جبال الغبار داهمتها فحجبت ملامحها وانعدمت الرؤية الأفقية وساد اللون البرتقالي طوال النهار
معالم الكويت غابت... موقتاً
- جمال إبراهيم لـ «الراي»: طقس مستقر الثلاثاء يستمر حتى الخميس من دون غبار
- ياسر البلوشي: انعدام الرؤية سببه ضخامة الموجة الغبارية القادمة من العراق وسورية
- الفريق البرجس أعطى تعليمات بانتشار أمني واسع ومراقبة دقيقة للمنافذ الحدودية
- الصايغ لـ «الراي»: نسّقنا مع وزارة الصحة لتلقي بلاغات مرضى الربو والحساسية عبر غرفة العمليات
للمرة الثالثة خلال الشهر الجاري، أعادت العاصفة الغبارية، كرتها وبقوة أمس، حيث لفّ الغبار الكثيف جميع مناطق البلاد في أقل من ساعة ونصف الساعة، منذ دخوله من الأطراف الحدودية المشتركة مع العراق والسعودية، فيما أرجع خبراء الأرصاد الجوية لـ«الراي» سبب العاصفة الغبارية إلى تأثر المنطقة بمنخفضات جوية، أسهمت في نشاط رياح مثيرة للغبار في العراق والسعودية والكويت.
فمع انتصاف النهار، زحفت كتل غبارية تشبه الجبال على الكويت، تسيّرها رياح شمالية غربية تزيد سرعتها على 60 كيلومتراً، لتطمس معالم البلاد، بدءاً من مناطق محافظة الجهراء وصولاً إلى البحر، ليستحيل الجو، بعدها إلى لون برتقالي حجب الرؤية إلى أقل من 200 متر، وانعدامها في بعض المناطق، الأمر الذي شل حركة الطرق، وأوقف الملاحة الجوية في مطار الكويت موقتاً، فيما استنفرت وزارة الداخلية بكامل أجهزتها، في الداخل للسيطرة على الطرق وتفادي الحوادث، وعلى الحدود لمنع استغلال ضعاف النفوس للطقس والتسلل أو تهريب الممنوعات.
وتوقع خبير الأرصاد الجوية جمال إبراهيم لـ«الراي» أن يسود البلاد اليوم الثلاثاء، طقس مستقر يستمر حتى الخميس، في ظل رياح شمالية غربية خفيفة إلى معتدلة تتراوح سرعتها ما بين 25 إلى 40 كيلو متراً في الساعة، متوقعاً أن يكون الطقس صافياً دون غبار أو أتربة. وأوضح أن الرياح الشمالية الغربية النشطة فاقت سرعتها الـ 55 كيلو متراً في الساعة، الأمر الذي ساعد على سرعة انتشار العاصفة الغبارية وتغطية جميع مناطق الكويت في غضون ساعة ونصف الساعة.
من جانبه، قال رئيس قسم التنبؤات البحرية في إدارة الأرصاد الجوية ياسر البلوشي «إن دخول الموجة الغبارية (أمس) من ناحية العبدلي والسالمي في توقيت واحد يعود لضخامة الموجة الغبارية القادمة من العراق وسورية».
وأوضح البلوشي أن محطات الرصد سجلت انخفاضاً في معدل الرؤية الأفقية، حيث بلغت في منطقة العبدلي 200 متر، في حين بلغت في اللياح 300 متر والسالمي 500 متر، كما أن هذه الرؤية انعدمت في الكثير من المناطق خصوصا المناطق البرية المكشوفة.
ومواكبة للعاصفة الغبارية، علمت «الراي» من مصادر أمنية، أن وكيل وزارة الداخلية الفريق أنور البرجس، أبلغ قطاعات المرور والنجدة والأمن العام والمباحث، بضرورة الانتشار الأمني في عموم المحافظات، واتخاذ أقصى درجات التأهب مع موجة الغبار، مع التشديد على مراقبة الحدود البرية والبحرية.
وقالت مصادر أمنية إن تعليمات البرجس جاءت لحماية المواطنين والمقيمين، وتقديم كل سبل التعاون، والمساعدات الانسانية واستقبال البلاغات، عبر غرفة العمليات وتلقي البلاغات والتعامل معها فوري، مشيرة إلى أن البرجس تابع عبر غرفة التحكم والعمليات دور رجال الأمن، والانتشار الأمني في الطرق السريعة والمناطق الداخلية والمنافذ الحدودية البرية والبحرية، وحماية الأرواح والممتلكات، بالاضافة الى الدوريات الراجلة في الأسواق والبنوك.
من جانبه، شدد وكيل وزارة الداخلية المساعد لقطاع العمليات والمرور اللواء جمال الصايغ على ضرورة أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر خلال قيادة المركبات. وقال لـ«الراي» إن قطاع المرور والعمليات عمل بكامل طاقته وبحالة استنفار كاملة، خصوصاً بعد انخفاض الرؤية وانعدامها في بعض المناطق.
وأوضح الصانع أنه تم التنسيق مع وزارة الصحة وعمل ربط مستمر ومتواصل لتلقي بلاغات مرضى الربو والحساسية، وطلب الإسعاف عبر غرفة العمليات والبلاغات المركزية.
العاصفة خفضت أحمال الكهرباء 600 ميغاواط
خففت العاصفة الغبارية، من حدة ارتفاع معدل استهلاك التيار الكهربائي، حيث انخفض مؤشر الأحمال، فور دخول العاصفة وتغطية مناطق الكويت بالغبار، 600 ميغاواط. وسجل المؤشر في الواحدة والنصف ظهراً قبيل دخول العاصفة الرقم 13300 ميغاواط، قبل أن ينخفض بعد دخول العاصفة في الثانية والنصف ظهرا إلى 12700 ميغاواط. وأفاد خبراء مختصون في تقنيات الألواح الكهروضوئية التي تنتج الطاقة الكهربائية أن الدراسات والتجارب لتأثر الألواح الشمسية بالعواصف الغبارية، تثبت أن نسبة الفاقد يمكن أن تصل إلى 20 في المئة خلال العواصف الترابية الكثيفة.
توقف موقت للملاحة الجوية
توقفت حركة الملاحة الجوية في مطار الكويت الدولي موقتا من الساعة 2.20 بعد الظهر حتى الساعة 5.50 مساء مع سيطرة موجة الغبار على الأجواء.
وأوضح نائب مدير الإدارة العامة للطيران المدني لشؤون خدمات الملاحة الجوية عماد الجلوي لـ «كونا» أن حركة الطائرات تأثرت بحالة الجو الحالية، فيما تمت لاحقاً إعادة جدولة مواعيد الرحلات والعودة إلى حركة الطيران الطبيعية.
... والملاحة البحرية
أكد الناطق الرسمي باسم مؤسسة الموانئ الكويتية عيسى الملا أن حركة الموانئ توقفت موقتاً بسبب تدني الرؤية، مبيناً أنه يمكن للسفن المغادرة بعد تحسن الأحوال الجوية.
عمليات النفط والتصدير... لم تتأثر
| كتب إيهاب حشيش |
أكدت مصادر نفطية رفيعة لـ «الراي» عدم تأثر عمليات إنتاج النفط والتصدير، قائلة إن العمل سار بشكل طبيعي، وهناك إجراءات احترازية للعمل بالمواقع في مثل هذه الأجواء تم اتخاذها من حيث الملابس الوقائية للعاملين وغيرها.
وعن عمليات التصدير البحرية، قالت المصادر إنها «سارت بشكل طبيعي، ومع إغلاق الموانئ فإن الإجراءات المتبعة تتمثل في إعادة جدولة السفن، وهو أمر طبيعي لا يؤثر على العمليات النفطية»
نصائح صحية
| كتب عمر العلاس |
استنفرت وزارة الصحة مؤسساتها الصحية والعلاجية، تفاعلاً مع موجة الغبار، مؤكدة توافر الأدوية والمستلزمات الخاصة بالمضاعفات الصحية، والتي قد تترتب جراء هذه الموجة من الغبار، سائلين الله للجميع السلامة والحفظ. وقدمت الوزارة نصائح صحية لتجنب أي مضاعفات قد تحدث بسبب الغبار، منها:
- عدم التعرّض المباشر للغبار.
- عدم مغادرة المنزل إلا للضرورة.
- إغلاق النوافذ والأبواب بصورة محكمة.
- ارتداء الكمامة عند الاضطرار للخروج.
- غسل الوجه والأنف والفم بشكل متكرر وتجنب فرك العينين.
- التأكد من توافر الأدوية للأشخاص الأكثر عرضة لأمراض الحساسية والربو.- طلب المساعدة عند الضرورة عبر أرقام الطوارئ، أو التوجه للمراكز الصحية والمستشفيات.
