No Script

مجرد رأي

«بشت» آل الصباح...

تصغير
تكبير

كشف سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، في الكلمة التي ألقاها نيابة عن سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الصباح، لأبنائه المواطنين والمواطنات بمناسبة التطورات السياسية الأخيرة، عن حقيقة، عندما قال «لن نحيد عن الدستور، ولن نقوم بتعديله، أو تنقيحه، أو تعطيله، أو حتى المساس به... فهو شرعية الحكم وضمان بقائه والعهد الوثيق بيننا وبينكم».

جميع أطياف المجتمع الكويتي استمعت بشغف لكلمة أسرة الحكم، وكان الجميع ينتظرها بلهفة، لثقتهم في أنها ستكون الفيصل والعلاج لتراكم الخلافات السياسية بين الحكومة والنواب.

وبدا واضحاً للجميع خلال الكلمة التي ألقاها سمو الشيخ مشعل، تمسك الحكم بالحفاظ على مبدأ فصل السلطات، عندما أكد سموه على ترك شأن إدارة الدولة للسلطتين التشريعية والتنفيذية، مع الاكتفاء بالنصح في البداية.

وأشار إلى أن التدخل بإقرار الحل الدستوري لمجلس الأمة، جاء بعدما لاحظت الأسرة ومعها الشعب الكويتي، خروج القطار السياسي عن مساره الصحيح، وبما لا يخدم مصلحة الشعب الذي ينتظر من المسؤولين الالتفات إلى استحقاقات التنمية بكل مكوناتها، بدل الغرق في الخلافات التي لن تؤدي إلا لمزيد من التعطيل.

فعندما خرجت الأمور عن مسارها الطبيعي، جاء التدخل الحكيم من رأس السلطة، متسلحاً بالشعب وخياراته باعتباره المصير والامتداد والبقاء والوجود.

وهنا تتجدد الثقة في أسرة الحكم لدى كل كويتي، كونه يعرف جيداً أن آل الصباح لطالما مثلوا في حكمهم بشتاً للمجتمع الكويتي، بمختلف أطيافه.

فتاريخياً وما زال جميع المواطنين يتباهون أمام كل دول العالم، بآل الصباح، فهم «بشت» الحريات وكفلاؤها، لا سيما عندما يفتح الحديث عن عدالة الحكم، وتمتع جميع المواطنين بحرية الرأي وبسقف عالٍ، معززين بالصفح عند المقدرة... والمحطات هنا مضيئة وكثيرة.

وكذلك هم «بشت» الحماية المجتمعية، فقد اعتاد الشعب الكويتي من آل الصباح، الانحياز لمصلحته، ولخياراته، وللدستور في مختلف مسيرة الحكم.

ولذلك يمكن القول بكل موضوعية إن «الشعب الكويتي محظوظ بحكم آل الصباح»، بعد ما أثبت في كل مراحل تطور الدولة أن الشعب خياره الوحيد، بعيداً عن أي اعتبارات سياسية تحركها المصلحة الذاتية هنا وهناك.

من يتابع خطابات الحكام، سواء التاريخية أو المعاصرة، قد يجد صعوبة وربما استحالة تضمن هذه الخطابات عبارات من قبيل «مضطرين» و«نزولاً عند رغبة الشعب» و«ليقوم الشعب بتصحيح المسار السياسي».

فحتى خطابات حكام الدول المتقدمة التي تتباهى بديموقراطياتها لا تخلو من عبارات تتقدم فيها السياسة على حساب الشعب، ولو تلميحاً، أما في خطاب سمو الأمير فقد سبق الشعب كما جرى التقليد كل الاعتبارات الأخرى وجاء على رأسها.

الخلاصة:

باعتبار أن أسرة الحكم لا ترى الأمور بأفق محدود، كان واضحاً للجميع أن هدف الخطاب السامي تصحيح الاعوجاج السياسي الذي طغى على الحياة في الكويت على أن يكون ذلك من الشعب ولمصلحته، ولذلك لم يكن مستغرباً أن يعيد استخدام ببراعة الحكم المعهودة في استخدام سلاحه الفتاك للأزمات وهو الشعب.

وكان واضحاً أن الرهان على إنهاء مرحلة الاحتقان وتعطيل التنمية أيضاً على الشعب الذي بات العنوان الرئيس والوحيد للمرحلة المقبلة، ولحلحلة الأزمة التي تواجه الكويت سياسياً واجتماعياً واقتصادياً منذ سنوات طويلة.

فشكراً أسرة الحكم، لم تخيبي رجانا فيك، والدور بات الآن على الشعب الذي يتعين أن يرد التحية بأحسن منها، وذلك من خلال حسن اختيار من يمثله والوعد بالصندوق.

وختاماً اللهم احفظ الكويت قيادة وشعباً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي