الدعم الأميركي اللامحدود قد لا يستمر إذا خسر حزب بايدن انتخابات التجديد النصفي

حرب أوكرانيا... 4 أشهر حاسمة

لاجئة أوكرانية ترقد في مركز للاجئين بالعاصمة البولندية وارسو	 (أ ف ب)
لاجئة أوكرانية ترقد في مركز للاجئين بالعاصمة البولندية وارسو (أ ف ب)
تصغير
تكبير

- الجمهوريون يحتاجون 6 مقاعد في مجلس النواب ومقعداً في «الشيوخ» لقلب الطاولة
- الروس يعوّلون على «تعب» الأوروبيين و«تململ» الأميركيين من الحرب لكسبها بالنقاط
- إذا تحوّلت حرب أوكرانيا إلى «أفغانستان ثانية»... فالأميركيون سينفضون من حولها
- اقتناع الأميركيين بإمكانية هزيمة روسيا كفيل باستمرار الدعم حتى لو فاز الجمهوريون

بدأ التململ يظهر جليّاً في الشارع الأميركي من «الثمن الكبير» لاستمرار الدعم اللامحدود لأوكرانيا في مواجهة روسيا... 44 في المئة فقط من الجمهوريين قالوا إنهم سيقبلون شراء وقود أكثر تكلفة و39 في المئة قالوا إنهم سيتحمّلون مزيداً من التضخم لمساعدة حكومة كييف (مقابل 78 و72 في المئة من الديموقراطيين).

هذا الاستطلاع الحديث الذي أجرته جامعة ميريلاند أظهر أن الفجوة بين الديموقراطيين والجمهوريين تتسع أكثر فأكثر، ما يعني أن فوز الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس المقررة في نوفمبر المقبل، سيؤدي على الأرجح إلى تقليص الدعم الأميركي لأوكرانيا.

وعلى جري العادة، من المتوقع أن يخسر حزب بايدن الديموقراطي الانتخابات النصفية، كما جرى مع سلفه دونالد ترامب عندما خسر الجمهوريون 41 مقعداً في 2018، ومع الرئيس الأسبق باراك أوباما عندما خسر الديموقراطيون 63 مقعداً في 2010.

ويعزّز هذا الاحتمال أن الجمهوريين لا يحتاجون سوى إلى الفوز في 6 مقاعد إضافية في مجلس النواب لقلب الغالبية لصالحهم، في الانتخابات التي ستُجرى على كل مقاعد المجلس الـ435. أما في مجلس الشيوخ فالمهمة أسهل، إذ يحتاجون مقعداً واحداً في الاقتراع على 34 من المقاعد.

عملياً، سيؤدي فوز الجمهوريين إلى تعطيل خطط بايدن في العامين الثالث والرابع من ولايته.

وبربط الخسارة المتوقعة للديموقراطيين مع تراجع عدد الأميركيين المستعدين لدفع ثمن اقتصادي لدعم أوكرانيا مقارنة بما كان عليه في مارس الماضي مع بداية الحرب، فإن الحرب الروسية - الأوكرانية أمام 4 أشهر حاسمة.

هذه القراءة لا تبدو بعيدة عن أذهان الروس، والرئيس فلاديمير بوتين تحديداً، إذ إنهم يعوّلون على «تعب» الأوروبيين و«تململ» الأميركيين من الحرب، لمحاولة كسبها بالنقاط وفرض شروطهم.

تذهب التحليلات إلى أن الأميركيين في حال وجدوا بعد الانتخابات النصفية أن الحرب في أوكرانيا تحوّلت إلى حرب استنزاف و«أفغانستان ثانية»، فإنهم سينفضون من حولها ولن يستمروا في استراتيجية بايدن القائمة على إغراق «الدب الروسي» في المستنقع، وتدفيع موسكو أكبر ثمن ممكن وإخراجها مُنهكة من الحرب.

بناء على ذلك، يمكن فهم الاستراتيجية الروسية المُطبّقة في الميدان التي تقوم على القضم التدريجي، وحصر شعاع المعركة في الخط الممتد من حوض دونباس في الجنوب الشرقي إلى أوديسا في أقصى الجنوب الغربي، بحيث يحقق الجيش الروسي ومجموعات الانفصاليين الداعمة له تقدماً بطيئاً لكنه ثابت، في احتلال أجزاء من أوكرانيا، وصولاً إلى تحقيق هدفهم المتمثل في إحياء مشروع «نوفوروسيا» وخلق جمهوريات مستقلة، بما يؤدي إلى تفتيت أوكرانيا (بشكلها الذي كان قائماً قبل 2014 عندما احتلت روسيا شبه جزيرة القرم واحتل الانفصاليون الذين تدعمهم أجزاء واسعة من دونيتسك ولوغانسك في الدونباس).

في المقابل، لا يبدو أن أوكرانيا قادرة على قلب المعادلة أو استعادة الكثير من الأراضي التي احتلتها القوات الروسية، إذ تركز جهودها على صد الهجمات من جهة، وتكبيد القوات المهاجمة أكبر قدر ممكن من الخسائر من جهة ثانية.

تالياً، فإن الأشهر الأربعة (من يوليو الجاري إلى نوفمبر المقبل) قبل حلول موعد الانتخابات الأميركية ستكون حاسمة، فإما أن يستمر الوضع على ما هو عليه ويحصل الجمهوريون على غالبية في الكونغرس ويُجبرون بايدن على تغيير استراتيجيته خوفاً من تكلفة حرب الاستنزاف وإما أن تحقق أوكرانيا نجاحات كبيرة وتُجبر الروس على التراجع وتكبدهم خسائر ضخمة، وهو ما سيفرض استمرار الدعم الأميركي حتى لو فاز الجمهوريون بغالبية الكونغرس، استناداً إلى أن هزيمة روسيا مُمكنة وبالتالي لا بد من استكمال الاستراتيجية نفسها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي