلاة والسلام.
aalsenan@hotmail.com
aaalsenan@