خلال استضافته في «الملتقى الثقافي 10»

حمد العيسى: هذه معاناتي مع «الهوس الاكتئابي»

تصغير
تكبير

- ترجمتُ 30 كتاباً... ولم أتقاضَ أكثر من 1200 دولار
- بعد إصدار «أسبوع رديء آخر» استشعرت بأنني غير جيد في الكتابة القصصية

رأى المترجم السعودي الدكتور حمد عبدالعزيز العيسى أن المترجم أو المؤلف العربي مظلوم، لأنه لا يلقى مردوداً مادياً من الناشر إزاء ما يبذله من جهد في ترجمة الكتب أو تأليفها، لافتاً إلى أن المبدعين ولا سيما المبدعات منهم تربطهم روابط كبيرة مع الأمراض النفسية، «وقد ترجمت (فصلاً من كتاب) عن هذا الموضوع، ولكنني قوبلت بانتقادات شديدة في السعودية»، مبيناً أنه كابد خلال مشواره معاناة طويلة مع «الهوس الاكتئابي»، «حتى أن الأدوية لم تعد مجدية لإنهاء هذه المعاناة».

كلام العيسى، جاء خلال الأمسية الثقافية التي أقيمت الخميس الماضي ضمن الموسم الثقافي العاشر لملتقى الأديب طالب الرفاعي وتعنونت بـ«شهادة مترجم»، بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين، تتقدمهم الكاتبة القديرة ليلى العثمان، والدكتور علي العنزي، والمخرج الفنان عبدالعزيز الحداد، والكاتبة هبة مندني والدكتور المترجم مكرم عباس، وغيرهم.

فبعد الترحيب بالضيوف، استعرض الأديب الرفاعي السيرة الذاتية للكاتب والمترجم العيسى، مشيراً إلى أنه بالأساس كان مهندساً مدنياً وقد عمل لمدة 20 عاماً في الهندسة المدنية، ولكن بعد تقاعده أكمل دراسته الجامعية ونال الدكتوراه في الترجمة وكان جزء منها في الفلسفة، كما لديه الكثير من الدراسات والكتابات. وأوضح أنه في العام 2015 اجتاز عدد الكلمات التي ترجمها مليون كلمة، حيث إنه بدأ حياته قصّاصاً، ولديه مجموعة قصصية بعنوان «أسبوع رديء آخر».

بدوره، أوضح العيسى أنه بدأ في ترجمة الدراسات والكتب في العام 2004، بعد أن حصل على تقاعد طبي من شركة «أرامكو» التي كان يعمل بها إثر تدهور حالته الصحية، «وترجمت منذ تلك الفترة وحتى يومنا هذا 30 كتاباً بمعدل مليوني كلمة، ولم أتقاضَ سوى مبلغ بسيط لا يتعدّى 1200 دولار».

وتطرق إلى ما وصفه بـ«مأساة المترجم» مع الناشر، «حيث إن الأخير لا يدفع للمترجم نظير ما يبذله من جهود مضنية، بل يعرض عليه مقابل ذلك بعض النسخ المجانية»، مؤكداً أنه يعكف يومياً على ترجمة 1000 كلمة كحدٍ أقصى، كما أنتج خلال جائحة كورونا 4 كتب، اثنان منها عن الإسلام السياسي.

وأضاف: «الترجمة تحتاج إلى صبر ونظام في الوقت، كي يستطيع المترجم التلذذ بعمله، فأنا أقوم بمراجعة الترجمة 4 مرات على الأقل قبل اعتمادها رسمياً، لضمان الجودة». منتقداً في الوقت ذاته بعض الكتب التي لا تحظى بترجمة مثالية، جراء الضغوط التي يتعرّض لها المترجم من الناشر بغية إنجازها على وجه السرعة، بالإضافة إلى أنه كل من هب ودب أصبح مترجماً.

وأشار إلى أنه بعد إصدار مجموعته القصصية «أسبوع رديء آخر» ومتابعة ردود الفعل، «استشعرت بأنني غير جيد في الكتابة القصصية، فلم أرَ أصداء مشجعة لمواصلة العمل في هذا المجال، فاتجهت إلى الترجمة لأكون مترجماً مستقلاً من دون الخضوع إلى أوامر الناشر وهذا شيء نادر، لأن جميع المترجمين يعملون بالأجرة، فكل الكتب التي ترجمتها كانت باختياري ومنها كتاب مهم جداً عنوانه (قصص لا ترويها هوليوود) يقع في 200 صفحة».

مليونا كلمة

خلال الأمسية، قال العيسى: «في العام 2015 بلغت في الترجمة حاجز المليون كلمة، وهنا راجعت حساباتي عمّا إذا كنت سأواصل المشوار أم أتوقف عند هذا المليون، فقررت عمل مشروعي الخاص بالدراسات النادرة، وهو عبارة عن مختارات لا تعتمد على ترجمة الكتب، بل أنا من يقوم بصناعة الكتاب المترجم بنفسي، عبر الذهاب إلى المجلات التي تُعنى بشؤون الشرق الأوسط، فأختار منها الدراسات، ثم أقوم بجمعها وترجمتها وإضافة الهوامش إليها لتصدر في كتاب نادر، والحمدلله استمر المشروع حتى الكتاب العاشر وهو بعنوان (القنبلة) الذي قمت بتوقيعه قبل يومين مع دار (ذات السلاسل)، وبذلك أكون قد ترجمت مليوني كلمة. والحمدلله استطعت الحصول من خلال هذه الدوريات الأجنبية على بحوث نادرة في الأدب العربي».

وختم العيسى أن الكثير من المتابعين يطالبونه بمواصلة الإصدارات السياسية، ولكنه يرى أن الإصدارات الأدبية أهم بكثير، متمنياً التركيز عليها في المستقبل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي