الصواريخ الدقيقة تبطئ الهجوم الروسي
شويغو يوجّه بـ«التصعيد» العسكري في شرق أوكرانيا
- موسكو تعلن القضاء على لواء في دونباس ومقتل 600 عنصر
- كييف تتهم موسكو بإطلاق صواريخ من محطة زابوريجيا النووية
أصدرت موسكو، أمس، أوامر لقواتها على الأراضي الأوكرانية بتصعيد وتيرة عملياتها لمنع هجمات «وشيكة» على الشرق وبقية المناطق التي تسيطر عليها القوات الروسية.
وذكرت وزارة الدفاع أن الوزير سيرغي شويغو أعطى التعليمات اللازمة لزيادة التحركات في كل مناطق العمليات في محاولة لتفادي احتمال قيام «نظام كييف» بإطلاق هجمات صاروخية كثيفة على دونباس ومناطق أخرى، على ما أفادت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية.
وجاء أمر شويغو، خلال تفقده قوات روسية في إقليم دونباس، ورداً على إعلان أوكرانيا، الجمعة، تلقي الشحنة الأولى من منظومة متطورة من قاذفات الصواريخ، على ما أوردت «فرانس برس».
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها الجوية دمرت بضربات دقيقة اللواء 115 آلي للجيش الأوكراني على محور سيفيرسك في دونباس بشكل شبه كامل، حيث بلغت خسائره أكثر من 600 عنصر خلال يومين.
في المقابل، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، إن «الشحنة الأولى من منظومة MLRS M270 وصلت. ستواكب (المنظومة الصاروخية الدقيقة) هيمارس في ساحة المعركة».
وأعطت الصواريخ الأميركية الدقيقة التي تلقتها أوكرانيا في يونيو الماضي، دفعاً لقواتها، إذ عدلت ميزان القوى في ساحة المعركة، ما قد يبطئ هجوم موسكو.
ودمرت أوكرانيا بفضل «هيمارس» منذ منتصف يونيو، أكثر من 20 مستودع ذخيرة ومركزاً قيادياً روسياً، كانت عاجزة على إصابتها بالصواريخ التقليدية بسبب بعدها عن خط الجبهة.
وتظهر مقاطع فيديو منشورة على الإنترنت انفجارات هائلة في مواقع مستودعات ذخيرة، خصوصاً في لوغانسك ونوفا كاهوفكا.
وأعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي «اختبر المحتلون حقاً ما هي المدفعية الحديثة، لن تكون لهم أي قاعدة خلفية آمنة على أرضنا».
غير أن الخبراء يحذرون في المقابل بأن هذه الأسلحة الجديدة لا تقدم حلاً سحرياً، موضحين أنه سيتعين إرسال المزيد من الأسلحة وأنظمة الرادار التي ينبغي استخدامها معاً من أجل إلحاق الهزيمة بالجيش الروسي.
ورأى كريستوافر دوغرتي، المحلل العسكري في مركز الدراسات «سنتر فور نيو أميريكان سيكيوريتي» ومقره واشنطن، أن نتائج «هيمارس» لم تخيب الآمال، لكن «هذا بحد ذاته لا يبدل الوضع».
ويملك الجيش الأوكراني حالياً 12 راجمة يمكن تجهيزها بست قذائف بشكل متزامن، ومئات الذخائر، ويبلغ مداها نحو 80 كلم.
وكتب ميك راين، الجنرال الأسترالي السابق في تغريدة، أن «نظام هيمارس يبدل وجه المعارك. هو يسمح للأوكرانيين باستهداف الروس على مسافة أبعد وفي مناطق لم يكن بإمكانهم بلوغها حتى الآن بسبب الدفاع الجوي الروسي».
والفضل في ذلك لا يعود للمنظومة وحدها، إذ تلقت كييف منذ يونيو قطع مدفعية قوية من حلفاء آخرين مثل مدافع «سيزار» الفرنسية، وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستسلم كييف، ألف قذيفة عالية الدقة أخرى.
وأوضح راين، أن أوكرانيا تستخدم هذه الأسلحة ضد نقاط الضعف لدى الجيش الروسي، وتحديداً ميله إلى تخزين ذخائره قرب مستودعات السكك الحديد وفي مدن قريبة من خط الجبهة.
وإن كان هذا يزيد احتمال وقوع ضحايا مدنيين، فإن دقة هذه الأنظمة تساعد في الحد من المخاطر.
ويرى المحللون أن الجيش الروسي سيوزع ذخائره في نهاية المطاف ويبعدها عن الجبهة، لكن هذا سيعقد لوجستيته.
وأوضح فيليبس أوبراين، الأستاذ في جامعة سانت أندروز الاسكتلندية، أن «هيمارس» تندرج ضمن إستراتيجية أوسع نطاقاً تهدف إلى شلّ اللوجستية الروسية وصد دفاعاتها الجوية.
وتحقيق ذلك سيزيد من تعرض مدفعية الخطوط الأمامية التي تشكل ركيزة الهجوم الروسي في منطقة دونباس، لنيران القوات الجوية والبرية الأوكرانية.
وتسعى كييف في الوقت نفسه لإقناع واشنطن بتسليمها صواريخ من طراز «اتاكمس» يمكن إطلاقها بواسطة قاذفات «هيمارس» ويبلغ مداها 300 كلم.
ويرفض البيت الأبيض ذلك في الوقت الحاضر، خشية استخدامها لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، ما قد يقحم، الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في الحرب.
في سياق ثانٍ، اتهم رئيس الشركة الحكومية الأوكرانية المشغلة لمحطات الطاقة النووية، الجيش الروسي بنشر قاذفات صواريخ في موقع محطة الطاقة النووية في زابوريجيا (جنوب)، لإطلاق النار خصوصاً على منطقتي نيكوبول ودنيبرو حيث سجلت ضربات ليل الجمعة - السبت.
وأشار رئيس شركة «إنرغو-أتوم» بيترو كوتين ليل الجمعة على «تلغرام»، إلى أن عدداً قد يصل إلى 500 من الجنود الروس ينتشرون في موقع المحطة و«يسيطرون» عليه.
واشنطن - أ ف ب - زار مسؤولون روس، ايران مرتين على الأقل هذا الصيف، لمعاينة الطائرات المسيّرة المقاتلة التي ستسلمها طهران إلى موسكو المنخرطة في هجوم على أوكرانيا، وفق مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أمس.
وعرض الجيش الإيراني، طائراته المسيّرة على وفد روسي يومي 8 و5 يوليو في قاعدة كاشان الجوية، البعيدة 200 كيلومتر جنوب طهران، بحسب صور الأقمار الاصطناعية التي كشفت عنها الحكومة الأميركية، في الوقت الذي تسعى روسيا فيه إلى تعزيز ترسانتها أمام المقاومة التي يبديها الجيش الأوكراني في الشرق.
وقال سوليفان «ننشر هذه الصور التي التقطت في يونيو والتي تُظهر الطائرات المسيّرة الإيرانية التي اطلع عليها الوفد الروسي في ذلك اليوم. ويشير ذلك إلى استمرار الاهتمام الروسي بامتلاك طائرات مسيّرة إيرانية مقاتلة». واضاف «بحسب علمنا هذه المرة الاولى التي يزور فيها وفد روسي هذه القاعدة الجوية لمثل هذا الغرض».
وأعلن البيت الأبيض الاثنين، أنه تلقى معلومات تفيد بأن إيران تستعد لتزويد روسيا بمئات المسيّرات، بينها قتالية، وأن الجيش الإيراني سيجري دورات تدريبية للتعامل مع هذه الاسلحة اعتباراً من يوليو.
واوضح الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي لشبكة «سي إن إن»، أن المسيّرات يمكن استخدامها في عمليات الاستطلاع وتسليم الذخائر.
ونفى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الجمعة، في محادثة هاتفية مع نظيره الأوكراني ديمترو كوليبا، تسليم مسيّرات إلى موسكو.