لمناسبة زيارة الرئيس جو بايدن للمنطقة العربية، غداً، فقد زار قبله الرئيس السابق باراك أوباما، القاهرة، بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية، وصرّح بأنه يمد يده للعرب، على أمل ترميم العلاقات الأميركية - العربية بعد تعرّضها لشروخ كبيرة في عهد سلفه الرئيس جورج بوش الابن، الذي أعلن «الحرب الصليبية» على العرب والمسلمين إثر أحداث 11 سبتمبر 2001.
اتضح في ما بعد، أن أوباما نكث بوعده للعرب عندما وقّع الاتفاقية النووية مع إيران، وأفرج عن مليارات الدولارات المجمّدة التي ساعدت النظام الإيراني على تمويل ميليشياته الطائفية في زعزعة أمن المنطقة، وتدّخلها العسكري السافر في تدمير سورية وتهجير شعبها، بل وغضّه الطرف عن استخدام السلاح الكيماوي في قتل المدنيين السوريين... وقد اعتبر استخدامه «خطاً أحمر» لكن تجاوزه النظام السوري ولم يرعه اهتماماً.
هكذا مدّ أوباما يده للعرب... وكان نائبه في ذلك الوقت الرئيس الحالي بايدن.
على أن أهم ما في زيارة بايدن، حرصه بشكل رئيسي على الطلب من دول الخليج النفطية، رفع كميات انتاجها للنفط من أجل تفادي تفاقم الأزمة الاقتصادية الناشئة من الحرب الروسية - الأوكرانية التي قلّصت بشكل كبير من إمدادات الطاقة ونالت بشكل مباشر من اقتصاد بلاده.
لن نتوقّع تغييراً إيجابياً في سياسة بايدن عن سلفه أوباما تجاه العرب، ولن يكون أكثر «تكرّماً» معهم منه.
كل ما يحمله تجاه العرب هو تشجيع التطبيع مع الصهاينة من خلال إقامة «ناتو شرق أوسطي» يضم بعض الدول العربية والكيان الصهيوني لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة - على حد زعمه - بعد فشل مشروع «السوق الشرق أوسطي» البائد، الذي كان هدفه تمكين الكيان الصهيوني من الخروج من عزلته الخانقة.
لكن حجة مواجهة النفوذ الإيراني، تسقط أمام استمرار المفاوضات بين طهران ووكلاء أميركا، الأوروبيين، حول الاتفاقية النووية، وتسليم الولايات المتحدة، العراق بعد احتلالها له، كهدية لإيران.
لا أدري كيف يثق العرب بالسياسة الأميركية تجاههم التي لم تحقّق شيئاً في صالحهم ولا في صالح الفلسطينيين، وتصب كلها في مصلحة الصهاينة المحتلين، بل وتشجّعهم على ارتكاب جرائم حرب في الأراضي المحتلة وحصار غزة وقتل العرب بدم بارد، كما اغتالوا منذ أسابيع الصحافية شيرين أبوعاقلة من دون مطالبتهم بمقاضاة الجندي الصهيوني القاتل، كما يجتهدون بتجريم الجندي الروسي الذي قتل مدنيين أوكرانيين!