No Script

سافر إلى ذاتك

معادلة بسيطة جداً

تصغير
تكبير

إن كل صورة مؤلمة هزت المجتمع... وآلمته

وكل جريمة مر بها المجتمع... وأوجعته

وكل موقف خذلان. خذل به المجتمع وغصت أرواحهم به. وكل حادثة أثارت الصدمات بحدتها أو الدهشة بقوتها أو البكاء من عمقها، أين تذهب؟ وين تروح بالكويتي؟

أنا أقول لكم: تروح بالعقل الجمعي للمجتمع وتتراكم في المشاعر والصدمة وتنتقل عبر الأجيال من خلال DNA.

لهذا مهم جداً، علم دراسة المجتمع والانتباه لما يحدث في المجتمع، من جريمة وعنف وعدوان، فكلها انذارات لحركة فكر، ووعي شعور ورقي ردات فعل، جميعها تخبرك، هل الأمان العاطفي والشعوري والمكاني موجود في الأيام المقبلة أم لا! هل الالتزام بالكلمة أمر موثوق به في الأيام المقبلة أم لا! هل الأخلاق والالتزام بها واحترامها، ستكون موجودة أم لا! والكثير من علامات الاستفهام والتساؤلات...

لكن يبقى السؤال المهم...

ماذا يحدث في المجتمع عند الصدمة، أو بشكل دقيق، ماذا يحدث للأفراد عندما ينصدمون؟

ينقسم الأفراد في حالة الصدمة بالغالب إلى 3 أقسام وأشكال وصور لردات الفعل...

القسم الأول يكون مندفعاً بآراء أقل عقلانية... بالكويتي «مع الهبة ما يدري شسالفه»... بس مع يقولون وقالوا وأكدوا وعملوا. هل أنت متأكد؟ لا طبعاً لكن يقولون. أفراد هذه الفئة، عصبيون، مهاجمون، متنمرون، كثيرو الكلام، وسريعو الاندفاع لأي موجة... لماذا هم كذلك؟ لأن إحساسهم بالخطر واللخبطة في حياتهم، يوترهم.

أما القسم الثاني، هم الفئة التي تبحث عن «سوبر مان» يحل مشاكلها أو منقذ. وهم منسحبون أخذوا من قلة الحيلة، معياراً لهم، وقرروا أن يكونوا اعتماديين، لا يفكرون ولا يحاولون أن يفكروا.

أما القسم الثالث، هم الواعون الذين يفهمون ويتفهمون أن عملية الإصلاح لا تشمل مجموعة، بل تبدأ من فرد ليؤثر على آخر فتتأثر الجماعة، وتتغير للأفضل بهذه البساطة.

هم من فئة الإنسان الواعي، الذي يفكر بالحل والتغيير المستمر للأفضل، لا التوقف والانغماس بالماضي وأخطاء الماضي وأمور الماضي غير المنتهية متجاهلاً الحاضر وإشراقه وجماله.

ولأن آخر طبقات العقل الباطن، وهي حالات الوعي غير الناضج، وتمثل انتشار صور وأشكال التعدي والعنف اللفظي والجسدي، المباشر وغير المباشر... لذلك، نجد أنه، إن غاب الوعي، كثرت الجرائم وازداد الانحراف الفكري والسلوكي والأمور اللاأخلاقية.

ماذا نفعل؟

نُحمل كل فرد مسؤولية التغيير، وأن يبدأ بنفسه، بشعوره، بفكره، بصناعة منظومة قيمية جديدة إنسانية، يحترم فيها أخيه الإنسان...

من اليوم أنت يا فرد، قرر أن تحترم المارة. تلتمس العذر للمخطئ. تعطي المتعثر. تحسن الظن. تبادر بالخير. تمنع الشر. تنتقي ألفاظك. تحتوي بصدر رحب عثراتك وأحبابك... حينها سيختفي كل مشهد عنف وظلم في شكل تدريجي، لأن الإنسان ارتقى بنفسه.

معادلة بسيطة جداً... جربها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي