No Script

مشاهدات

هيبة الدولة من هيبة أراضيها

تصغير
تكبير

تتبع معظم دول العالم قانوناً تنظيمياً خاصاً ينص على تنظيم المدن والقرى والمباني والطرق، وهنا في الكويت فإن الجهة المنوط بها القيام بهذا الدور هي بلدية الكويت، وهي الجهة المسؤولة عن ادارة ورقابة تلك الاعمال.

وهنا نوضح بعض الأمور، فهناك نوعان من (الارتداد) هما:

الأول: هو المسافة ما بين المبنى والمبنى المجاور له.

الثاني: هو ارتداد المبنى عن الطريق.

ومن اساسيات عمل المهندسين والمختصين المعماريين القيام بعمل استطلاعات للمواقع وتنظيم خطط التسليم.

ادارة التنظيم والتخطيط العمراني:

وهي التي تقوم بتنظيم المدن والمناطق الداخلية من حيث تحديد مواقع الخدمات، كأماكن المولدات الكهربائية والمساجد والجمعيات التعاونية، وكذلك هي الجهة المسؤولة عن تخطيط المدن من حيث اصدار التصاميم المعمارية الموحدة لاضفاء اللمسة الجمالية والتناسق بين المباني والشوارع التي تحيط بهذه المباني في تلك المناطق، وكذلك زراعة الساحات الفضاء فيها لزيادة الرقعة الزراعية وإكسابها اللون الأخضر لتضفي عليها جمالاً فتصبح متنفساً طبيعياً، ومن مسؤولياتها ايضاً تحديد نوعية المناطق سواء أكانت سكنية أو استثمارية أو تجارية.

- البلدية هي تلك الدائرة الحكومية التي هي المسؤولة عن اصدار التراخيص الصناعية والتجارية من أجل تطوير المناطق والاراضي المحيطة بها، وانارة الطرق وتجميل الشوارع بالاشجار واللوحات الارشادية وتنفيذ المخططات للمواطنين وتحسين مظاهر المناطق يعتبر بعضها أراضي من املاك الدولة مثل (الشويخ الصناعية).

هيبة الدولة من هيبة اراضيها

هناك نوع آخر من الاعتداءات تتعرض لها الأرض وهو التجاوزات على الساحات الترابية المواجهة والملاصقة للعقار؟

والاعتداء يكون بضم تلك الساحة الفضاء التي هي بالاساس متنفس لساكني هذه المناطق، فهي ساحة لممارسة الالعاب الجسدية (كرة القدم -الرياضة والالعاب بشتى أنواعها) - كما كان الحال سابقاً عندما كانت تستغلها الأجيال السابقة في ممارسة هذه الرياضات، وكذلك كانت تستغل كمواقف للسيارات لقاطني هذه المناطق السكنية.

وللأسف يتم الاعتداء على هذه الساحات بشكل سافر ومخيف، والتي هي في الأساس من أملاك الدولة بقيام البعض بضمها لعقاره الملاصق لهذه الساحة الفضاء، فيتم بناء حدائق ومواقف ومظلات ودواوين وبناء غرف للخدم واقفاص للطيور والحيوانات عليها.

وأدى ذلك إلى التعدي الصارخ على حديقة عامة فى احدى المناطق الداخلية، وقام مالك العقار المجاور لها بضمها للمنزل دون أي اعتراض أو شكوى أو رقابة من الجهات المعنية!

- هل يعقل ان تكون مساحة الساحات الترابية أكبر من القسيمة بأضعاف عدة ليتم الاستيلاء عليها دون أن تنتفض الجهات المعنية لتصحيح هذا الوضع، والذي قد يصل فيه الأمر قانونياً إلى حد جريمة الجناية بتهمة الاستيلاء على أموال الدولة من دون وجه حق؟ علماً أن هناك اشتراطات تحدد مساحة استغلال تلك الساحات بالحد الأدنى.

على البلدية ان تسّن قانوناً يلزم مالكي البنايات بان يضم المبنى الذي يقومون ببنائه ادواراًعدة لركن المركبات مع عدم الاعتداء والتجاوز على الساحات الملاصقة للعقار، أو أن تقوم الدولة ممثلة بالبلدية باستملاك بعض العمارات للمنفعة العامة وبناء مواقف سيارات في هذه المناطق المكتظة بالسكان وسياراتهم.

منظر يؤذي العين لمن يرى هذه السيارات وقد ركنت بجانب تلك المجمعات وتسببها في خلق ربكة وازدحام خانق بسبب عدم توافر مواقف لهذه السيارات، ما يجعل أصحاب هذه السيارات يركنون سياراتهم فوق الارصفة والتي قد تؤدي الي هبوط في التربة بسبب الأوزان الثقيلة لهذه المركبات.

اذاً، ما الحل لهذه المعضلة ؟

هل الحل بهدم العقار أو إنزال عقوبة وغرامة مالية بصاحب العقار أو محاسبة الموظفين الذين ساهموا فى تسهيل الاستيلاء على هذه الاراضي.

- كل ذلك تسبب فى تكدس السيارات في الشوارع الداخلية بسبب عدم توفير المواقف في البنايات السكنية والعقارات الخاصة.

- المعدات الثقيلة لها حمولة محددة وتجوب الشوارع وتدخل الى المناطق السكنية والشوارع الداخلية وهي غير مصممة لتحمل تلك الاحمال ؟

- لذلك على الجهاز الرقابي فى البلدية ودورياتها المتنقلة ان تجوب الشوارع وتقوم بمخالفة كل هذه التعديات.

- المخالفات يجب ان تكون قيمتها كبيرة لتكون رادعاً لكل من يحاول التعدي على املاك الدولة.

- ضرورة محاسبة الموظف المتقاعس عن اداء واجبه.

- الاعلانات التجارية المنتشرة بصورة متكررة في الطرق العامة السريعة، وعلى جانبي الطريق تشكل خطراً كبيراً على سلامة قائدي المركبات، كونها تحجب الرؤية، وهناك من يعرض حياته وحياة الاخرين للخطر بسبب محاولة مشاهدتها، وكذلك شوهت المنظر العام وحجبت رؤية اللوحات المرورية الارشادية.

إن كانت الحروب والاعتداءات الحربية استباحت الأرض فبالتأكيد لن تتمكن من السيطرة على الانسان فيظل مقاوماً، والبلدية مسؤوليتها التنظيم والتخطيط للارض حفاظاً على هيبة الدولة!

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدلله رب العالمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي