فيصل الحمود يكتب: يا شبابنا... تعلّموا من دروس الغزو
للثاني من أغسطس طعم المرارة والألم من غدر الشقيق، عذابات وآلام عاشها الكويتيون في الوطن والمنافي القريبة والبعيدة، تضحيات بالدماء، بطولات سجلت بأحرف من نور، وصفحات مشرقة من الإيثار.
يقفز الى الذهن في مناخات الذكرى حضور شباب الكويت في ملحمة عنوانها رفض الاحتلال الغاشم للبلاد، الاندفاع إلى الحدود القصوى في مقاومته واستعادة الكويت حرة أبية، حاضنة لأبنائها، شريكة في كل ما هو خير العرب والمسلمين، ويدا ممدودة لكل ملهوف في ارجاء الارض.
كان لالتفاف الشباب الكويتي حول قيادته الرشيدة التي وصلت الليل بالنهار من أجل بزوغ فجر الحرية، وتدافعه في كل الاتجاهات لتجاوز المحنة التي حلت بالبلاد والعباد، دوره الكبير في انتصار الحق على الباطل.
تحول فعلهم إلى إيقاع واحد متماسك في أوركسترا عنوانها التمسك بتقاليد الاسرة الواحدة التي تجمع أبناء البلاد من أقصاها لأقصاها، الثقة بقائد المسيرة، للوصول الى شاطئ الامان، وتكريس تجربة تنضم الى تجارب مشرقة في دحر الظلم.
استكملوا دورهم في بناء ما دمرته آلة الحقد والعدوان، ضربوا مثلاً آخر في إعادة الحياة الى طبيعتها، فاتحين أذرعم لمستقبل مفرداته الأمن والأمان والاستقرار والرخاء، الذي تستحقه البلاد وأهلها.
مرت ثلاثة عقود ونيف على الكارثة التي استطاعت البلاد اجتيازها بوقوف الكويتيين سداً منيعاً امام محاولات تشتيت صفوفهم ودفاعهم عن حقهم في المستقبل بحيوية الشباب وحكمة الشيوخ، وما زالت تجربة الغزو الغاشم غنية بدروس ينقلها الذين عاشوها شبابا وباتوا كباراً لاجيال تطالعها في كتب التاريخ، تتباين قراءاتها للعبر بحكم الزمن واختلاف المشارب والرؤى، وتلتقي ارادتها ونواياها عند الحرص على تجاوز ما استجد من التحديات في منطقة مفتوحة على عالم من الازمات.
تركت تلك المرحلة من تاريخ البلاد ما يستحق إعادة تقليب الصفحات، واستقاء الدروس منها لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية والسير على الطرق الآمنة في زمن المتاهات والمنعطفات الحادة، ولعل أول دروس الثاني من اغسطس واكثرها إثارة للاهتمام تكاتف الكويتيين، التفافهم حول قيادتهم ومؤسساتهم، ضخ حيوية الشباب في عروق عملية نهوض وبناء تحافظ على المنجز وتضيف إليه، وفي ذلك ما يضمن للكويت وأهلها عبور عاصفة الازمات التي يشهدها العالم.