قصف أوكراني على نوفا كاخوفكا يولّد انفجاراً أشبه بانفجار بيروت!
روسيا تحذّر الغرب من مواجهة محفوفة بتصعيد نووي
- تركيا تستضيف اليوم محادثات في شأن أزمة الحبوب
- أوكرانيا تتوقع هجوماً على مدن شرقية... وتتهم كندا بتقويض العقوبات على موسكو
- روسيا تُعلن تدمير أنظمة أميركية مضادة للسفن في أوديسا
اعتبرت موسكو، أمس، أن الولايات المتحدة وحلفاءها «يتأرجحون على نحو خطير على شفا مواجهة عسكرية مفتوحة مع روسيا ستكون محفوفة بتصعيد نووي».
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تصريح منشور على موقع الوزارة الرسمي: «واشنطن وحلفاؤها، وبعد أن تسببوا في تفاقم الأزمة الأوكرانية، وأطلقوا العنان لمواجهة هجينة وشرسة مع روسيا، يتأرجحون اليوم بشكل خطير على حافة مواجهة عسكرية مفتوحة مع بلادنا، وهو ما يعني صراعاً مسلحاً مباشراً للقوى النووية».
وأعربت عن «قلقها من أن مثل هذا الصدام المحتمل سيكون محفوفاً بتصعيد نووي».
وكان نائب رئيس مجلس الأمن ديمتري ميدفيديف، تحدث في وقت سابق عن احتمال نشوب حرب نووية، بينما قال وزير الخارجية سيرغي لافروف، إن روسيا لا تتلاعب بموضوع الحرب النووية، مشيراً إلى أن الموقف المبدئي لموسكو هو عدم جواز شن حرب نووية.
وقبل أيام، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين أن روسيا ستسلم بيلاروسيا صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، في ذروة تصاعد الصراع بين البلدين من جهة، والغرب من جهة أخرى، على خلفية الحرب في أوكرانيا.
ويرجح المراقبون أن الهدف الأول لإعلان نشر صواريخ روسية قادرة على حمل ترسانات نووية في بيلاروسيا، هو ردع الغرب بصفة عامة، وليتوانيا وبولندا، خصوصاً على خلفية مواقفهما المتشددة من موسكو.
غذائياً، يلتقي وفدان روسي وأوكراني في اسطنبول، اليوم، لمناقشة استئناف إيصال شحنات الحبوب عبر البحر الأسود، وفق ما أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار.
وسينضم إلى الاجتماع، مسؤولون في الأمم المتحدة الذين قدّموا مقترحات في شأن سبل استئناف الشحنات عبر ممرات آمنة من الموانئ الأوكرانية المغلقة.
إلى ذلك، وفي حين تتوقّع أوكرانيا هجوماً جديداً للجيش الروسي على مدن استراتيجية في منطقة دونباس الشرقية، التي تعتبرها موسكو هدفاً ذا أولوية، اتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كندا، بتقويض العقوبات المفروضة على موسكو.
ودخلت أوروبا فترة من انعدام اليقين في شأن مواصلة عمليات تسليم الغاز الروسي، مع بدء مجموعة «غازبروم» العملاقة أعمال صيانة في أنبوبَي نفط «نورد ستريم 1» اللذين يسمحان بتزويد ألمانيا ودول أخرى في غرب القارة الأوروبية.
هذا التوقف الذي يستمرّ 10 أيام والمعلن منذ وقت طويل، لا يُفترض أن يكون نظرياً سوى إجراء تقني. إلا أنه في إطار الحرب والتجاذب بين موسكو والغرب حول موارد الطاقة، لا يمكن الرهان على استئناف عمليات التسليم التي تراجعت أصلاً.
وكي لا تعطي موسكو ذريعة إضافية، استعادت ألمانيا من كندا توربينات لخط الأنابيب نفسه كانت تخضع للصيانة. وأثار ذلك الاثنين، غضب زيلينسكي الذي أعلن استدعاء السفير الكندي لدى كييف «بسبب استثناء مرفوض رفضاً باتّاً من العقوبات المفروضة على روسيا».
وأضاف أنّ القرار الكندي «لن يُنظر إليه في موسكو سوى على أنّه علامة ضعف»، معتبراً أن روسيا يمكنها على أي حال وإذا رغبت بذلك «قطع هذه الإمدادات بالكامل في أكثر الأوقات حرجاً».
وكانت التوربينات تخضع للصيانة في منشأة بالقرب من مونتريال في كندا تعود لشركة «سيمنز» الألمانية، وعزت روسيا سبب خفض الإمدادات عبر خط الأنابيب لغياب التوربينات.
عسكرياً، يرتقب الأوكرانيون معارك محتدمة في منطقة دونيتسك، حيث حذّرت رئاسة الأركان الأوكرانية من أن «هناك مؤشرات الى أن الوحدات العدوّة تستعدّ لتكثيف العمليات القتالية باتجاه كراماتورسك وباخموت».
وتُعتبر كراماتورسك، وهي المركز الإداري لدونباس ولا تزال تحت السيطرة الأوكرانية، وكذلك مدينة سلوفيانسك المجاورة، الهدفين المقبلين للجيش الروسي في خطّته للسيطرة الكاملة على دونباس.
وأعلنت كييف، أمس، أنها قصفت ليلاً القوات الروسية في منطقة خيرسون المحتلة (جنوب)، بينما اتهمتها السلطات الروسية باستهداف منازل.
واشار مسؤولون عسكريون أوكرانيون مشرفون على العمليات في الجنوب، إلى ان الضربة أدت إلى مقتل 52 جندياً روسياً ودمرت «مستودعاً للذخيرة» في نوفا كاخوفكا التي تبعد نحو 70 كيلومتراً عن مدينة خيرسون البالغ عدد سكانها 290 ألف نسمة.
في المقابل، ندد رئيس الإدارة العسكرية المدنية، التي أنشأتها القوات الروسية في هذه المنطقة فلاديمير ليونتييف عبر «تلغرام» بـ «عمل إرهابي» و«مأساة مروعة»، مؤكداً «عدم وجود هدف عسكري هنا».
واضاف «هناك سبعة قتلى ونحو 60 جريحاً» ورجح «ارتفاع عدد (الضحايا) لأن حجم الأضرار هائل».
وتابع أن «عشرات المنازل تدمرت»، بالاضافة إلى مستودعات ومتاجر وصيدلية ومحطات وقود و«حتى كنيسة». واشار إلى انه «من الواضح أنه هجوم متعمد عنيف تم بصواريخ عالية الدقة».
واتهمت إيكاترينا غوباريفا، نائب مسؤول إدارة الاحتلال في خيرسون، القوات الأوكرانية باستخدام منظومات صواريخ أميركية من طراز «هيمارس».
واظهر مقطع فيديو بثته وسائل إعلام روسية كرة ضخمة من اللهب تندفع نحو السماء ليلاً، اعقب ذلك دوي انفجارات ضخمة وتصاعد عمود كثيف من الدخان الأبيض.
وقال مسؤولون إن الصواريخ دمرت مستودعات تحتوي على «نيترات الأمونيوم».
واعتبر رئيس الإدارة العسكرية والمدنية في المنطقة فلاديمير ليونتيف، أن تداعيات الضربة يمكن مقارنتها بانفجار مرفأ بيروت، حيث انفجرت «نيترات الأمونيوم».
وتابع «أنا متأكد من أن أولئك الذين أعدوا هذه الضربة الهمجية، كانوا يعرفون ما كان يوجد في المستودعات (نيترات الأمونيوم) وماذا يريدون، لقد حققوا ذلك. وهو نفس ما حدث في بيروت قبل بضع سنوات، عندما مات عدد كبير من الناس. بشكل عام، لدينا الشيء نفسه. أولئك الذين فعلوا ذلك هم مجرمو حرب، يجب محاكمتهم، وستتم محاكمتهم».
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن القوات الصاروخية استهدفت بصواريخ «إسكندر» تمركزاً للقوات الأوكرانية في أوديسا، ما أسفر عن تدمير منصات إطلاق صواريخ «هاربون» الأميركية المضادة للسفن.
ومنذ العاشر من يونيو، تنظّم الجمعية العامة للأمم المتحدة جولة اقتراع تلو الأخرى لتحديد لأيّ من هاتين الدولتين سيذهب هذا المقعد. ومع جلسات الاقتراع الخمس العقيمة التي جرت الإثنين يرتفع عدد الجلسات الانتخابية التي جرت في الجمعية العامة للفصل بين روسيا ومقدونيا الشمالية إلى 17، باءت كلّها بالفشل.
ومن أصل 193 دولة عضواً في الجمعية العامة، تتطلّب عضوية المجلس الاقتصادي والاجتماعي حصول الدولة المرشّحة على ثلثي أصوات الأعضاء الحاضرين.
ومنذ يونيو يتذبذب عدد الأصوات اللازمة للحصول على غالبية الثلثين هذه حول 115 صوتاً.
وفي جلسات الاقتراع التي جرت الإثنين حصلت روسيا على تأييد نحو 100 دولة.
ومنذ تأسّس المجلس الاقتصادي والاجتماعي في 1945 كانت موسكو عضواً فيه من دون انقطاع.
وعزا العديد من الديبلوماسيين، الفشل الروسي غير المسبوق إلى الهجوم الذي تشنّه القوات الروسية على أوكرانيا منذ 24 فبراير والذي أفقد موسكو كثيراً من الدعم الذي كانت تتمتّع به في المنظمة الدولية.
ومن المقرّر أن تلتئم الجمعية العامة مجدداً الأسبوع المقبل، للمرة السابعة على التوالي، لتنظيم جولات اقتراع جديدة علّها تنجح في الفصل بين الدولتين المتنافستين على عضوية المجلس.
والرقم القياسي في عدد جولات الاقتراع التي جرت في تاريخ الأمم المتحدة لحسم مصير مقعد ما، هو 155 جولة اقتراع.
وجرت جولات الاقتراع تلك بين نهاية 1979 وبداية 1980 خلال منافسة على مقعد غير دائم في مجلس الأمن. والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، هو أحد الأجهزة الرئيسية الستّة في الأمم المتحدة.
وتهدف هذه الهيئة إلى تعزيز العمل الجماعي من أجل عالم مستدام، وهي تضمّ 54 عضواً لولاية مدّتها ثلاث سنوات.
ومنذ بدأت قواتها غزو أوكرانيا، فقدت روسيا مقعدها في مجلس حقوق الإنسان وفشلت في الفوز بمراكز عدّة في وكالات أممية مختلفة (اليونيسف، هيئة الأمم المتحدة للمرأة...)، علماً بأنّ هذه المناصب كانت في السابق تذهب إلى موسكو من دون أيّ منافسة.