No Script

مشاهدات

العدو... صهيوني

تصغير
تكبير

خلال أيام قليلة تطلُّ علينا ذكرى الغزو الصدامي الغاشم البغيض لدولتنا الحبيبة الكويت في فجر يوم الخميس الأسود 1990/8/2، غزو استهدف كيان وسيادة الكويت محاولاً محوها من خارطة العالم وضمها إلى العراق، ولا يزال جرحاً غائراً في نفوس الكويتيين، وجرحاً لم يندمل عنوانه الغدر والخيانة، تجرّعنا مرارة الاحتلال وعشنا مختلف ألوان التعذيب والتنكيل تحت سطوة غزاة مجرمين مجرّدين من الإنسانية من ذوي القلوب القاسية، استمتعوا بالقتل والتعذيب وسفك الدماء والتمثيل بجثامين الشهداء الأبرار، وفقدت دولتنا الحبيبة الأرض والأمن والأمان، وتحوّلت المدارس ومؤسسات الدولة إلى ثكنات عسكرية وأوكار للتعذيب الوحشي الذي لم يفرّق بين الكبير والصغير، سواء كانوا رجالاً أو نساء، شيباً وشباناً.

فاضطر مَن كان خارج الوطن اللجوء إلى الدول الأخرى والإقامة فيها، وهناك من خرج قسراً خوفاً من الملاحقة والقتل، وبقي الصامدون في الوطن المحتل، وبالرغم من كل ذلك كان موقف الشعب الكويتي موحداً وعلى قلب رجل واحد خلف القيادة الشرعية الرشيدة، ضربوا أروع الصور في التضحية والتلاحم والفداء،

وبفضل التعاون معاً وبالعزيمة والإصرار وعدم الفرقة ونبذ الخلافات والتوحد في الأزمات ومقاومة المحتل، تم بحمد الله تحرير الكويت وعادت الأرض إلى أهلها.

والكويت منذ القدم حكومةً وشعباً لم تكن في صف أي معتدٍ غازٍ، ناهيك بعد معيشة تلك التجربة القاسية (الغزو) ومرارة فقد الأرض والتي لم تمر الكويت بمثلها.

فكما أن الكويت رفضت الاحتلال العراقي الغاشم، كذلك ترفض الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين أرض القدس، قِبلتنا وملتقى قيمنا وتجسيد وحدتنا ومعراج رسالتنا، بل ترفض احتلال أي أرض من قبل أي معتدٍ على شعب من شعوب الأرض، والموقف الكويتي الرسمي والشعبي والرياضي كان واضحاً وثابتاً من القضية الفلسطينية، ففي كل اللقاءات الرياضية عندما يتقابل الطرف الكويتي مع هذا الكيان الغاصب ينسحب شبابنا بكل فخر من تلك المواجهات.

يقول الله تعالى:

«سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ».

إنّه صوت الحق، صوت القرآن الكريم، الذي سيبقى صادحاً فوق جميع الأصوات مهما علت، إنها الحقيقة الساطعة وضوح الشّمس، لن تطمسها هتافات تخرج من هنا وهناك تجمّل صورة عدو مغتصب لأرضنا وعِرضنا، ففي المنطق الدولي يأتي السلام بعد توقف الحرب بين دولتين، إنما هنا الأمر مختلف فهناك غازٍ مغتصب سرق الأرض الفلسطينية علناً، فهو إذاً كيان غاصب يقوم بهدم منازل الفلسطينيين ويبني المستوطنات ويشرد ويعتقل ويقتل المدنيين والصحافيين العزّل.

فهل من الحق أن يأتي شخص إلى منزلي ويحتله ويطردني منه ويقتل أبنائي وينتهك الحرمات ثم أهرول إليه بعد ذلك وأصافحه وأرحب به؟

في الكتب المقدسة اليهودية هناك ما يسمى بدولة إسرائيل الكبرى حدودها من النيل إلى الفرات.

فهل هذا مقدمة لإنشاء هذا المشروع الشيطاني؟

لا يمكننا أن نختلف في هذا الأمر، فإسرائيل كيان غاصب احتل أرض فلسطين، وبذلك تكون دولة عدوة وليست صديقة.

إنها قضية فلسطين، قضية كل إنسان حر وشريف يرفض الإذلال والظلم، شعب حرم الأمن والأمان، فانتهكت حريته، واستبيحت أراضيه، وهدمت بيوته، وقُتِل أطفاله ونساؤه ورجاله دون ما ذنب اقترفه سوى أنه رفض غزو وطنه.

والذي يدعو للاستغراب، في السابق كانت الأبواق المرتزقة تدعو على استحياء لإقامة علاقة مع الكيان المحتل، إنما الآن أصبحت بالعلن من دون حياء تاركة تاريخاً طويلاً من الاحتلال والحروب والدماء والانتهاكات والمآسي التي تربّت عليها أجيال.

فهل من المعقول أن يصبح الصهيوني صديقاً وحليفاً يوماً ما؟!

ختاماً

وليس بعد ذلك إلّا الوقوف أمام مسؤولياتنا التي تحتم علينا أن ندلي بموقفنا الذي يشرفنا في الدنيا، ويرفع شأننا في الآخرة.

هؤلاء الصهاينة الذين لم ولن يبدّلوا يوماً موقفهم المشبع بالعنصرية والحقد والظلم، سنقول لهم إنّ أيادينا الطاهرة لن تصافح أياديكم الملوّثة بدماء الأبرياء بالأمس ودماء الأطفال اليوم، وإنّ مقدّساتنا ليست للبيع أو للمساومة، إن كرامتنا هي حريتنا. إن لفلسطين وشعبها حقاً في أعناق كل مُؤمن شريف.

ففي هذا السياق نحن بحاجة للتفريق بين العدو الصهيوني الذي يرتكب المجازر، والإنسان اليهودي غير الصهيوني، الذي قد يكون صديقاً... فقضيتنا عادلة، سببها الاحتلال الذي اغتصب الأرض وشرّد الناس ومارسَ القتل وهي ذاتها قضية كل أمة في مواجهة كل احتلال أياً كان دينه.

ونقول للشعب الفلسطيني، كفوا عن الانقسامات والتفرق والخلافات في ما بينكم، وكونوا معاً دون أي خلاف لتكون اللُّحمة الوطنية والأُلفة بينكم لتصل مطالبكم المشروعة إلى كل أقطار العالم.

إن شعب الكويت الأبيّ يرفض أن يكون يوماً في صفّ هؤلاء المغتصبين الظالمين، وإنه سيبقى مع القضية الفلسطينية إلى جانب شعبها، حتى تحرير كامل أراضيها من رجز الصهاينة.

مصداقاً لقول الله تعالى:

«يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ».

اللهمّ احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدلله رب العالمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي