وقع مرسوم العقيدة البحرية الجديدة... ولوّح بصواريخ فرط صوتية «لا تقهر»
هل فتح بوتين الباب لزيادة القواعد الروسية حول العالم؟
موسكو - أ ف ب، رويترز - في مؤشر على ما يبدو أنها نية روسية لنشر المزيد من القواعد البحرية في الخارج، وقع الرئيس فلاديمير بوتين، أمس، على مرسومين يتعلقان بإقرار العقيدة البحرية وميثاق الأسطول العسكري لبلاده، معلناً عن إمداد قواته البحرية خلال الأشهر المقبلة بصاروخ «كروز» فرط صوتي جديد يسمى «زيركون» لا «يواجه أيّ عوائق».
وجاء في وثيقة العقيدة الجديدة الواقعة في 55 صفحة، التي تم توقيعها في سياق عرض بحري في سان بطرسبورغ، أن «التحديات والتهديدات الرئيسية» للأمن القومي والتنمية تتمثّل بهدف واشنطن «الاستراتيجي للهيمنة على محيطات العالم» وتحرّك البنى التحتية العسكرية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) باتّجاه الحدود الروسية.
وتشير إلى أن «عدم وجود عدد كافٍ من القواعد ونقاط التمركز خارج حدود روسيا الاتحادية المخصصة لتموين السفن التابعة للقوات البحرية الروسية، يعتبر نقطة خطرة».
وتعتبر «مضائق الكوريل والبلطيق والبحر الأسود والجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط مهمة لضمان الأمن القومي لروسيا»، وتلفت إلى ضرورة وجود نقاط ضمان لوجستية - فنية في البحر الأحمر.
كما تشمل ضرورة تطوير مرافق الإنتاج لبناء سفن حاملة للطائرات حديثة للقوات البحرية.
وتشير إلى رغبة روسيا في تطوير ممر بحري «آمن وقائم على التنافسية» من أوروبا إلى آسيا يعرف بـ«الممر الشمالي الشرقي» عبر ساحل المنطقة القطبية الشمالية وضمان تشغيله طوال العام.
وتنص العقيدة على أن القطب الشمالي «يتحول إلى منطقة منافسة دولية، ليس فقط من وجهة نظر اقتصادية، ولكن أيضاً من وجهة نظر عسكرية».
ويؤكد النص أنه في ضوء هذه العوامل، ستعزز روسيا «مواقعها الرئيسية في غزو القطب الشمالي واستكشافه» ورواسبه المعدنية، وتضمن «استقراره الاستراتيجي» في المنطقة من خلال تعزيز الإمكانات العسكرية لأسطولي روسيا في الشمال والمحيط الهادئ.
وتؤكد العقيدة أنه «لا يمكن لروسيا أن تكون موجودة اليوم من دون أسطول قوي... وستدافع عن مصالحها في محيطات العالم بحزم وتصميم».
وتم تعديل العقيدة البحرية وفقاً للتحديات الجديدة والأوضاع الجيوسياسية الراهنة في العالم «من أجل ضمان تنفيذ السياسة البحرية الوطنية لروسيا»، حسب المرسوم.
بذلك أصبحت العقيدة البحرية السابقة، التي تم اعتمادها في 17 يونيو 2015، غير نافذة.
أما المرسوم الخاص بميثاق الأسطول العسكري الروسي فأدرج تعديلات في مواثيق الخدمة الداخلية وخدمات الحماية والحراسة للقوات المسلحة الروسية.
وخلال حضوره العرض البحري في سان بطرسبرغ، أكد بوتين أن روسيا ستعمل على ضمان أمن حدودها.
وقال «سنضمن أمن حدودنا بثبات وبكل الأساليب... والأسطول مستعد لمواجهة كل من يهددون أمننا... لدينا صواريخ بحرية لا مثيل لها في العالم وقواتنا البحرية على كفاءة عالية... لا حدود لقدرات صواريخ (زيركون) التي لا تعرف أي عوائق ولا تقهر، وسنواصل استكشاف مختلف التقنيات البحرية»، في إشارة إلى عائلة أسلحة جديدة طورتها روسيا وبينها تلك الصواريخ التي يبلغ مداها نحو ألف كيلومتر، وبدأت تجربتها منذ أكتوبر 2020.
وأوضح أنه «سيبدأ تسليم صواريخ زيركون إلى القوات المسلّحة الروسية في الأشهر المقبلة».
وأشرف بوتين على استعراض بحري في سان بطرسبرغ ضمّ نحو 40 سفينة وغوّاصة، ونحو 3500 عسكري في العاصمة السابقة للإمبراطورية.
في المقابل، أُلغيت الاحتفالات في سيباستوبول الواقعة في شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا، بعد هجوم بطائرة من دون طيار استهدف طاقم أسطول البحر الأسود الروسي صباح أمس، مّا أدى إلى إصابة ستة أشخاص.
من جهتها، نفت السلطات الأوكرانية أي صلة بهذا الهجوم غير المسبوق، واصفة الاتهامات الروسية بـ«الاستفزازات المتعمّدة».
ونقلت الصحيفة عن ديفيد وونديرينك، أحد موردي الحطب، قوله إن سكان البلاد بدأوا هذا العام في شراء الحطب في الصيف، أي قبل حلول موسم البرد بكثير.
وأعرب عن خشتيه من أن يختفي الحطب من السوق في منتصف الصيف، بسبب الطلب الذي ظهر عليه، مضيفاً «نلاحظ أن القلق أخذ ينتشر بين الناس... وعادة يبدأ عملاؤنا في طلب الحطب في سبتمبر فقط.
بالإضافة إلى ذلك، هذا العام، يطلب الزبائن كميات إضافية من الحطب تحسباً لتطور الأحداث».