No Script

قبل الجراحة

الدكتور أنور العنزي

تصغير
تكبير

هناك أشخاص لهم ذكريات جميلة يصعب نسيانها.

لقد حزن الجسم الطبي بخبر وفاة الدكتور أنور العنزي استشاري الجهاز الهضمي.

الدكتور أنور العنزي من الأطباء الذين لهم معي شخصياً ذكريات يصعب نسيانها، فقد تم قبولنا في كلية الطب بالكويت بدفعة واحدة... كانت بشاشته وابتسامته التي لا تفارقه أبداً، بالإضافة إلى أخلاقه أهم ما تميز به الدكتور أنور.

لقد زاملته في كلية الطب، فكان خير الأخ والصديق، لم يبخل يوماً بمساعدة أي من الزملاء، فكان صديقاً للجميع واستطاع من أول أيام دخوله لكلية الطب من أن ينال احترام الجميع من طلبة وهيئة تدريسية.

كان بالفعل مثالاً جميلاً لطالب الطب الذي يحتذى به لما يتمتع به من حسن الخلق والمثابرة والإصرار على تلقي العلم.

بعد التخرج قرر أن يكمل مسيرته العلمية في كندا، فكان أيضاً مثالاً رائعاً للطبيب الكويتي، وهناك وبالرغم من صعوبة الغربة إلا أنه أبدع بعمله في المستشفيات الكندية فكان محل ثقة من الجميع.

شارك بالعديد من البحوث العلمية التي نشرت بأعرق المجلات العلمية، وقام أيضاً بنشر العديد من البحوث التي ساعدت بتطوير تخصصه.

بالرغم من جميع الإغراءات التي عرضت عليه للبقاء في كندا للعمل هناك، وعدم العودة للكويت، إلا أنه قرر العودة من أجل خدمة أهل بلده، وجميع المقيمين في الكويت من دون أي تمييز... وحتى بعد عودته وبسبب إخلاصه لبلده رفض جميع العروض التي قدمت له من دول الخليج.

بوفاة الدكتور أنور العنزي، فقدت الكويت طبيباً ذا أخلاق عالية وذا علم رفيع، فقدت الكويت أحد الأطباء المخلصين بعملهم، فقدت الكويت أحد الأطباء الذين جعلوا خدمة المريض هي همهم الأول.

وفقدت أنا والجسم الطبي والمرضى صديقاً مخلصاً وعزيزاً... رحم الله الدكتور أنور العنزي وأسكنه فسيح جناته.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي