No Script

WE MISS LEBANON... الشوق إلى الوطن الحلم

ياسمينة لبنان.. ملكة جمال 2022

تصغير
تكبير

لم يكن الأحد الرابع والعشرين من يوليو نهاراً عادياً في لبنان يشبه بلونه وأحداثه الايام المكفهرة التي يعيشها اللبنانيون ويتجرعون طعمها المُر بلا استراحة.

كان يوماً من خارج روزنامة الأزمات التي حوّلت حياتهم كابوساً مفتوحاً... كان حلماً بدا كأنه أوقف الزمن وأعاده الى أيام العزّ الماضي، أو قفز به نحو مستقبلٍ باهر يشبه طموحات اللبنانيين وقدراتهم.

حدثان رسما بأحرف مشرقة تاريخ هذا اليوم، تتويج اللاعب وائل عرقجي على عرش كرة السلة الآسيوية وتتويج ياسمينا زيتون ملكة جديدة على عرش الجمال اللبناني بعد غياب ثلاث سنوات.

وإذا كان التتويج الأول جرى بعيداً عن أرض لبنان، فإن الملكة فازت بتاج الجمال في حفل ضخم في قلب الوطن النازف أعاد الى لبنان وأهله بصيصاً من أمل بأن إرادة الحياة قادرة على إخراجه من تحت ركام الانهيار الكبير.

بعد غياب قسري منذ 2018 مرّت على «بلاد الأرز» خلالها سنوات صعبة بدت كأنها دهراً، أقيم يوم أمس حفل انتخاب ملكة جمال لبنان الذي حَمَلَ تلاعباً على الكلمات أعطى للحفل أكثر من معنى.

We Miss Lebanon كان الشعار، فالحفل لم يكن لانتخاب الملكة فحسب بل للتعبير عن شوق اللبنانيين الى استعادة بلدهم الذي عرفوه بعزّه وتألّقه وحبه للحياة. والملكة السابقة مايا رعيدي التي احتفظت بالتاج لمدة أربع سنوات حتى بات عبئاً عليها كانت بدورها مشتاقة للتخلي عنه وإلباسه للملكة الجديدة.

اختيار الزمان والمكان جاء معبّراً، على بعد عشرة أيام من الذكرى الثانية لانفجار المرفأ في الرابع من أغسطس وفي الفوروم دو بيروت الصرح الذي تلقى ضربة قاسية جراء «بيروتشيما» فتداعى وانهارت بنيته الفولاذية ليعود ويشهد ولادة جديدة ويحتضن حفلاً يحتفي بالحياة والفرح والجمال.... معجزة أم وهْم؟ تَشَبُّثٌ بالحياة أم هروبٌ من مآسيها؟ سؤال طَرَحَه اللبنانيون على أنفسهم لكنهم تحاشوا الإجابة عليه للاستمتاع بليلةٍ أضاءتها نجوم كثيرة.

17 صبية تبارين على لقب «ميس ليبانون» لم تتضح أسماؤهن إلا صباح الحفل، ربما حتى لا يتم حرقها على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن التأخير لم يمنع رواد هذه المواقع ومؤثّريها من بدء التكهنات ما أن تم الإعلان عن المشاركات في المسابقة، وسط بروز أسماء عدة كان اسم الملكة من بينها رغم اختلاف الترتيب بين ناشطي المجتمع الافتراضي.

صبايا من مختلف المناطق اللبنانية ومختلف الطوائف والخلفيات، جامعيات وصاحبات اختصاصات علمية متنوعة. بعضهن أكثر احترافاً من غيرهن في الظهور الإعلامي والتعاطي مع الكاميرا. وفي نظرة إلى صفحاتهن على إنستاغرام يتوضح الأمر من عدد المتابعين. ففي حين لا تملك المتبارية نتاليا السيد مثلاً أكثر من 1845 متابعاً، وصل عدد متابعي المرشحة الأقوى مايا ابو الحسن إلى 134000 متابع في إشارة الى شعبيتها وحرفيتها في التواصل، حتى أن الهاشتاغ الخاص بها أحتل الترند الأول على موقع توتير. بعض المتسابقات يعشن خارج لبنان وأتين خصيصاً للمشاركة في الحفل وغالبيتهنّ ربما يحلمن بذلك رغم محاولات النفي. وكان لافتاً أمران جديدان في نسخة 2022 من miss Lebanon: الأول هو مشاركة صبية صاحبة بشرة داكنة تجمع بين الجنسية اللبنانية والكونغولية هي دلال حب الله التي نالت شعبية كبيرة (وهي في الواقع عارضة أزياء محترفة معروفة باسم شيا ولديها كما يقال شقيقة توأم تمارس أيضاً عرض الأزياء). أما الثاني فهو تخطي عدد من المشتركات عتبة الـ 25 عاماً وهو أمر لم يكن مألوفاً في المنافسات السابقة.

على مسرح الفوروم كان الإبهار في الديكور والإضاءة واللوحات الفنية الراقصة، رغم أن البعض وجدوا أن الحفل لم يقدم جديداً على صعيد الإبهار الفني وكانت اللوحات مكرَّرة، فيما رأى آخَرون أنه في ظل الظروف الاقتصادية والحياتية الخانقة التي يمر بها لبنان لا يمكن إلا رفْع القبعة لإنتاج ضخم بهذا الشكل.

وقد تولت شركة IP Studios إنتاج الحفل فيما قامت محطة LBCI بتنظيمه وبثه، وأشرفت عليه رولا سعد كعادتها في كل الأحداث الفنية الكبيرة التي تنظّمها المحطة، وتولى إخراج الحفل عماد عبود.

هذه الجَدَلية عكست الصراع الذي يعيشه اللبنانيون بين حبهم للحياة وعدم قدرتهم على تأمين متطلباتها. فقد انتقد كثيرون إقامة حفل كهذا في هذه الظروف فيما كان الأجدى التطلع الى الناس المحتاجين. وانتقد البعض تهليل الناس للجمال والجميلات وسكوتهم عمن سرق جمال لبنان وشوّهه. كما صوّب كثر على اقتصار القضايا التي تودّ المُشارِكات العمل عليها على الأمور التقليدية كما لو أن مشاركتهن جاءت قبل الأزمة، ولم تتحدث أي منهن أو لم يفكر أي من المعدّين بجعلهن يتطرقن الى مشاكل لبنان الحالية مثل إعادة أموال المودعين أو تأمين الطحين او حتى قضية اللاجئين والتدقيق الجنائي... لا شك أنها عناوين تتخطى بوقعها وخطورتها حفل انتخاب ملكة جمال لبنان لكن مجرد الإشارة إليها من المتابعين يدلّ على أن الهلالين الذين فتحهما الحفل سيغلقان سريعاً ليعود الناس الى واقعهم المزري.... إلى جانب المُشاركات تألقت جميلتان خطفتا الأضواء بحضورهن الرائع على المسرح: الفنانة نانسي عجرم التي بدت ملكة في أناقتها وحضورها وأغنياتها وإيمي صياح بحضورها الواثق ولفظها العربي المريح وتقديمها الخالي من الأخطاء والعثرات.

وكان مؤثّراً افتتاح نانسي الحفل بأغنية «إلى بيروت الأنثى» من كلمات الشاعر الكبير نزار قباني التي لخصت معاني هذه الليلة واختصرتها ببيت واحد: كل ما يطلبه لبنان منكم أن تحبوه قليلا... بين الحضور كان مقياس الجمال محلّقاً مع حضور عدد كبير من ملكات الجمال السابقات والمؤثّرات والإعلاميات، وإن أشيع أن ثمة خلافات حصلت بين البعض وصراخ وفوضى لم يظهر أي منها الى العلن.

ولم يقتصر الجمال على الحضور اللبناني بل شاركت في الحفل ملكة جمال العالم لعام 2021 البولندية كارولينا بيلوسكي التي كانت ضمن لجنة التحكيم ثم انسحبت منها لأسباب صحية لتحل محلها بشكل غير متوقع رئيسة منظمة ملكة جمال العالم جولي مورلي التي بدت ضائعة ومرتبكة تتأخر في وضع العلامات وتتعثر في فهم أسئلة المتباريات وأجوبتهن.

لجنة التحكيم ضمت كعادتها تشكيلة متنوّعة من المحترفين وكان أبرز وجوهها مقدمة البرامج المخضرمة هيلدا خليفة والمؤثرة العالمية كارين وازن وملكة جمال لبنان السابقة وممثلة وزارة السياحة سمايا الشدراوي إضافة الى الإعلامية ومديرة صحيفة النهار نايلة التويني والفنان ميشال فاضل والمنتج محمد يحيى، ومخرج مسرح كركلا إيفان كركلا.

لم يخل الحفل كعادته من الأمور الطريفة أو الساخرة التي أثارت موجة من الانتقادات الأقرب الى التنمّر على بعض المشتركات ولا سيما لارا هراوي التي أجابت على سؤالين مختلفين إجابة واحدة سردت فيها بالتفصيل مزايا بلدتها بسكنتا بحيث تحول اسم بسكنتا بين ليلة وضحاها الى أبرز أسماء القرى اللبنانية نتيجة زلة لسان مكررة من المشتركة.

كما أثارت إجابة إحدى المشتركات (اغاتا صيفي) وربطها بين الزواج المدني «وتعزيز الميزانية المصرفية في لبنان»!!! والتنمّر ليس بالأمر الطارئ على مسابقة انتخاب ملكة جمال لبنان بل بات أشبه برفيق مؤذٍ سام يرافق حضور المشاركات وأجوبتهن في كل حفل وبات يمنع الكثيرات من التقدم خوفاً من أن يكنّ ضحايا موجاته التي لا تنفك تتمدّد.

تتويج ياسمينا زيتون بعد انتقالها مع مشتركات الى المرحلة النهائية هنّ لارا هراوي، مايا ابو الحسن، جاسينتا راشد، دلال حب الله، جاء منطقياً ومتوقَّعاً رغم المنافسة الشديدة بينها وبين ابو الحسن. وقد ظهرتْ واضحة ثقةُ ياسمينا بنفسها، وطلاقتها بالكلام وبالإجابة دون تردد على سؤال اللجنة والسؤال الموحد «ما رأيك بحملة أهلا بهالطلّة التي أطلقتها وزارة السياحة؟ واذا أردت اختيار منطقة لبنانيّة كي تكون صورتُها على إعلان هذه الحملة، أيّ منطقة تختارين ولماذا؟». كما كان خيارها موفقاً بفستانها الزهري الذي لفت الأنظار وجاء انعكاسا لأكثر صيحات هذا الموسم حضوراً في عالم الموضة وهو اللون الزهري.

وسريعاً استطاعت الصبية الأصغر سنا بين المشاركات (20 عاما) والتي تدرس الصحافة والإعلام أن تلفت الأنظار وأسماع الجميع بطلّتها وإجاباتها وتَغَنّيها ببلدتها الجنوبية كفرشوبا التي عانت كثيراً في الماضي، وصولاً الى تتويجها وحلول كلّ من أبو الحسن وصيفة أولى، وراشد وصيفة ثانية، وهراوي وصيفة ثالثة، وحبّ الله وصيفة رابعة.

ويُذكر أن زيتون طالبة سنة ثالثة باختصاص الصحافة في جامعة سيدة اللويزة، ولديها حساب ناشط على «انستغرام» في وقناتها الخاصة على «يوتيوب» تحت اسم «With yasmina show».. وفي أول تعليق لها على صفحتها على انستاغرام كتبت الملكة: I did it، شكراً على كل الحب والدعم، فيما قالت لموقع «النهار» الالكتروني إنّها لم تتوقّع الفوز، وهي في غاية السعادة، كما أنّها تحاول تقبّل المسؤولية الملقاة على عاتقها بصفتها الملكة الجديدة التي ستُمثل لبنان وتحمل اسمه إلى العالمية.

واعتبرت الشابة الجنوبية أن «مسؤوليات الملكة تغيّرت اليوم، لا سيّما بعد انقطاع دام نحو 3 سنوات، إضافة إلى الظروف العامة التي تحكم البلد. وبالتالي تتحمّل الملكة مسؤولية كبيرة لجهة إثبات نفسها وتمثيل لبنان على أجمل وجه داخلياً وخارجياً»، مشيرةً إلى أن «هذا الحفل يُعطي أملاً للشباب اللبنانيّ وحافزاً لتقديم الأفضل».

أسماء وأرقام

* تولى المصمم جورج حبيقة تصميم فساتين المتباريات وقد اختارها من ضمن مجموعاته السابقة، وكان لافتاً اختياره الفستان الزهري للفائزة وكأنه كان يتوقع لها الفوز.

* للمرة الأولى تم تصميم أثواب السباحة خصيصاً للحفل وجرى تصنيعها في مشاغل جورج حبيقة.

* تولى خبير الماكياج بسام فتوح ماكياج المتباريات وماكياج ايمي صياح فيما اهتمّ وسام مرقص من صالون PACE E LUCE بتسريحات الشعر.

* ماكياج نانسي عجرم تولاه خبير التجميل فادي قطايا التي اعتادت نانسي التعامل معه فيما شعرها تولاه المزين طوني صوايا واهتمت خبيرة الطلة مايا التل بإطلالاتها.

* تردد اسم فاليري أبو شقرا كثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي حيث اعتبرها الرواد أجمل الملكات فيما انحاز البعض لأبقاء التاج مع الملكة مايا رعيدي التي نافست بجمالها كل المشتركات.

* يبدو أن النجمة نانسي عجرم مولعة بكرة السلة ومن المتابعين لها وكانت اثناء التمرينات يوم السبت قد تابعت مباراة نصف النهائي للمنتخب اللبناني أمام الأردن وتحمست جداً لفوزه. كذلك هنأت المنتخب على إنجازه اثناء الحفل وحلول في المرتبة الثانية في بطولة كأس آسيا بكرة السلة بعد خسارة بفارق نقطتين أمام استراليا.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي