لو قلت لامرأة عجوز: جهزي نفسك، كلما اردت السفر بالطائرة فسيصورونك عارية ليتأكدوا بأنك لا تحملين متفجرات، فإنها ستصيح بأعلى صوتها «واخزياه (ياللخجل) يفصخوني ملابسي في المطار امام خلق الله، هذا هو يوم الحشر!!».
انه فعلا شيء مخجل ان يرى الانسان صورته بالسكانر الذي بدأوا بتركيبه في المطارات ليكشف الناس كما ولدتهم امهاتهم بعدما حدثت محاولة خطف طائرة ركاب اميركية قبل ايام.
المشكلة هي ان تنظيم القاعدة كلما فشلت خطته في تفجير طائرة او عمل تخريبي يبتكر عشر طرق بديلة، فهل يظل العالم يزيد من احتياطاته في كل مرة، ويبهدل خلق الله؟!
ان عملية ركوب الطائرات قد اصبحت نوعا من الشقاء في المطارات الغربية من طوابير طويلة وتفتيش دقيق ونزع للاحذية والاحزمة، وعندما حاول بعض الارهابيين تفجير طائرات اميركية عدة عن طريق مزج سوائل لتصبح قنابل تم منع حمل السوائل على متن الطائرات والادوية وهكذا.
ولنفترض ان تنظيم القاعدة قد اعتمد طريقة زرع المتفجرات تحت الجلد او داخل الامعاء فهل سنخترع سكانر لعرض احشاء الانسان وكل ما في بطنه؟!
انها فعلا مشكلة عويصة، لا ندري ما الحل لها، ومن يصدق بأن هنالك تنظيمات في العالم تحمل كل هذا الحقد على البشرية بل من يصدق بأنها تفعل كل ذلك باسم الاسلام دين السلام؟!
شيخ الكتّاب الكويتيين الذي يبدو بأنه قد فقد بوصلته بعدما بلغ من الكبر عتيا اعتبر تلك الاعمال قد تخصصت بها الحركات الاسلامية في العالم لتدمير البشرية واوصى بأن تستثني الدولة المحجبات والمنقبات من السفر بالطائرات. من يصدق بأن من المسلمين اليوم من يحمل كل ذلك الحقد على كل ما هو اسلامي ولا يفرق بين تنظيمات تكفيرية اجرامية وبين ملايين الدعاة الاسلاميين الذين يحملون راية الحب والسلام للبشرية، ويدعون إلى مكارم الاخلاق؟!
مخابرات فاشلة
الرئيس الاميركي باراك اوباما ذكر في خطاب له بأن المخابرات الاميركية كان لديها جميع المعلومات عن محاولة تفجير الطائرة الاميركية ايام عيد الميلاد لكنها لم تتحرك لتفعل شيئاً، وهذا يدل على ان محاربة الارهاب تتطلب ما هو اكبر من اجراءات تفتيشية في المطارات وعلى الحدود، وتتطلب يقظة كاملة من الاجهزة الامنية لمتابعة العناصر الارهابية ورصد تحركاتها لإفشال خططها بدلا من ان يتحمل الناس تبعات فشل تلك الاجهزة.
د. وائل الحساوي
[email protected]