أما بعد...

«فراعنةُ الحَراك»

تصغير
تكبير

مع تزايد الصراع بين الفرقاء السياسيين الذين يريد كلٌ منهم السيطرة على «عرش فرعون»، الذي من خلاله يصبح المهيمن على المشهد السياسي العام، فيعزل هذا ويولي ذاك، وألّا يري الناس إلا ما يرى ولا يهديهم إلا سبيل الرشاد، يدّعون مدَّ يد التعاون والتي في حقيقتها لا تمد إلا لمن رضى لنفسه أن يكون تبعا {صمٌ بكمٌ عميٌ} بلا نقاش أو مشاركةِ رأي.

إن ما نعيشه اليوم، ليس أول خلاف بين أقطاب المعارضة الكويتية، ففي عام 1975 نشأ خلاف بين أقطاب المعارضة آنذاك والتي تتمثل في مجموعة «التجمع الوطني» بقيادة النائب السابق جاسم القطامي - رحمه الله - من جهة، ومجموعة «حركة التقدميين الديموقراطية» بقيادة النائب السابق الدكتور أحمد الخطيب - رحمة الله - من جهة أخرى، حتى احتد الخلاف بينهما إلى أن وصل مرحلة الصدام والتنافس في الانتخابات في الدوائر نفسها ومهاجمة كلٌ منهما الآخر وبالعلن... وكانت النتيجة أن خسرت كل مجموعة منهما معظم مقاعدها في البرلمان.

استفاد الرمزان، الخطيب والقطامي، من هذا الدرس ولم يكابرا أو «يتفرعنا» وادركا أن العمل في الإصلاح السياسي لا يكون إلا في تضافر الجهود والعمل الجماعي ومشاركة الآراء، وبهذا عادت وحدتهما كصفٍ واحد في أحداث مجلس 1985 ودواوين الاثنين وما تليها من أحداث.

تنادي اليوم مجموعة من الشباب الوطني المخلصة الغيورة على بلدها، الفرقاء السياسيين إلى وحدة الصف ونبذ الخلاف والجلوس جميعاً على طاولة واحدة يكون محورها «كويت جديدة» وطي صفحة الخلاف.

لكن هل سيجيب «الفراعنة» لهذا النداء أم انهم سيجعلون أصابعهم في آذانهم ويستغشون ثيابهم؟

يقول الشاعر عبدالرحمن العشماوي - حفظه الله - في قصيدة «رسالة إلى فرعون»

ما زلت يا فرعون غراً تابعاً... وتظنُّ نفسك قائداً متبوعا

طارد بجندك كلَّ صاحب مبدءٍ.. يأبى لقانون الضلال خضوعا

لكَ كلَّ يومٍ قَوْلةٌ تُلغي بها... ما قلتَ أمس وتُحسِنُ التَّرقيعا

لا أشك أبداً بدعوة المخلصين من أبناء الوطن، ولكني اجزم بأن الموجهة لهم الدعوة سيكابرون. وإن غداً لناظره لقريب...

Twitter: @Fahad_aljabri

Email: Al-jbri@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي