No Script

أضواء

ربيع في سريلانكا

تصغير
تكبير

شهدت سريلانكا، تظاهرات شعبية واسعة خلال الأسابيع الماضية أدت إلى هروب رئيسها غوتابايا راجابكسا إلى الخارج.

وكان السبب الرئيسي وراء التظاهرات، تعرّض سريلانكا إلى تراجع اقتصادي كبير خلال أزمة كورونا وما بعدها، أدى إلى معاناة معيشية شديدة تعرّض لها الشعب السريلانكي ولم يتحمّلها، وحمّل الشعب الرئيس الهارب وطاقمه الحكومي مسؤولية تفاقمها وعجزهم عن مواجهتها.

الأمر اللافت للانتباه، أن راجابكسا لم يستعن بالجيش للوقوف إلى جانبه لمواجهة شعبه، ولم يقم بحل البرلمان ويحمّله مسؤولية الأزمة الاقتصادية.

كما لم يأمر بكتابة الدستور من جديد وإعطائه صلاحيات واسعة من أجل البقاء في السلطة. بل سارت الأمور بشكل سلس، حيث تسلّم رئيس الوزراء السلطة بعد تنازل الرئيس الهارب عن الرئاسة، وسيتم التصويت في البرلمان، اليوم، على رئيس موقت للرئاسة، إلى حين تشكيل حكومة جديدة وانتخاب رئيس جديد وأعضاء جدد للبرلمان.

لم يحد السريلانكيون عن دستورهم الحالي لأنه البوصلة الوحيدة التي يسترشدون بها في سلمهم وحربهم. كما لم يتدخّل الجيش في الشأن السياسي الداخلي لأن ذلك ليس من مهامه، بل واجبه الرئيسي هو الدفاع عن سريلانكا إذا ما تعرضت لاعتداء خارجي، وسيكون عملاً «خطيراً» فيما لو تدخّل في الشأن الداخلي وسيعقد الأمور ما قد يؤدي إلى حرب أهلية، كما يحدث الآن في بورما (ميانمار) التي تعيش أحداثا «مأسوية» تتعلّق بالاقتصاد والمواجهة الشعبيّة مع جيش الدولة والتي لا تعرف نهاياتها.

ولعل من أسلم ما تقوم به الدول الديموقراطية وحتى دول العالم الثالث في الأزمات السياسية العنيفة، هو الدعوة إلى انتخابات برلمانية ورئاسية شفافة، وتشكيل حكومة جديدة تقوم بخدمة الشعب والعمل من أجل رفع مستواه المعيشي، ومحاسبتها في حال إخفاقها، مع عدم تدخل الجيش وبقائه بعيداً عن مستنقع الشأن السياسي لأنه من مهام الساسة وليس جنرالات الحرب!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي