No Script

من الخميس إلى الخميس

الأمل الذي نعيش من أجله

تصغير
تكبير

جهنم الأرض تحوم حولنا، اليوم نحن في أوج اشتعالها، داخلنا صراع وحولنا صراعات، من فوقنا خطر، ومن تحتنا خطر، وعن يميننا خطر، وعن شمائلنا خطر، فكيف لنا وسط كل تلك الصراعات أن نفكر وأن نرتب أولوياتنا أو أن نشارك في التنمية.

عقولنا مُعَطّلة وألسنتنا مشغولة بالصراعات، الفتن أضحت تشغل الحيز الأكبر في عقولنا، قبل عقدين من الزمن كان طائر الأمل يُحلّق في سماء العروبة، سقط طاغية العراق وتحركت جماهير العروبة في كل بقاع العالم العربي تطالب بالحرية والعدالة والمساواة، حلمت جماهير العروبة بحكم ديموقراطي يتمتع فيه الإنسان العربي بما يتمتع به الإنسان في أوروبا وأميركا والهند واليابان، لكن حلمنا تحول إلى كابوس، لقد غدونا مثاﻻً يُروى.

غدونا كالطاعن في السن الذي تناول المقويات ليستمتع بالحياة فتعطل لديه ما بقى من مقومات الحياة، فشل القلب وتوقفت الكلى وتضخم الكبد، كان يسعى لحياة أفضل فانتهى في العناية المركزة للحفاظ على حياته.

انتشرت بيننا جميع الأمراض المسجلة بأنها عدوة التنمية والاستقرار، أمراضُ الطائفية والتخوين والتعصب القبلي والتملق السياسي والفساد المالي والأخلاقي، أصبحنا ﻻ نكتفي بالصراخ والسباب ضد بعضنا؛ وﻻ نكتفي بتخوين بعضنا على منصات التواصل الاجتماعي ولم نكتفِ بتوظيف الأعوان وصنع المجاميع من أجل نشر الفتن وتحقير الخصوم،لا لم نكتفِ بذلك ففي بعض بلادنا العربية حملنا السلاح بكل ألوانه من المسدس إلى الصاروخ، ومن السيارة المصفحة إلى الدبابة المجنزرة، من أجل تهديد أبناء وطننا خدمة لمصالح دول أخرى دون حياء وأمام أعين العالم كله.

لقد تحول الأمل إلى ألمٍ ﻻ يُطاق، ولو أننا كنا نألم من ضرر أعدائنا لصَبرنا لعلمنا أنهم يألمون كما نألم ونرجو من الله ما ﻻ يرجون، لكن الطامّة أن أدوات الهدم منا، من جلدتنا ويتكلمون لغتنا، ولكنهم يلتحفون التطرف أو التغريب بل ويعملون من أجل نشر تلك الكبائر بيننا.

من المضحك أن نطالب اليوم حكوماتنا العربية بالاهتمام بالبحث العلمي أو الاعتناء بنظافة البلد أو بالاهتمام بالتعليم والصحة كلها أصبحت هوامش، فالوضع حولنا أصبح أكثر خطورة؛ فاليوم نحن في قلب عاصفة جديدة تجتاح العالم ولكننا نحن لم نستعد لها، قد نخسر كل شيء لسبب بسيط أننا لم نُعّد أي شيء لمثل هذا اليوم، لم نخطط للتقلبات الدولية ولم نُعد العدة للمستجدات المقبلة.

يا حكام العالم القوي، يا من تبنيتم خلافاتنا وساندتم أعداء أمتنا من أجل أن يتوغلوا داخل أوطاننا وينفذوا أهدافكم بيننا، يا حكام العالم القوي إننا نعلن استسلامنا ونعلن توبتنا، فالديموقراطية ماركة مسجلة باسمكم، لقد أخطأنا وحاولنا تقليدها، أرجوكم سامحونا، لن نفعلها مرة أخرى فقط أعيدوا لنا استقرارنا، اطلبوا من المناذرة والغساسنة أن يخففوا عنا أذاهم، دعونا نطور أوطاننا دون تربص الحشد والدواعش الذين أرسلتموهم علينا من سراديب الجهل ومن دون أحزاب الشياطين التي باعت أوطاننا بثمن بخس، ومن دون خوف من أن نكون حطب الحرب المقبلة كما كنا حطب حربيكم العالمية الأولى والثانية.

وأنتم يا شباب أمتنا العربية الأنقياء يا من تملكون الأمل والتفاؤل، يجب عليكم الحفاظ عليهما فهما النور الذي ما زلنا نراه في آخر النفق ونعيش جميعاً من أجله.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي