رأي نفطي

الرد الصريح: لا نقص في الإمدادات وسلاح الطاقة

تصغير
تكبير

الرد السعودي كان سريعاً ومباشراً... الأسواق النفطية مستقرة. والزيادة ستأتي عندما يقرر أعضاء دول منظمة «أوبك» في اجتماع أغسطس، وبعد التشاور معهم، خصوصاً مع الطرف الروسي الذي شاركنا القرار بخفض الأسعار شهرياً، ومع قرار الغالبية.

إن إنتاج السعودية سيتوقف عند 13 مليون برميل بحلول 2027. وعلى الدول المنتجة للنفط من خارج المنظمة، وتحديداً الولايات المتحدة أن تبدأ بزيادة إنتاجها.

وهي التي بدأت وتحديداً الإدارة الحالية، بعدم الاستثمار في الطاقة الأحفورية والتوجه نحو البدائل.

والآن العالم سيدفع ثمن هذا القرار الخاطئ.

والمواطن الأميركي حالياً يدفع ثمن هذه السياسة، والتي آدت إلى وصول بنزين السيارات إلى أكثر من 5 دولارات للغالون الوحد.

غزو روسيا لأوكرانيا، عصف بأسواق الطاقة. ومن المحتمل أن تواجه أوروبا أزمة طاقة، مع عدم قدرة وامكانية الدول المنتجة والمصدرة للنفط والغاز على زيادة الإنتاج.

بدأت أميركا وأوروبا باستعمال الطاقة - النفط والغاز - كسلاح بفرض العقوبات والمقاطعات المختلفة، بسكوت واضح من معظم دول العالم وحتى المنظمات الدولية والإقليمية.

عكس ما حدث معنا ومع أعضاء دول «أوابك» الدول العربية، ومنها سورية ومصر، المنتجة والمصدرة للنفط في أكتوبر من عام 1973، بإعلان حظر نفطي، عندما فرضت عقوبات على أميركا وهولندا، بعدما وقفتا وساندتا الدولة العنصرية ضد سورية ومصر والعراق، ولم تقدما المساعدة للدول العربية في موقفها الداعي للانسحاب من الأراضي المحتلة في حرب 1967.

ولم تقف معنا المنظمات العالمية عكس ما يحدث الآن. وتراجعت حدة الأزمة في مارس 1974، وبعد مرور 6 أشهر مع تواصل ارتفاعات حادة في أسعار النفط.

وانتهجت الدول المستهلكة للنفط سياسة المخزون الاستراتيجي لمدة 90 يوماً كوقاية وقتية للتعامل مع المقاطعة وتوقف الإمدادات النفطية وايجاد الحلول للوصول الى حلول وتهدئة.

لكن هذه المرة، مع المقاطعة الأميركية والأوروبية، تجد المنظمة النفطية أن عليها الوقوف على الحياد والا تنحاز إلى جهة، خصوصا مع العضو والعنصر المهم روسيا، والتي وثقت مع المنظمة مع خفض الإنتاج والالتزام بحصتها الإنتاجية وللمرة الأولى تلتزم مع بقية الأعضاء في «أوبك+».

وكيف على الأعضاء أن تأكل وتأخذ من حصة روسيا وتزيد من إنتاجها من دون أي اعتبار لدور موسكو...

الرد السعودي كان حاسماً ولمصلحة الدول النفطية من دون مجاملة... وكيف علينا أن نتحمل أخطاء الإدارة الأميركية التي تطالبنا بزيادة الإنتاج، وهي تعلم أن عليها أن تخاطب دولاً نفطية أخرى من داخل المنظمة لتحل مشاكلها بخفض أسعار النفط وارضاء المستهلك والناخب الأميركي.

أما «أوبك+» فإنها لا تمتلك الطاقة النفطية المطلوبة والجاهزة للإنتاج. وعلى أميركا الانتظار ولا تستعجل في الانتقال والتحول عن النفط والغاز الأحفوري. وهذا هو كان الرد السعودي الواضح والصريح.

naftikuwaiti@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي