ملتزم الاستثمار بأمن إسرائيل ولن ينتظر «إلى الأبد» استجابة طهران

بايدن لن يترك الشرق الأوسط للصين وروسيا ويتعهّد استخدام «كل القوة» لمنع إيران من حيازة «النووي»

بايدن ولابيد يوقعان «إعلان القدس» أمس (رويترز)
بايدن ولابيد يوقعان «إعلان القدس» أمس (رويترز)
تصغير
تكبير

- بايدن سيُبقي الحرس الثوري على «قائمة الإرهاب»
- واشنطن تلتزم العمل لمواجهة «العدوان الإيراني» سواء مباشرة أو من خلال «حزب الله» و«حماس» و«الجهاد»
- دعم عسكري لإسرائيل بـ 38 مليار دولار... ودعم تفوقها في المنطقة
- «إعلان القدس» شمل تعهداً باهتاً للفلسطينيين

تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن، في إعلان أمني تم توقيعه مع إسرائيل، أمس، أن الولايات المتحدة ستستخدم «كل» قوتها لمنع إيران من حيازة السلاح النووي.

وأعاد «إعلان القدس للشراكة الاستراتيجية المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل»، الذي وقعه بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، في القدس الغربية، تأكيد واشنطن على «عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي» وأن الولايات المتحدة «مستعدة لاستخدام كل عناصر قوتها الوطنية لضمان ذلك».

وردا على سؤال في مؤتمر صحافي حول المدة التي ما زالت الولايات المتحدة مستعدة لبذل جهود ديبلوماسية خلالها، قال بايدن إن إدارته وضعت الشروط المطلوبة لإحياء الاتفاق و«لن ننتظر إلى الأبد» استجابة طهران.

وأكد لابيد من جانبه، أن القوة هي «الطريقة الوحيدة لمنع الإيرانيين من تشكيل أي تهديد عسكري».

ويُعبر الإعلان عن «موقف واضح وموحّد ضدّ إيران وبرنامجها النووي.

وتؤكد الولايات المتحدة التزامها بالعمل مع الشركاء الآخرين لمواجهة العدوان الإيراني والأنشطة المزعزعة للاستقرار، سواء كانت بشكل مباشر أو من خلال وكلاء ومنظمات إرهابية مثل حزب الله في لبنان وحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين».

ووصف مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، طلب عدم الكشف عن هويته، الإعلان بأنه «شهادة حيّة على الطبيعة الفريدة وصحة ومدى وعمق أواصر» هذه العلاقة الثنائية.

ومساء الأربعاء، أكد بايدن، في مقابلة مع قناة 12 الإسرائيلية، أنه «سيُبقي الحرس الثوري الإيراني مدرجا على القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية حتى إذا كان ذلك سيؤدي إلى إنهاء» الاتفاق النووي.

وقال إنّ «انسحاب الرئيس السابق (دونالد ترامب) من الاتفاق كان خطأً فادحاً، لأنّهم (الإيرانيون) باتوا أقرب إلى السلاح النووي ممّا كانوا عليه سابقاً».

وعمّا إذا كان مستعدّاً لاستخدام القوة من أجل ضمان عدم حصول طهران على السلاح النووي، رد «نعم، إذا كان هذا هو الملاذ الأخير».

وقال بايدن، إن رحلته إلى السعودية لا تتعلق بأسعار النفط، وأصر على أن «الرحلة تتعلق بالاستقرار في الشرق الأوسط»، بعد أن اعتبر ان إدارة ترامب «انسحبت نوعا ما».

وتابع «من مصلحة الولايات المتحدة أن يكون هناك المزيد من الاستقرار في الشرق الأوسط»، مضيفاً أنه «لكل سبب من الأسباب، من المنطقي بالنسبة لي أن أذهب إلى دول مجلس التعاون الخليجي».

واستهدف بايدن، رئاسة ترامب مرة أخرى، قائلاً إن «الصورة الأوسع ان هناك من اعتقد مع الإدارة الأخيرة أننا ابتعدنا نوعاً ما عن الشرق الأوسط... أننا سنخلق فراغاً ستملأه الصين أو روسيا. لا يمكننا ترك ذلك يحدث».

ويشمل الإعلان، التعهد بالدعم العسكري لإسرائيل بميزانية دفاعية ضخمة تصل إلى 38 مليار دولار على مدار السنوات المقبلة بما في ذلك دعم منظومة «القبة الحديد» والبحث عن مصادر تعزيز قوة أخرى للحماية من الصواريخ.

فلسطينياً، شمل الإعلان تعهداً باهتاً بمواصلة إسرائيل والولايات المتحدة العمل معاً على النظر في التحديات والبحث عن فرص سعياً لتحقيق السلام، بالإضافة لإدانة للعمليات التي وقعت في الاشهر الأخيرة والحاجة لمواجهة القوى التي وصفها الإعلان بـ«المتطرفة» في المنطقة مثل «حماس».

كما شمل دعم الولايات المتحدة لمبدأ حل الدولتين والبحث عن واقع يستطيع فيه الإسرائيليون العيش إلى جانب الفلسطينيين بأمن وسلام.

ومنذ وصوله إسرائيل، جدد الرئيس الأميركي دعوة واشنطن لحل الدولتين، لكنه أوضح أمس، أن لا نية للتراجع عن قرار سلفه ترامب المثير للجدل والذي اعترف من خلاله بالقدس عاصمة لإسرائيل، بما يشمل شطرها الشرقي المحتل.

وفي الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لخوض انتخابات نيابية في نوفمبر لن يكون من المرجح إجراء مفاوضات جديدة مع الفلسطينيين.

لكن لابيد الوسطي لطالما ردد دعمه حل الدولتين. وقال «لن أغير موقفي، حل الدولتين هو ضمانة لدولة إسرائيل الديموقراطية القوية ذات الغالبية اليهودية».

وينوي بايدن، وفقاً لمسؤول أميركي رفيع المستوى، أن يقدم اليوم خلال اجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساعدات «كبيرة» للمستشفيات في القدس الشرقية، ومشروعاً لتطوير شبكة اتصالات من الجيل الرابع (جي4) في الضفة الغربية وليس في قطاع غزة.

وشدد على أن هذا الدعم الاقتصادي «لا يحل محل الحاجة في النهاية إلى أفق سياسي».

وقال «لن نقدم خطة سلام شاملة» لأن ذلك «سيثير توقعات قد تكون مخيبة للآمال على الأرجح» ولكن «إذا كان الطرفان مستعدين للحوار، فسنكون حاضرين».

كما التقي بايدن نظيره الإسرائيلي إسحق هيرتسوغ الذي قلّده «ميدالية شرف» لدعمه إسرائيل، ثمّ يتوجّه لتشجيع الرياضيين الأميركيين المشاركين في ألعاب المكابية، وهي لقاءات رياضية يهودية تُنظّم كلّ أربع سنوات في إسرائيل.

ويختتم الرئيس الديموقراطي اجتماعاته في إسرائيل بلقاء مع المعارضة الممثّلة برئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو.

رئيسي يحذّر واشنطن من زعزعة أمن المنطقة
حذّر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، الولايات المتحدة من زعزعة أمن الشرق الأوسط، بعد توقيع الرئيس الأميركي جو بايدن، إعلاناً أمنياً بين واشنطن وتل أبيب، موجّه بالدرجة الأولى ضد طهران.

وتوجه رئيسي بالقول الى «الأميركيين وحلفائهم الاقليميين، إن الأمة الإيرانية لن تقبل بأي انعدام للأمن أو أزمة في المنطقة، وأي خطأ في هذه المنطقة سيتم التعامل معه برد قاسِ»، وذلك في خطاب متلفز ألقاه في محافظة كرمانشاه. من جانب ثانٍ، نددت طهران بقوة بحكم محكمة سويدية، على مسؤول إيراني سابق بالسجن مدى الحياة بتهمة المشاركة في إعدام سجناء سياسيين.

وكان حميد نوري اعتقل في مطار ستوكهولم عام 2019 واتُّهم بارتكاب جرائم حرب بتنفيذ عمليات إعدام جماعي وتعذيب سجناء سياسيين في سجن كوهردشت في كرج عام 1988.

وذكرت محكمة ستوكهولم في بيان «إن المتهم بتوليه منصب مساعد نائب المدعي العام في سجن كوهردشت في كرج بطهران، بالاشتراك وبالتواطؤ مع آخرين، متورط في عمليات الإعدام التي وقعت بعد فتوى من المرشد الأعلى الإيراني». وأضافت أن تلك الجرائم اعتبرت «جريمة خطيرة ضد القانون الدولي» وجرائم قتل.

وتابعت «الحكم هو السجن مدى الحياة». وقدرت منظمة العفو الدولية عدد الأشخاص الذين تم إعدامهم بأوامر حكومية بنحو خمسة آلاف.

مبادرة أميركية - إسرائيلية - إماراتية - هندية للأمن الغذائي
| القدس - «الراي» |
شارك الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لابيد، بعد اجتماعهما في القدس الغربية أمس، في افتتاح لقاء عن بُعد، حول الأمن الغذائي والمناخ، بمشاركة رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، حيث تعهدت أبوظبي، باستثمار ملياري دولار لتطوير سلسلة «مجمعات غذائية» في الهند بهدف التصدي لانعدام الأمن الغذائي في جنوب آسيا والشرق الأوسط، وذلك وفقاً لبيان مشترك.

والهدف هو جمع الشركات الزراعية وشركات معالجة الأغذية وشركات التجزئة في مكان واحد واستخدام أحدث تقنيات المناخ لتقليل الهدر وترشيد استهلاك المياه وزيادة إنتاجية المحاصيل.

وذكرت الدول الأربع في بيان، أنها ستدعم أيضا مشاريع للطاقة المتجددة في الهند.

وجاء في البيان المشترك، أن الأطراف تؤكد من جديد دعمها لاتفاقيات أبراهام وغيرها من ترتيبات السلام، وإقامة علاقات مع إسرائيل، معتبرة أن «هذه الاتفاقيات أتاحت فرصاً اقتصادية وبضمنها تعزيز التعاون الاقتصادي في الشرق الأوسط وجنوب آسيا».

وأضاف البيان أن الولايات المتحدة وإسرائيل تعتزمان العمل مع الإمارات والهند من أجل تسليط الضوء على فرص القطاع الخاص، وأن الأطراف الأربعة تسعى إلى تجنيد رأس مال وخبرات القطاع الخاص لتحديث البنية التحتية، وتعزيز مسارات التنمية منخفضة الكربون لصناعاتها.

وتابع أن الأطراف «ناقشت طرقاً مبتكرة لضمان إنتاج أغذية أطول أجلاً وأكثر تنوعاً»، ورحبت بقدرة إسرائيل على العمل كمركز يربط بين شركاء جدد، ونصفي الكرة الأرضية للتصدي بشكل استراتيجي للتحديات.

وستتم دعوة القطاع الخاص في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، لتقديم خبراته وحلول مبتكرة تساهم في الاستدامة الشاملة للمشروع.

وقال لابيد لدى افتتاح اللقاء، بحسب بيان صادر عن مكتبه، إن «هذه المجموعة (التي تعرف بتسمية I2U2) وُلدت خلال مأدبة عشاء في منزل السفير الإمارات في واشنطن قبل أشهر.

وجلسنا حول الطاولة وتحدثنا عن أنه بعد أن نسيطر على الوباء (كورونا)، فإن من يحاول العودة إلى ما كان سائدا سيفشل. ومن يدرك أننا نعيش في عالم جديد مع تحديات جديدة، سينجح ويزدهر».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي