No Script

من الخميس إلى الخميس

حزب المنصّة

تصغير
تكبير

قرن كامل منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى؛ ونحن نُدار كأمة عربية من رموز غربية، كنا تحت رحمة استعمار خارجي استولى على أمتنا؛ وصنع لنا قيادات فكرية تتحدث باسمه أو تقوم بمهامه، هذا كان في الماضي البعيد؛ اليوم المجتمع يُدير نفسه، ضَعُفَ عصرُ القيادات الفكرية التي تسيطر على حركة مجتمعاتنا، والتي كان معظمها يحمل ملصقاً واحداً (صُنع في الخارج) لم يعد هناك فكر قيادي في أي مجال، وطبعاً ماضينا كان فاشلاً وأمامنا أكبر دليل، وضعنا الحالي، مستويات التنمية وثالوث التخلف الذي يعشعش في معظم دولنا العربية لا سيما تلك الدول التي تَمَكّنَ منها الاستعمار واهتم بها في ذلك الزمن.

اليوم، لم تعد هناك قدرة لصناعة القيادات الفكرية والثقافية؛ فبسبب ثورة الاتصالات والتواصل أصبح لكل فرد منا الحق في إبداء الرأي؛ والترويج له بل وصناعة المتابعين بأعدادٍ تفوق أحياناً عدد المنتمين للأحزاب القديمة.

دراسات كثيرة كُتبت في مجال تأثير منصات التواصل الاجتماعي، وكل هذه الدراسات بشرّت بمستقبل قوي ومُسيطر على الصور الدماغية العامة؛ وعلى توجهات الفكر بما يُعرف بالرأي العام المؤثر، هذا الرأي الذي وُجدت الأحزاب قديماً وحديثاً بهدف استمالته وكسبه.

نقول الحمد لله على انتهاء تلك الحقبة وبداية حقبة جديدة، ومهما كانت نتائج هذه الحقبة لن تكون أسوأ مما كانت، على قياداتنا اليوم أن يحترموا الحزب الجديد، حزب المنصة، وعليهم ألّا يهتموا للأحزاب القديمة، ولا للزعامات التقليدية، ما عاد لهؤلاء تأثير لتتم استمالتهم.

القيادة الحقيقية بدأت في التشكل بوضوح لصالح حزب الأغلبية، حزب المنصة الذي سيسيطر على العالم، ومع تولي الشركات الضخمة إدارة الاقتصاد العالمي سيتم استكمال الحلقة وسيكون العالم بين قوتين عظميين حزب المنصة وحزب الشركات العملاقة.

الفوضى وعدم التنسيق الذي كان يطغى على حزب المنصة بدأ في الضعف، محاولات السيطرة على هذا الحزب عن طريق الذباب الإلكتروني أوشكت على الانتهاء، هناك ادراك عالمي بشري بأهمية هذا الحزب، وبدأ المتابعون يطالبون بالتخلص من تلك الشوائب ومطاردة الذباب.

هناك الآلاف من أصحاب القيم في بلادنا العربية الذين كانت أصواتهم مُحاربة بل ومُطاردة من قبل توابع القيادة وماركة (صُنع في الخارج)، أصحاب القيم أولئك عليهم اليوم أن يساهموا في الثورة الفكرية التي وفرّها حزب المنصة، عليهم أن يصنعوا لهم نافذة في تلك المنصة ليُعبرّوا عن أفكارهم المستنيرة والتي كانت مُطاردة في الماضي.

في الماضي لم يكن هناك مجال للتنافس بين أشباه المثقفين وعملاء الخارج الذين يبثون فكر التغريب؛ ومحاربة القيم الإسلامية؛ والتحقير من لغتنا وثقافتنا لصالح الذين ملكوهم، لم يكن هناك مجال للتنافس بين أشباه المثقفين أولئك وبين المُخلصين العلماء من أبناء أمتنا، وكان النصر في الغالب للفاشلين ذيول الغرب وتوابع السُلطة، هذا كله كان في الماضي؛ اليوم فكرهم السطحي سَيُواجَه بالفكر الحقيقي كامل الدسم وسيكون البقاء للأفضل.

حزب المنصة هو الفرصة التي كان ينتظرها المثقفون الحقيقيون في أمتنا، عليهم أن يشاركوا اليوم قبل الغد بهذا الحزب ويدلوا بأفكارهم، ومهما قلَّ عدد متابعيهم فالكلمة المُخلصة المُؤمنة بقدرات أمتنا وعزتها ستكون هي المنتصرة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي