No Script

على الهواء

الفتح وهزيمة المسلمين في الأندلس

تصغير
تكبير

أراد البطل طارق بن زياد من فتح الأندلس نشر الإسلام فيه، وهكذا كان ومن ورائه موسى بن نصير... إلا أن المسلمين لم ينشروا الإسلام وظلموا سكان الأندلس من خطف نسائهم وتصديرهم إلى دولة الخلافة، والانشغال باللهو والمجون، فلم يدخل السكان في الإسلام لجَور المسلمين وظُلمهم ولهوهم لظاهرة نادرة في التاريخ واحتلال دام ما يقارب 800 عام ولم ينصهر الشعب في هذا الاحتلال... حتى سقطت الدولة من الداخل من حروب الطوائف والانشغال باللهو والمجون والمظالم.

تحدّث أحد القادة الفرنسيين إلى الملك الفرنسي شارل قائلاً: «يا مولاي شارل، هؤلاء قوم على صفات قلّ أن تجدها في بلادنا، هم بلا قلق ولا رياء، وأشبه ما يكونون بأهل ساليزيا عندنا إن فيهم مثل ما فينا من بداوة، وفينا من صلابة، ولكنهم يمتازون علينا بأنهم قريبو عهد بدينٍ يملأ صدورهم حماساً، وقريبو عهد بالخروج من صحرائهم واتخذوا من ذكائهم الفطري سبيلاً، تُفتح لهم صدور الناس ولا تفرق بين سلوك الجندي والقائد، وفوق هذا لو رأيتهم يا مولاي يقرأون كتابهم المسمى بالقرآن يتأثرون ويبكون حتى تخضلّ لحاهم بدموعهم وهم يقرؤونه ويستمعون إليه». هذا رأي قائد فرنسي في المسلمين، وقال أيضاً: «المسلمون يقومون بين حين وآخر باندفاعات عسكرية، أشبه بسرايا الاختبار، وتنتهي العصبيات الثائرة والخلافات الدائرة التي تطل برأسها بين حين وآخر».

الممالك في الدولة الإسلامية امتدت إلى تخوم الصين وتوغّلت في الهند وخضعت فارس وبقاع الترك والأكراد ومصر وشمال أفريقيا، والأندلس لهم أخذت جيوش المسلمين بقادتها الأبطال لتتوسع بهم نطاقات الدولة الإسلامية العظمى.

هذا جيش السمح بن مالك، وجيش عنبسة بن سُحيم، والجيش الكبير يقوده عبدالرحمن الغافقي كان ذلك في شهر رمضان في سنة

114هـ والمكان بين مدينتي (شاتلو) و(بواتييه) الفرنسيتين.. وعبدالرحمن الغافقي بجنوده الأشاوس من العرب والبربر، يتوغّلون بأرض الغال وهي الأرض الفرنسية كما كانت تدعى من قبل العرب.

عبدالرحمن الغافقي، يجر مئة ألف مقاتل بكامل عتادهم الحربي، هل يتوغل أكثر من ذلك في أوروبا وتتسع به الخريطة العربية الإسلامية نحو الإمبراطورية البيزنطية، ويجول دون التوسع ويحد من اختلاف العرب وانشقاق صفوفهم واختلاف الرأي؟

تُطل فتنة القبلية وأي القبائل أرفع وأيها أدنى وهذه في الأعلى وتلك في الأسفل، ثم ينشغل قادتهم في الإفتاء بتحريم وتكفير الآخرين، وتُثار الفتنة بين العرب والبربر، ويرى الغافقي انشقاق البربر مع قائدهم (مونوسة)..

وتنشب حرب بين الغافقي ومونوسة...

عبدالرحمن الغافقي:

نسأل الله أن يهدي قلبه ويتوب إلى الله ولكني لا أدعه حتى آتيه في أرضه التي يتحصّن بها حتى يكفّر عن أفعاله.. يا قوم أني ماضٍ بكم إلى (مونوسة).. بعد حرب ضارية بين المسلمين والمسلمين إلى أن أطيح بمونوسة...

مضى عبدالرحمن الغافقي إلى حرب القائد الفرنسي شارل، وخطب في جنده واستشهد بالقرآن الكريم.

دارت مذبحة عظمى، صاح بعدها القائد شارل: «سيقول الناس كان هنا مئة ألف عربي فأصبحوا جثثاً تتخطفها الطيور الجارحة فوق أرض بواتييه». وأسدلت ستارة الفتوح نحو الغرب وبقيت مُوصدة حتى حملَ راية الفتوحات العظيمة الأتراك بعد حين... فحرّروا القسطنطينية واتجهوا إلى النمسا والمجر وبلاد البلقان وذلك لتفوق المدفعية العثمانية على الأوروبية.

اختلف العرب في الأندلس وتخاصموا وتحاربوا وتفرّقوا وانغمسوا في اللهو والمجون حتى سقطت مملكتهم الكبرى الأندلس.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي