تنتهي زيارة بابا الفاتيكان فرانشيسكو إلى ألبرتا كندا بعد غدٍ الجمعة 29 من يوليو الجاري التي بدأها الأحد الماضي، وقد أطلق عليها «حج الكفارة» للتعبير عن اعتذار الفاتيكان للسكان الأصلييّن الكنديين من الهنود الحمر عن سوء معاملة أبنائهم على مدى عقود عديدة من قِبل الكنيسة الكاثوليكية التي كانت تشرف على عملية دمجهم ثقافياً «في المجتمع الكندي، حيث أجبر قرابة مئة وخمسين ألف طفل على الالتحاق بمدارس خاصة بعد انتزاعهم من أولياء أمورهم قسراً». تعرّض الأطفال في تلك المدارس إلى الإهمال وسوء المعاملة وقلة العناية الصحيّة ومات الكثيرون منهم من البرد والأمراض وسوء التغذية، كل ذلك مقابل تدمير ثقافتهم واستبدال لغتهم.
يستغرب المرء أن تقوم مؤسسة دينية مثل الكنيسة الكاثوليكية بمثل هذه الممارسة غير الإنسانية تجاه أطفال أبرياء، مخالفة بذلك تعاليم السيد المسيح، عليه السلام، التي تدعو إلى المحبّة والسلام والتعايش الأخوي.
فضائح الكنيسة الكاثوليكية في كندا لم يكن من السهل اكتشافها لولا العثور على قبور الأطفال حول تلك المدارس منذ وقت قريب، الأمر الذي استدعى زيارة بابا الفاتيكان لتقديم الاعتذار للسكان الأصليين، وللتخفيف من السخط الذي ينتشر بين أتباع الكنيسة الكاثوليكية بعد فضائح الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها القساوسة الكاثوليك على أطفال المدارس الدينية المنتشرة في أوروبا والولايات المتحدة وأميركا الجنوبية واستراليا وكندا، والتي كانت من القضايا المسكوت عنها حفاظاً على سمعة الفاتيكان قبل تسلّم البابا الحالي منصب البابوية الذي قرّر فتح تحقيقات حول تلك الجرائم من أجل استعادة الثقة بالفاتيكان بعد تدفّق موجات المغادرة من الكنيسة الكاثوليكية والتي تشهدها على الخصوص الكنيسة الألمانية، وهي من أكثر الكنائس الكاثوليكية تأثيراً على مستوى العالم وأغناها، بعد تقديم كاردينال كولونيا، رينر ماريا، استقالته للبابا فرانشيسكو لأسباب تتعلّق باتهام الكاردينال بالتقصير في مواجهة تلك الفضائح، الأمر الذي يصعّب مهمة بابا الفاتيكان في تجاوز محنة الفاتيكان الأخلاقية وجرائمه ضد الإنسانية التي لا يمكن حلحلتها بزيارات كفّارة مكوكية.