No Script

طالبوا بتضافر الجهود لمواجهتها من تأمين المنافذ والتوعية وصولاً إلى إعدام المتاجرين

مختصون ودعاة دقوا ناقوس الخطر: المخدرات في البيوت والمدارس... تذبح أبناءنا

تصغير
تكبير

- أحمد البديح: إذا كانت الدولة جادة فعليها ألا تجامل المتنفذين
- خالد الشطي: لدينا 8500 سجين... 7 آلاف منهم بسبب المخدرات
- فرحان الشمري: المخدرات إذا لم تكن في بيتك... فهي عند جارك
- بسام الشطي: الكويت مستهدفة بالمخدرات ويجب ألا ندع أحداً يلعب بأمننا
- حمد السريع: تطوير التشريعات لتطبيق الإعدام على تجار المخدرات
- عادل العازمي: امرأة تقتل ابنها بسبب الإدمان... مؤشر على خطورة الآفة

«المخدرات... ضاقت الكويت بها»، عنوان ندوة يختصر حجم الكارثة التي باتت تؤرق المجتمع الكويتي، فيما سموم التجار تنخر قلب المجتمع، حتى وصلت إلى المدارس والبيوت، وراجت بين شباب وبنات في عمر الزهور.

في الندوة التي جمعت كوكبة من المختصين القانونيين والصحيين والأمنيين والدعاة، في ديوان البديح في منطقة الفنطاس أول من أمس، دق هؤلاء ناقوس الخطر الذي يهدد أجيال المستقبل، داعين الجهات الرسمية والمجتمعية، إلى إجراءات ترتقي إلى حجم الأزمة التي يعانيها المجتمع من تلك الآفة، بدءاً بحماية المنافذ، وخاصة البحرية، وصولاً إلى تشديد التشريعات والأحكام لتصل إلى إعدام المتاجرين، وما بينهما من ضرورة التوعية الإعلامية الدائمة الأسرية والدينية والتربوية.

بداية، قال صاحب الدعوة المحامي أحمد البديح، إن «المخدرات باتت على أعتاب البيوت، والأمر أصبح خطيراً، فإذا كانت الدولة جادة في مكافحة المخدرات، عليها ألا تجامل المتنفذين ليذبحوا أبناءنا، فلابد أن تكون هناك يد من حديد لضرب هذه الآفة، فنسمع عن القبض على تجار للمخدرات، بحيث نسمع جعجعة و لا نرى طحيناً... لا أحكام ولا إعدام».

وأشار إلى وجود آلاف المدمنين في الكويت، معتبراً أن «الحكومة تعيسة في جميع المجالات والمجلس لا يقل تعاسة عنها، فلا بد من مجلس قوي قادر على سن التشريعات الصارمة لمواجهة المخاطر المحدقة بالمجتمع»، منوهاً إلى «ضرورة معالجة موضوع التهريب من البحر، فتغيير القيادات الفاسدة على الأمن البحري خطوة جيدة، فالبحر يعج بالمخدرات»، متسائلاً «لماذا كل شاليه عنده مسنة؟»، مطالباً بضرورة أن تحصر المسنات وتشرف عليها وزارة الداخلية.

بدوره، شدد الاستشاري النفسي الدكتور خالد الشطي، على معالجة الآفة «فالسجن مخيف وفيه العبرة، فلدينا ما يقارب 8500 سجين، منهم 7 آلاف تقريباً بسبب المخدرات»، لافتاً إلى أن «بنات يتعاطين المخدرات في بيوتهن ولسان حال أهلهن يقول (نبي الستر)».

وأكد الشطي أن إهمال معالجة قضية «البدون»، جعل أبناءهم فريسة سهلة بيد التجار لترويج المخدرات. لافتاً إلى أن «هناك تجاراً للمخدرات يديرون أعمالهم من السجن، فلابد من تكاتف المجتمع للقضاء على انتشار المخدرات وتعزيز الوازع الديني، الجدار الأول لمكافحة المخدرات وعلاج الإدمان».

من جانبه، قال الإمام الخطيب في وزارة الأوقاف الدكتور الدكتور فرحان الشمري، إن كل الديانات أتت لحماية الضروريات الخمس، وحرم الإسلام كل ما يؤثر على العقل، مؤكداً على أن المخدرات بلاؤها كبير في هذا الزمن، وفيها مخاطر كبيرة على البلاد والعباد.

وأضاف «إذا لم تكن المخدرات في بيتك تكون عند جارك أو في شارعك، فالطلبة تأثروا بالآفة بسبب عدم التفاعل الجاد من الأجهزة الرسمية مع حجم المشكلة التي يعانيها المجتمع».

بدوره، قال الداعية الدكتور بسام الشطي «نحتاج قبل كل شيء لرفع الحيطة في كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، قدر الإمكان للحد من دخول المخدرات، ونحن في الكويت مستهدفون من دولتين هما إيران ولبنان، فلابد من اتخاذ إجراءات حازمة ولا ندع أحداً يلعب في الأمن».

ورأى أن لوزارة الأوقاف دوراً كبيراً في الحفاظ على الهوية الدينية للمجتمع، ونحن محتاجون من الدولة مشاركة فاعلة، وتقوية الوازع الديني لدى الشباب، مع اعتماد فحص كامل بما يزيد على 75 نقطة في الجسم قبل الزواج لمعرفة حالة الشاب والشابة من الإدمان والتعاطي، وللأسف عندما طرحنا موضوع الفحص على عدد من أعضاء مجلس الأمة عزفوا عن تبنيه، لقولهم إن الموضوع غير شعبي ولا يجلب لهم الأصوات في الانتخابات.

من جهته، قال اللواء المتقاعد حمد السريع «نحن في الكويت لسنا دولة منتجة ولا مصنعة للمخدرات، بل دولة مستهدفة كسوق للمخدرات، بسبب الحالة المادية الجيدة».

وأضاف «هناك مدمن ومتعاطٍ، فالمتعاطي من الممكن أنه جرب لمرة واحدة أو أكثر وأقلع عنها، فالمشكلة في المدمن».

وقال إن «الدول المنتجة والمصدرة للمخدرات تعمل على تصدير عصابات لداخل بلداننا، ومن هذه العصابات جنسيات آسيوية وعربية»، مطالباً «بتطوير تشريعاتنا وممارسة الضغط الإعلامي، لتطبيق عقوبة الإعدام على تجار المخدرات».

أما الداعية عادل العازمي، فاعتبر أن المخدرات سبب كل بلاء، وتجعل الابن يقتل أباه، وتنزع إنسانية الإنسان، وحادثة امرأة تقتل ابنها بسبب الإدمان، مؤشر على خطورة الآفة.

وأضاف أن من أهم أسباب انتشار المخدرات الاجتماعية هو ضعف الوازع الديني والتفكك المجتمعي، وهناك ضعف شديد في دور وزارة الإعلام في تبيان الخطر للناس، متسائلاً «لماذا لا تروجوا عن آفة المخدرات بدلا من الفاشنيستات؟».

وأضاف أن «هناك مشكلة كبيرة بالوصول للمخدرات، (التي باتت تصل) من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فأصبح الأمر بسهولة تدفع عبر (لنك) وتأتي المخدرات للبيت».

المثلث الذهبي والمربع الأبيض

صنف اللواء المتقاعد السريع الدول المنتجة للمخدرات، بين منطقة «المثلث الذهبي»، وهي بورما ولاوس وتايلند، و«المربع الأبيض» وهي دول إيران وإفغانستان وتركيا ولبنان، وفيها الإنتاج الكبير من المخدرات.

وقال إن أفغانستان وحدها تنتج 9 أطنان من الهيرويين سنوياً.

مداخلة أم: الموت أو السجن

لم تغب عن الندوة دموع الأم المكلومة على ضياع مستقبل أبنائها بسبب الإدمان، مؤكدة أن لا سبيل أمامها سوى انتظار أجلهم أو أن يرتكبوا جريمة نكراء تودعهم السجن، رغم محاولاتها المتكررة لعلاجهم، مشيرة إلى أن مروجي المخدرات منتشرون بين البيوت، ومعروفون للجميع، ومعظمهم من الصغار الذين تم استغلال حاجتهم وإدمانهم، ليكونوا أداة لترويج السموم.

خروج ألف وعودة 900

قال الدكتور بسام الشطي إن مسؤولي دولة خليجية اعتقدوا أن الحل لقضية الإدمان بالرقص و «الزقاير»، وبمجرد أن يخرج 1000 متعافٍ خلال أشهر، يعود 900 منتكسين منهم، وأنا ضد الربط بين «الزقاير» والمخدرات، والصحيح هو الربط بين انتشار شقق الدعارة والمخدرات، وهناك رابط قوي جداً بينهما ولا بد من القضاء عليها بكاملها.

70 ألف مدمن و50 ألف قضية

أورد عادل العازمي إحصائيات من وزارة العدل، تبيّن أن عدد المدمنين في البلاد 70 ألفاً، فيما المسجلون رسمياً 20 ألفاً.

كما ذكر أن المحاكم استقبلت خلال العشر سنوات الماضية قضايا 50 ألف شخص، كلها متعلقة بالمخدرات والمؤثرات العقلية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي