No Script

حروف نيرة

«إنّ مع العُسر يُسرا»

تصغير
تكبير

الطموح... وتحقيق الهدف لا تصل إليه، إلّا بخُطوات صعبة وتحديات وصبر على كل ما يعيق الطريق، فهي خطوات عسيرة تذوق بعدها حلاوة النجاح والتيسير وفتح كل أبواب الخير، مهما وقف أمامك العدو أو الفاشل أو الحاسد...

فالإنسان الناجح صاحب العقل المتفتح يسير بخُطى مدروسة نحو هدف معلوم، فلا يسير عشوائياً بغير التزام ولا خطة.

ومن أهم المبادئ التي يعتمد عليها من أراد النجاح: الثقة بالنفس.

ومن الطبيعي أن تفشل مرات عديدة، فالفشل تجارب طبيعية للوصول؛ لا يجعلك تتراجع أو تنسحب من أوّل تجربة، فصاحب العزيمة يتوقع حصول العقبات وظهور الأعداء والظروف المعاكسة، ويكون على يقين من معرفة أن الفشل تجربة واختبار لقدرتك في معرفة الطريق الصحيح.

وبالتالي كلما فشلت أكثر تحولت خطواتك القادمة إلى اكتساح ونجاح حقيقي.

لا يأتي اليسر إلّا بعد تذوق آلام العسر، وهي قاعدة في أمور الحياة كلها، وحقيقة أثبتها القرآن الكريم، حيث قال تعالى في سورة الشرح

5 /6: «فإنّ مع العُسر يُسرا* إنّ مع العُسر يُسرا».

وفي تكرارها تأكيد وتذكير للاستمرار في طريقك المستقيم مهما شعرت بالتعب، فالعُسر لا يأتي إلّا ومعه اليُسر، ففي الآية وَعدٌ من الله تعالى باليسر والرخاء بعد الشدة، وبُشرى بالنصر بعد العُسر، وتكرار هذا الوعد لتأكيده وتعظيم الرجاء وحُسن الظن بالله.

قال الإمام السعدي - رحمه الله -: (إنّ في الآية الكريمة بِشارة عظيمة في مقرنة اليسر للعسر والصعوبة ومصاحبته لهما، فالفرَج يأتي مع الكرب، وفي تعريف العسر بال التعريف - وهي تفيد الاستغراق والعموم- دلالة على أنّه مهما كان هذا العسر شديداً وصعباً فإنّ اليُسر ملازم له).

وقال الإمام البيضاوي - رحمه الله -: «إنّ العُسر هو كمثل ضيق الصدر والوزر المنقض للظهر وضلال القوم وإيذائهم، وسيكون مع أنواع العسر هذه يُسر كانشراح الصدر ووضع الوزر والتوفيق للهداية والطاعة، فالله تعالى يقول لنبيّه ألّا يحزن إذا جاءه ما يحزنه ويُسبّب له الغم لأنّ الله تعالى سيُفرّج عنه، وقد أفاد قوله (إنّ مع) بيان مدى مصاحبة اليسر للعسر واقترانه به» تم قوله.

فمن أراد النجاح استعدّ للمجازفة والمغامرة، لإيمانه بالنصر والتيسير والنجاح العظيم مهما أُغلقت الأبواب من الناس، فالله هو الصاحب الذي يفتح لك أبواباً عديدة، أكثر من باب واحد تمنيته.

aalsenan@hotmail.com

aaalsenan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي