تشييع جثمان «عريس بغداد» بعد أيام من زواجه
يوم حداد وطني في العراق على ضحايا زاخو ومحتجون حاولوا اقتحام قنصلية أنقرة في بغداد
- أنقرة ترفض «البروباغندا الإرهابية» وتحمّل المسؤولية لـ «الكردستاني»
بغضب وحزن، شيّع العراق، أمس، ضحايا قصف حمّلت بغداد تركيا مسؤوليته، وأودى بحياة تسعة مدنيين في منتجع سياحي في زاخو - كردستان، بينما حاول متظاهرون، اقتحام قنصلية أنقرة في بغداد.
في مطار أربيل عاصمة إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي، أرسلت طائرة عسكرية لنقل جثامين الضحايا إلى بغداد.
ونقلت التوابيت التسعة بسيارة إسعاف، بينها تابوت طفل صغير، ولفّت بالعَلم العراقي وأكاليل الورود.
وحمل وزير الخارجية فؤاد حسين ورئيس الإقليم نجيرفان بارزاني، نحو الطائرة، التابوت الصغير، قبل أن تقلع إلى بغداد.
في مطار بغداد الدولي، استقبل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، الجثامين وتقدم مراسم التشييع الرسمي، بحضور عدد من القيادات الأمنية والمسؤولين والتقى بعائلات الضحايا.
وأعلن رئيس الوزراء، أمس، يوم حداد وطني، فيما تصاعد الغضب الشعبي على المأساة التي أودت بحياة تسعة عراقيين وأدّت إلى إصابة 23 بجروح.
وغالبية الضحايا هم من وسط وجنوب العراق، يتوجهون إلى المناطق الجبلية في كردستان المحاذية لتركيا، هرباً من الحرّ.
واتهمّ العراق، القوات التركية بشنّ القصف الدامي الذي أصاب منتجعاً سياحياً في قضاء زاخو.
ونفت أنقرة من جهتها مسؤوليتها عن الهجوم متهمةً «حزب العمال الكردستاني» بالمسؤولية عنه.
في منزل متواضع في بغداد، جاء نور لتقديم التعازي في وفاة صديقه عباس علاء وكان ينتظر عودة الأسرة التي توجهت إلى المطار لاستعادة جثة المهندس الشاب البالغ من العمر 24 عاماً.
وقال «تزوج عباس قبل أسبوع واحد وكان مع زوجته في كردستان للاحتفال بشهر العسل... إنها صدمة لأصدقائه وأقاربه، كانت أول رحلة له ذهب الثلاثاء واستشهد الاربعاء لا يمكننا تصديق ذلك».
وتابع «ذهب ليستمتع في شمال العراق وعاد شهيداً وزوجته مصابة، هذا لا يحدث في أي بلد آخر. فقط في العراق».
وتشنّ أنقرة، التي تقيم منذ 25 عاماً قواعد عسكرية في شمال العراق، عمليات عسكرية ضدّ «حزب العمال» المتمركز في مخيمات تدريب وقواعد خلفية له في المنطقة.
وغالباً ما تستدعي بغداد السفير التركي لوزارة الخارجية للاحتجاج، لكن هذه الاجراءات تبقى معظم الوقت من دون نتيجة.
ونقل موقع «السومرية نيوز» عن مصدر أمني، أن «محتجين حاولوا عبور الخط الأول الأمني باتجاه القنصلية التركية في بغداد، احتجاجا على القصف التركي في محافظة دهوك».
وبثّت أغانٍ وطنية عبر مكبّرات صوت، فيما رفع بعض المتظاهرين لافتةً كتب عليها «أنا عراقي، أطلب طرد السفير التركي من العراق».
وقال علي ياسين (53 عاماً) لـ «فرانس برس»، «تركيا والسفارة التركية نقول لهم يكفي»، مضيفاً «السلمية لا تفيد. حرق السفارة التركية مطلبنا بعد أن نخرج السفير التركي لأن حكومتنا لا ترد وغير قادرة».
وجرت تظاهرات مماثلة ليل الأربعاء في مناطق مختلفة أمام مراكز منح تأشيرات الدخول، مثل كركوك شمالاً، والنجف وكربلاء. وأحرقت الأعلام التركية.
وصعّدت بغداد ليل الأربعاء، النبرة بمطالبتها بانسحاب الجيش التركي من أراضيها. كما أعلنت السلطات العراقية استدعاء القائم بأعمالها من أنقرة «وإيقاف إجراءات إرسال سفير جديد إلى تركيا».
وجاء التنديد مباشراً من الكاظمي الذي ندّد بارتكاب «القوات التركية مجدداً انتهاكاً صريحاً وسافراً للسيادة العراقية»، في حين استنكر الرئيس برهم صالح «القصف التركي»، معتبراً أنه «يُمثل انتهاكاً لسيادة البلد وتهديداً للأمن القومي العراقي».
واعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنّ «مثل هذه الهجمات» تقوم بتنفيذها «منظمات إرهابية»، داعياً في بيان العراق «ألّا يصدر إعلانات تحت تأثير البروباغندا الإرهابية».
وصرّح لقناة «تي.آر.تي»، بأن العمليات التركية تستهدف دائماً «الكردستاني»، مضيفاً أن الهجوم «نفذه إرهابيون».