قوى الحرية والتغيير ترفض إعلان البرهان وتدعو السودانيين إلى مواصلة التظاهر

حديث بين أبيي أحمد والبرهان في نيروبي أمس (أ ف ب)
حديث بين أبيي أحمد والبرهان في نيروبي أمس (أ ف ب)
تصغير
تكبير

- أبيي أحمد يلتقي البرهان في نيروبي ويؤكد التزام الطرفين «الحوار»

الخرطوم، نيروبي - أ ف ب، رويترز - رفضت قوى الحرية والتغيير، ائتلاف المعارضة الرئيسي في السودان، قرارات قائد الجيش عبدالفتاح البرهان التي أعلنها الاثنين، ووصفتها بأنها «مناورة مكشوفة وتراجع تكتيكي»، فيما يواصل مئات المناهضين للانقلاب العسكري اعتصاماتهم في الخرطوم وضواحيها لليوم السادس على التوالي، مطالبين بحكم مدني.

وأفاد الائتلاف المعارض في بيان أمس، أن «قرارات قائد السلطة الانقلابية هي مناورة مكشوفة وتراجع تكتيكي... واجبنا جميعا الآن هو مواصلة التصعيد الجماهيري بكل طرقه السلمية من اعتصامات ومواكب والاضراب السياسي وصولاً للعصيان المدني الذي يجبر السلطة الانقلابية على التنحي».

مساء الاثنين، أعلن البرهان، الذي نفذ الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر 2021، «عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في مفاوضات (الحوار الوطني) الجارية حاليا لإفساح المجال للقوى السياسية والثورية... وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة تتولى إكمال... (متطلبات) الفترة الانتقالية».

وأعلنت قوى الحرية والتغيير موقفها خلال مؤتمر صحافي عقدته في مقر حزب الأمة بمدينة أم درمان غرب العاصمة السودانية للرد على إعلان البرهان.

وقال صديق الصادق المهدي، القيادي في الائتلاف المعارض للصحافيين، إن «قوى الحرية والتغيير لن تكون جزءاً من إجراء فيه قسمة سلطة».

ووصف القيادي في الحرية والتغيير طه عثمان، خطاب البرهان، بأنه «أكبر خديعة بل هو أسوأ من انقلاب 25 أكتوبر... الأزمة ستنتهي بتنحي سلطة الانقلاب وبأن تشكل قوى الثورة السلطة المدنية».

وتوجه البرهان صباح أمس، إلى نيروبي «للمشاركة في القمة الطارئة لمنظمة «إيغاد» (مجموعة دول شرق ووسط أفريقيا للتنمية).

كما بدأ الأطباء امس، إضراباً لثلاثة أيام.

وبالتزامن مع ذلك، دخل اعتصام يشارك فيه مئات المحتجين، أمس، يومه السادس في ثلاث مناطق بالعاصمة للمطالبة بحكم مدني وإنهاء الانقلاب العسكري.

بعد خطاب البرهان، أشعل محتجون الإطارات وأغلقوا الشوارع في منطقة بري شرق العاصمة الخرطوم، في تعبير واضح عن عدم اقتناعهم بوعود البرهان الذي يطالب الشارع بالإطاحة به منذ 30 يونيو.

وقال محتج يدعى مهند عثمان، وهو يقف عند حاجز من الحجارة أقيم في الشارع«لا نثق في البرهان... نريده أن يرحل فقط».

خلال الفترة الماضية، مارست الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومجموعة «إيغاد» عبر ما يعرف باسم «الآلية الثلاثية»، ضغوطا لاجراء حوار مباشر بين العسكريين والمدنيين. إلا أن كتل المعارضة الرئيسية، مثل قوى الحرية والتغيير وحزب الأمة، رفضت خوض هذا الحوار.

وفي السياق، قال القيادي بالحرية والتغيير عمر الدقير في مؤتمر أمس،«لن ينقطع تواصلنا مع الآلية الثلاثية فهي أطراف دولية وإقليمية جاءت لمساعدة السودانيين».

ونقل بيان صدر عن التحالف الذي يضم الموقعين على اتفاق جوبا للسلام، بين بعض حركات التمرد المسلح والحكومة، انضمامهم «إلى الحوار الذي تسهله الآلية الثلاثية من دون شروط ونطالب بالالتزام باتفاقية جوبا للسلام».

وفي خطاب الاثنين، قال البرهان إنه بعد تشكيل حكومة مدنية«سيتم حل مجلس السيادة وتشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة من القوات المسلحة والدعم السريع لتولي القيادة العليا للقوات النظامية ويكون مسؤولاً عن مهام الأمن والدفاع».

-«إنها خدعة»

وكتبت محللة الشأن السوداني خلود خير على حسابها على «تويتر» تعليقاً على الخطاب «انها خدعة، بهذا القرار يكون البرهان قد أكمل فعليا انقلاب أكتوبر... حلَّ جميع الهيئات الانتقالية وهو الآن يضغط على المدنيين الذين هم نعم منقسمون، ولكنه عمل بجد على تقسيمهم».

وأضافت «ان تشكيل مجلس القوات المسلحة للأمن والدفاع بصلاحيات غير محددة هو مجرد عطية... يبدو أنها طريقة لإعادة توطين الانقلابيين الرئيسيين في القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وطريقة للاحتفاظ بالامتيازات الاقتصادية من قبل هذه المجموعات».

يتظاهر السودانيون كلّ أسبوع تقريباً ضدّ الحكم العسكري، لكن منذ 30 يونيو الذي شهد سقوط أكبر عدد من الضحايا في صفوف المتظاهرين منذ أشهر يواظبون على الاعتصام في منطقة بحري شمال الخرطوم ومدينة أم درمان غرب العاصمة وأمام مستشفى الجودة في وسط الخرطوم.

وسقط تسعة قتلى برصاص قوات الأمن في ذلك اليوم، بحسب لجنة أطباء السودان المركزية المناهضة للانقلاب، ليكون الأكثر دموية منذ بداية العام.

ويحمل تاريخ 30 يونيو في السودان بعداً رمزياً لأنه يُصادف ذكرى انقلاب الرئيس السابق عمر حسن البشير على الحكومة المنتخبة ديموقراطيا بمساندة الاسلاميين عام 1989، وكذلك ذكرى التجمّعات الحاشدة عام 2019 التي دفعت الجنرالات إلى إشراك المدنيين في الحكم بعدما أطاح الجيش، البشير. لكن انقلاب البرهان أنهى هذه الشراكة.

ومنذ الانقلاب، قُتل 114 متظاهراً أحدهم قضى السبت، بعدما أصيب «في الرأس بعبوة غاز مسيل للدموع في مواكب 16 يونيو»، كما ورد في بيان لجنة الأطباء.

وفي نيروبي، كتب أبيي أحمد في حسابه الرسمي على «تويتر»، بعد لقائه البرهان،«اتفقنا على أن بلدينا لديهما الكثير من عناصر التعاون للعمل عليها بسلام. علاقاتنا المشتركة تتجاوز أي انقسامات. كلانا ملتزم الحوار والحل السلمي للقضايا العالقة».

بدوره، اكتفى المجلس السيادي الحاكم في السودان بالقول إن«اجتماعا مغلقا» عقد بين البرهان وأبيي أحمد.

وأعقبت محادثاتهما مواجهة عند الحدود، أكدت الخرطوم أن قوات إثيوبية ألقت القبض خلالها على جنود سودانيين وقتلتهم، وهو أمر نفته أديس أبابا.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي