سافر إلى ذاتك
مفاهيم الذكورة والرجولة
قابلتم العديد من الرجال في حياتكم، فيهم قسوة أو نعومة، زائدة عن حدها. رجال يتصرفون مثل النساء ويتكلمون عن أعراض الناس وعلاقاتهم الخاصة، أو رجال يخافون من أتفه الاسباب، أو رجال تحسون قلوبهم حجراً بلا إحساس ولا ضمير... الحدية في مشاعر الرجل وتصرفاته، ما معناها ؟ انها الذكورة والرجولة والانوثة.
الرجولة، مفاهيم مهمة في حياة الرجل، وأيضاً في حياة المرأة... كل امرأة فيها جانب رجولة وكل رجل فيه جانب أنوثة... كيف ذلك؟
... الذكورة جنس. أما الرجولة فهي صفات مرتبطة بسلوك معين مرتبط بالشهامة والقوة والفزعة والشجاعة والصرامة والقوة والصلابة والكرم، والكلمة الواحدة، والتحمّل.
أما صفات الانوثة، فترتبط بالمشاعر...
الحب والحنان والعطف والاحتواء والحضن والتعبير الشعوري عن المشاعر ورقة القلب والحس المرهف والدعم العاطفي وطولة البال.
التوازن بين صفتي الرجولة والانوثة، يحقق اتزاناً سلوكياً وشعورياً.
اما اختلال التوازن فهو الذي يخرج، رجلاً ميت القلب أو مرهف الحس.
كل ذلك يتكون من التربية والبيئة المحيطة، التي تجعل الرجل يتجّرد من عواطفه، فيكون قاسياً. أو تلك البيئة التي تلغي الاهتمام بصفاته الرجولية.
يخرج رجل «ترف»، كمصطلح متعارف لدينا، والبيئة التي تهيج عواطفه... يخرج مرهف الحس.
لذلك، فإن تخصصات التربية بكل أنواعها مهمة في الحياة.
العملية التربوية تنشئ الجيل الآن، وكل خطوات العودة للنفس والذات مرتبطة بخلل التنشئة وصعوبات الطفولة وإعادة انتاج الحرمان الشعوري والشح بمساعدة الأبناء في فهم ذاتهم، وتنمية قيمهم في الحياة وتطوير القيم وإعادة مناقشتها مع الذات، بما يتوافق مع الموقف والشخص والحالة.
كذلك ما يحدث في مرحلة الطفولة من تهديد صريح لسلب المشاعر... مثال انه تتم دعوة الذكر للتخلص من جانب الانوثة فيه... مثال «لا تبكِ أنت رجل»، فيبدأ يرى البكاء عاراً، حتى يفقد القدرة على البكاء والاحساس بالحزن.
ومع موت صفات الأنوثة الشعورية، يخرج لنا ذاك القاسي الذي لا نعرف سبب قساوته. إنها الانوثة المفقودة والذكورة غير المتوازنة.
لذلك، عزيزي الأب وعزيزتي الأم... أيها المربي، مراحل تأسيس الطفل الاساسية، اختم بها.
شخصية الشاب اصقلها. الذكورة لا تعني الحدية بل هي توازن ومواقف ووجود. والأنوثة لا تعني التنازل بل هي قوة وتحمل وجمال ومشاعر... اجعل ابنك يكون مستقراً نفسياً.
أما المرأة الذكر، فالشرح يتناولها في مقال آخر.
