No Script

رفض شعبي للتصاميم الجديدة بسبب تغييرها الهوية التراثية والتاريخية لأسواق المباركية

لا للمساس بـ... «كويت الطيبين»

تصغير
تكبير

أثارت صور التصاميم الجديدة لأسواق المباركية، موجة رفض شعبي واسع لما اعتُبر مساساً بالهوية التراثية والتاريخية لتلك الأسواق، ما جعل ردود الفعل الشعبية تشكل حائط صد لأي تحرك من شأنه تدمير «روح الكويت القديمة».

«الراي» استطلعت آراء عدد من المعنيين وذوي الشأن في التصاميم، والرفض الشعبي لها، فكانت الآراء متناغمة مع الموقف الشعبي، وداعية للحفاظ على هوية المباركية التي عرفت بها وأصبح لها مكانة ليس في الكويت، بل في دول الخليج كلها، إضافة لكل زائر يعبر عن إعجابه بها وبروح التراث التي تتصف بها. وأكد المعنيون أن التراث العمراني ثروة وحضارة تعكس تاريخ الأمم وأصالتها وثقافتها، وأن سوق المباركية يعتبر أحد أهم المعالم التاريخية، ورابط الكويت بين الماضي والحاضر، كما هو واجهة حضارية وسياحية.

وشددوا على أن جميع الدول تسعى للمحافظة على تراثها التاريخي العمراني، ولفتوا إلى أنه بعد إقرار مخطط التنمية الأول في الكويت العام 1952، والبدء في تنفيذ الخطط التنموية من قبل مجلس الإنشاء آنذاك، تم استملاك كافة الأحياء القديمة في الكويت، وبقيت بعض الأسواق القديمة، ومنها سوق المباركية.

وليد الجاسم: التصميم لا يرقى لأن يكون مشروعاً لمنطقة تاريخية مهمة

وليد الجاسم

أكد وزير الدولة لشؤون البلدية السابق المهندس وليد الجاسم، أن التصميم المقترح لتطوير أسواق المباركية لا يرقى لأن يكون مشروعاً لمنطقة تاريخية مهمة مثل سوق المباركية، فهو خالٍ من روح العمارة التاريخية، أو لأن يكون معلماً عمرانياً تراثياً، فهو لا ينسجم مع التراث الكويتي القديم، فقد جعل السوق تكراراً لمشاريع كلاسيكية أقيمت أخيراً، مشيراً إلى وجود طرق عدة لإعادة البناء تتضمن الحفاظ على التأثير التاريخي من خلال استعادة شكل السوق الأصلي أو ضمن عناصر معمارية أثرية.

وقال الجاسم لـ«الراي» إن «التراث العمراني يعد ثروة، وهو حضارة يعكس تاريخ الأمم وأصالتها وثقافتها»، وبالتالي يعتبر سوق المباركية أحد أهم المعالم التاريخية، ورابط الكويت بين الماضي والحاضر، كما هو واجهة حضارية وسياحية.

وبيّن أن سوق المباركية ‏يبقى من الأسواق المركزية التجارية المهمة بالرغم من النمو العمراني غير المتوافق مع ماهية السوق القديم الذي كان فترة الخمسينيات والستينيات.

فهد الشعلة: تطويرالأحياء التاريخية من دون إجراء تعديل جوهري في شكلها العام

فهد الشعلة

كشف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وزير الدولة لشؤون البلدية السابق فهد الشعلة لـ«الراي» أنه تم تكليفه من مجلس الوزراء، عندما كان مديراً لإدارة نزع الملكية، برئاسة لجنة لحصر جميع المواقع والمباني التاريخية في الكويت، وأنه قام بتقديم تقرير مفصل لجميع المواقع والتوصيات اللازمة للمحافظة عليها، وصدر قرار بها من مجلس الوزراء، وتم استملاك 3 عقارات ذات طابع تاريخي، وهي كشك الشيخ مبارك، وقصر الشيخ خزعل، وبيت الغانم.

وقال الشعلة إن «تطويرالأحياء والمناطق التاريخية منوط بالبلدية، ولكن يجب المحافظة على المباني التاريخية وترميمها من دون إجراء تعديل جوهري في شكلها العام، انسجاماً مع المرسوم الأميري 11 /1960، وكذلك المادة الثالثة من قانون البلدية 33 /2016».

خالد المطيري: إعادة التصميم بأيادٍ وطنية تدرك أهمية المحافظة على روح التراث

خالد المطيري

أشار نائب رئيس المجلس البلدي خالد مفلح المطيري، إلى أن سوق المباركية له خصوصية كويتية متميزة، عُرف بها ليس في الكويت فحسب، ولكن خليجياً وعربياً وحتى عالمياً، وبسبب الحريق الذي تعرض له خصصت الدولة ميزانية خاصة لإعادته كما كان، ولكن يجب ألا يكون هذا التطوير على حساب هوية السوق التراثية الكويتية الأصيلة، مؤكداً أنه مع إعادة ترميم السوق ولكن بشرط عدم استحداث تصاميم جديدة تلغي الهوية التراثية للسوق.

وأكد المطيري لـ«الراي» أن «عدداً من المهتمين بالمحافظة على هوية السوق، أثارهم التصميم الذي تم تداوله في وسائل التواصل، واعتبروه لا يحافظ على أصالة السوق، ولا يمثل عبق الماضي الذي تميز به سوق المباركية منذ سنوات، وإذا لزم الأمر فيمكن إعادة التصميم بالاستعانة بأيادٍ كويتية تدرك أهمية المحافظة على روح التراث الكويتي، وعدم المساس بالمباني التراثية الكويتية القديمة داخل السوق».

إسماعيل بهبهاني: يجب أن يأخذ التصميم الجديد بعين الاعتبار الحفاظ على الهوية

إسماعيل بهبهاني

شدد عضو المجلس البلدي المهندس إسماعيل بهبهاني، على «ضرورة تطوير مختلف المرافق بالدولة سواء سوق المباركية أو غيره، خصوصاً أنه سوق تجاري وله زبائن ومرتادون، وبالتالي يجب تطويره بحيث يستوعب الزيادة في عدد المرتادين له، ويوفر سبل الراحة لهم، وسوق المباركية يعتبر من أقدم الأسواق في الكويت، وله حس تاريخي وتراثي، بمعنى أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار أثناء تطويره الحفاظ على هويته بحيث يعكس التصميم الجديد له الحس التراثي للكويت».

عبدالله العنزي: مع التطوير بشرط محافظة السوق على روحه القديمة ذات القيمة التاريخية

عبدالله العنزي

أيد عضو المجلس البلدي عبدالله الهذال العنزي، التطوير المواكب للتنمية في سوق المباركية، ولكن شريطة الحفاظ على المدلولات التاريخية والتراثية للسوق، قائلاً: «الواضح من التصميم المتداول كنظرة أولية أن هناك تغييراً بملامح السوق، وهذا أمر بديهي ويعتبر من أساسيات التغيير والتطوير، لكن كون سوق المباركية موقعاً تاريخياً نتمنى أن تتم المحافظة على روحه التاريخية من خلال مراعاة كل الجوانب المعروفة من تاريخ هذا السوق».

وأضاف العنزي لـ«الراي»، أن «ما طرح من تصاميم هي اجتهادات قد تكون صائبة أو مخطئة، ولاتزال في طور النقاش، وفي نهاية المطاف سيتم الوصول إلى قناعة لإنجاح هذا المشروع، وأرجو أن يتم تطوير السوق مع المحافظة على هويته القديمة بأن يتم وضع أهل الخبرة والاختصاص في مرحلة التصاميم الأولية، وأخذ ملاحظاتهم على محمل الجد».

علياء الفارسي: ضرورة مزج الهوية التراثية والطابع الحديث ليتم جذب جميع فئات المجتمع

علياء الفارسي

أعربت عضو المجلس البلدي المهندسة علياء الفارسي عن تأييدها «تطوير سوق المباركية، ولكن بآلية ذكية حديثة مستدامة لا توثر على تشغيل السوق خلال فترة الانشاء، وأن يتم الالتزام بالجدول الزمني والاستعجال فيه إن أمكن خلال فترة التنفيذ مع مراعاة شروط الأمن والسلامة»، لافتة إلى أن «التصميم الجديد المتداول (إن وجدت عليه ملاحظات) يجب أن يمزج بين الهوية التراثية والطابع الحديث ليتم جذب جميع فئات المجتمع فيه».

وأضافت الفارسي لـ«الراي» أن «الأهم في تطوير سوق المباركية الذي يأتي من ضمن مشاريع تطوير العاصمة، هو تطوير الخدمات في هذه المناطق، مثل مواقف السيارات ودورات المياه والمساجد وغيرها، ونأمل من القائمين على المشروع وضع خطة زمنية لوجستية للتنفيذ، والتأكيد على مراعاة خدمات الأشخاص ذوي الاعاقة في تصاميمهم من خلال توفير المساحات ذات المواصفات العالمية».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي