انطلق قطار اسقاط فوائد القروض بسرعة جنونية بلغت 500 كيلو متر في الساعة، واخترق جميع الحواجز التي اعترضته ودهس جميع الاصوات والآراء الحكيمة التي اصطفت على قارعة الطريق لتحذره، وسلك سبلا ملتوية وقطع غابات موحشة ليصل إلى غايته.
• تصدى البنك المركزي للقانون من باب معرفته بخفايا ذلك القانون وصعوبة تطبيقه، فقال البنك ان هذا القانون غير قابل للتطبيق، وانه يضيف اعباء جسيمة على البنك مما قد يؤدي به إلى الشلل الكامل، وقال انه قد اخل بمبدأ العدالة والمساواة بين الناس، وقال ان 1.818 مليار دينار سيتم اسقاطها وفق القانون، بينما الحالات المتخذ في شأنها اجراءات قانونية بلغت 3.3 في المئة من اجمالي القروض فقط، واردف ان القانون سيهز الثقة بالنظام المصرفي، وتوقع قيام المقترضين الجدد بعد سنوات بالمطالبة بالمثل... لكن عجلات القطار داست على صيحات البنك المركزي واحالتها إلى ركام!!
• أنزلت غرفة تجارة وصناعة الكويت بيانا لطيفا بينت فيه ان بيانها لن يكون له اثر في مواقف تلك الجموع الهائجة من النواب الذين لا يلوون على احد بل تطربهم نشوة النصر بعدما ضمنوا مقعدهم في المجلس المقبل.
واستخدمت الغرفة اسلوبا رقيقا ربطت فيه بين حكمة التشريع والشرع مقابل النزعة الاستهلاكية والاستئثار، وذكرت اصحاب القرار بان يتفكروا بالفكر الاسلامي العظيم الملهم وذكرتهم بما فعله يوسف عليه السلام من التخطيط لقومه... لكن نواب المجلس الذين كانوا ينظرون من اعلى القطار لمن تحتهم بشذر مالبثوا ان هاجموهم وقذفوا عليهم الحجر وقالوا للغرفة: قولي خيرا اواصمتي، وقال آخر: اتمنى ان تصرفوا المبالغ التي دفعتموها للاعلان على شيء مفيد واستغرب بعضهم من الدوافع وراء تصريح الغرفة ووراء مواقفها السلبية تجاه الشعب.
بل تجرأ بعض الكتاب ليسمي الغرفة بغرفة «الملا لوة»!!
• نشرت البنوك اعلانا يحذر من ذلك القانون ويبين مشاكله السلبية على الاقتصاد وعلى النظام البنكي، فرد عليهم النواب بأبشع الردود وقالوا لهم بما معناه: انتم سبب البلاء وشقاء الشعب وليس لكم الحق بالكلام، ثم ارسل القطار عليهم دخانا اسود ليخنقهم واكمل سيره.
• تكلمت مجموعة الـ 26 عن خطورة اقرار القانون وضرره العظيم على مستقبل الاجيال فسموهم «مجموعة الـ 26 نحيسا واتهموهم بالحسد والسكوت عن جريمة بيع البلد للكبار عن طريق اقرار المديونيات الصعبة وتبديد ستة مليارات دينار على ثلاثين هامورا من الكبار، ثم دهسوهم بالقطار.
• تكلم بعض النواب الحريصين على مصلحة الشعب عن القانون ففبركوا لهم فضيحة مالية وقروضا بالملايين لتدميرهم أمام ناخبيهم، وعلقوا لهم المشانق في مؤخرة القطار.
• تدخلت الفتوى الدينية ونخبة من اصحاب العلم للادلاء بدلوها وبيان مثالب القانون الشرعية، وفي مقالنا المقبل سنرى ماذا فعل بها ركاب القطار.
المهم هو ان القطار قد وصل بسلام.
د. وائل الحساوي
[email protected]