ملتقى «هندسة من أجل مجتمعات مستدامة» يؤرخ لـ «المرحلة الحاسمة»
دبي في ظل «برج خليفة»: عاصمة للمهندسين... أيضاً
جانب من الجلسة الخامسة من المؤتمر
مكتوم بن محمد يتقدم الحضور في الافتتاح
العبار متحدثاً في الافتتاح
منى المري تلقي كلمتها
دبي في ظل برج خليفة (رويترز)
|دبي- من فجر علي|
إنها الساعة الثالثة عصراً في دبي. على بعد كليومتر وأكثر من «برج خليفة»، يسير اثنان من الأجانب الساكنين في المدينة في الظل الممتد من «برج خليفة». إنه الظل الأطول في العالم للمبنى الأكثر ارتفاعاً في العالم. يقول أحدهما لصاحبه إن دبي في ظل «برج خليفة» ستكون مختلفة عن الحياة من دونه.
طوال العقدين الماضيين كان «برج العرب» هو «الرمز» المعماري الذي يشير إلى دبي، تماماً كما ترمز الأبراج ذات الكرات الزرقاء العملاقة إلى الكويت، وكما ترمز صخرة الروشة إلى بيروت، والأهرام إلى مصر، وبرج «المملكة» إلى الرياض، وبرجا «بتروناس» إلى ماليزيا.
الآن بات لدبي رمز جديد لا يزاحمه رمز. وبات على كليات الهندسة حول العالم أن تضيف إلى مقرراتها شيئاً عن «الحدث» الهندسي الأبرز في التاريخ الحديث. من الصعب بعد الآن أن يتخرج أي مهندس في العالم من دون أن يتعلم شيئاً عما جرى في دبي في فجر العقد الثاني من الألفية الثالثة، كما من الصعب لأي مؤتمر هندسي أن ينعقد في أي بقعة من بقاع العالم من دون أن يتطرق الحديث إلى «برج خليفة».
كان لا بد للحدث الهندسي أن يبرز وسط ضوضاء المدينة المحتفية ببرجها العملاق، وبحاكمها الذي كسب رهاناً جدياً في العيد الرابع لجلوسه على كرسي الحكم.
دبي مدينة عالمية للمهندسين. بهذا العنوان يمكن تلخيص «ملتقى دبي، هندسة من أجل مجتمعات مستدامة»، الذي افتتح أمس تحت رعاية نائب الرئيس رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وبحضور نائب حاكم دبي الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم.
وجد المهندسون الأكثر شهرة في العالم فسحة للالتقاء والاحتفاء بـ «حصتهم» من الحدث، فيما كانت دبي تواصل احتفالاتها بتدشين «برج خليفة» في أجواء احتفالية كرنفالية طغت على كافة الأحداث العالمية وأبرزتها وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية.
وحضر الجلسة الافتتاحية لـ «ملتقى دبي» رئيس مجلس إدارة إعمار محمد علي العبار، والرئيس التنفيذي لمكتب «براند دبي» منى المري، وعدد من مسؤولي الدوائر الحكومية في دبي، ونخبة من الخبراء والمعنيين بمجال الهندسة المعمارية في كافة التخصصات، إلى جانب مهندسين معماريين وأكاديميين، وإعلاميين مختصين في فن العمارة والثقافة من المنطقة ومختلف أنحاء العالم.
وفي كلمتها الترحيبية بضيوف الملتقى قالت منى المري، إن افتتاح «برج خليفة»، الذي يعد أحد معالم دبي الجديدة التي ستكون علامة بارزة يتحدث عنها المهندسون والفنيون وخبراء العمارة وطلاب الهندسة والعالم بأسره. كان بالنسبة لشعب دولــة الإمارات شاهدا على إرادة هذا الشعب وثمرة جهود كبيرة ورؤية ثاقبة وحكيمة جعلت من دولة الإمارات الفــــتـــيــة نقطة جذب عالمية يؤمها الزوار للإطلاع على هندسة عمارتها وتصاميمها.
وأضافت أن دولة الإمارات سخرت موارد عديدة لضمان استدامة وتطور المجتمع وتنميته، حيـــــث يأتـــي ملتقى دبي الذي يعقد تحت عــــــنوان هندسة من أجل مجتمعات مستدامة ليلقي الضوء على التحديات التي نتشارك فيها جميعا وفي كل أنحاء العالم، معربة عن أملها في أن تتمكن جلسات الملتقى من بلورة مخرجات مفيدة في مجال الهندسة والتخطيط والتنمية المستدامة، حيث سيتم العمل على توثيق هذه المخرجات وتوفيرها لكافة المهتمين.
ومن جانبه قال محمد علي العبار في كلمته إن «برج خليفة» اليوم باسمه الجديد هو علامة فارقة ورسالة للعالم أجمع وإنجاز حضاري جديد يضاف إلى قائمة الإمارة الحافلة بالإنجازات. والأهم من ذلك هو أن برج خليفة ليس رمزا فقط لدولة الإمارات إنما للعالم العربي أيضا. فالإمارات على طريقتها الخاصة تستعيد روح العصر الذهبي للنهضة العربية حيث كان أجدادنا يصدرون إلى جميع أنحاء العالم العلوم والرياضيات وحتى الفنون المعمارية والهندسية.
وأشار العبار في كلمته إن هذا البرج مثل علامة قـــــوية على قدرة العقل البشـــري على الإنجاز، ومحاولة تخطي العقبات والتعاون بين كافة الشرائح والجنسيات لإحداث التنمية المستدامة التي تحدث فرقاً في البيئة التي نعيش فيها، مشدداً على أن الشـــرق الأوسط في حاجة ماسة إلى التفاؤل بالرغم من كل الأخبار السيئة القادمة من عـــــديد من البلدان مثل أفغانستان، والعراق، وفلسطين واليمن، وغيرها من البلدان.
واكد العبار أهمية المضي قدماً في المزيد من المشاريع التي تمثل إضافة للرفاهية والتنمية المستدامة، موضحاً أن بناء البرج الأطول في العالم بالروح التي زرعها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وبضرورة الانفراد والذهاب المبكر للعمل كل صباح وهي الأمور التي جعلتنا مهتمين ومرتبطين بمدينتنا التي نسعى لأن تكون أجمل مدينة في العالم بأعلى معايير للجودة. وأكد العبار مجدداً أنه طالما هناك قيادة حكيمة وملهمة فإنه يمكننا أن نفعل الكثير وأن ننمي من قدراتنا.
وأشار إلى أن الـ 12 ألف شخص الذين ساهموا في تشييد برج خليفة سيفتخرون بسيرتهم الذاتية لمشاركتهم في أغنى تجربة عمرانية في العصر الحديث والذي أردنا من خلالها أن نرسم البسمة على شفاه كل الذين شاركوا في بناء هذا الصرح، وكل شعب الإمارات مطالباً الشباب المجتمعين في ملتقى دبي بالتجرؤ على الحلم وبشكل واسع لكي يتمكنوا في المستقبل من بناء الإنجاز تلو الآخر.
مــــن جانبـــه، قــــال جــــورج كامبل رئيس جميعـة كوبر لتطوير الفنون والعلوم أعرق المؤســسات الأكاديمية التي تتخذ من نيويورك مقرا لها والتي يعود تاريخ تأسيسها إلى أكثر من 150 عاما، والمشــــاركة في تنظيم الملتقى، إن برج خليفة يعد إنجازاً في تاريخ الهندسة المعـــــمارية حيث تــــــم إنجازه خلال فترة قصيرة من الزمن، معتبراً أن البرج الذي تطلب ابتكاراً فنياً يمثل شرفاً كبيراً لناطحــات الســــحاب حول العالم.
وأضاف أن برج خليفة ليس هو الابتكار الوحيد في دبي ولكن الكثير من التطورات الجديدة فيها تعد من الأشياء المتميزة حيث تشعر بالتفاؤل والأمل والإلهام عندما تجوب هذه المدينة الفريدة، معرباً عن سعادة جمعيته بالمشاركة في هذا الملتقى حيث يمكن لخريجها وطلبتها الاستفادة مما يحدث في دبي. وقال: ليس هناك شك في أن برج خليفة يمثل نجاحاً للروح الإنسانية، حيث إن الهندسة المعمارية تؤثر على حياتنا بشكل عميق وتجسد تعبيراً عن الإنسان وطموحاته والفرص المتاحة في الحياة البشرية.
وقام خلال الجلسة الافتتاحية لاني جيه ديفيس المحامي والمستشار الخاص السابق في البيت الأبيض، بنقل رسالة من هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية قدمت خلالها تحياتها لصاحب السمو الشــــيخ محمد بن راشد آل مكتوم وهنأته على إتمام تشييد برج خليفة، مشيدة بجهود سموه في السعي لمحاولة التعاون الدولي في الاقتصاد والتنمية المستدامة، كما أعربت عن تمنياتها بنجاح المؤتمر وتعزيز أواصر الصادقة بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية.
وكان المشاركون في الجلسة الأولى لملتقى دبي قد عزفوا سيفمونية إشادة وإعجاب بالمستوى المعماري المتقدم والراقي المعتمد على فكر التنمية المستدامة الذي أرساه برج خليفة، حيث تناول المتحدثون خلال الجلسة التي عقدت تحت عنوان «العمارة والمجتمعات المستدامة» وأدارها الدكتور طيب كمالي نائب رئيس كليات التقنية العليا بالإمارات، المظاهر التي ستنتج عن تشييد البرج ومساهمته في إلهام أجيال المستقبل.
وقال، الشريك في مؤسسة «سكيدمور أوينغز آند ميرل»، وكبير المهندسين المعماريين في برج خليفة، جورج افستاثيو إن هناك أمورا ثلاثة يجب على المعماريين الاهتمام بها هي الكثافة السكانية، والارتباط بالتقاليد والممارسات المتعلقة بالهندسة المعمارية، والاستدامة، معتبراً أن برج خليفة اختصارلكل التفاصيل في عالم المعمار بما يشمل المولدات والتصاميم والجدران، مع الأخذ في الاعتبار العمل على توفير الطاقة.
وقال لاني جيه ديفـــيس، إن دبي تربتـــط بالإبـــــداع واستقـــــطاب عيون ملايين البشر للبرج الذي يعد قصة رائعــــــة تأتي في ظل الضغط الاقتصادي في أميركا ومختلف مناطق العالم، حيث يمكن للعالم أن ينظر إلى قصة دبي ويتعلم منها حيث إن هذه المدينة واجهت العقبات ولكنها ظلت تحتفظ بالأمل، فدبي تحاول توفير فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة وإعطاء الأمل للأشخاص من كافة الجنسيات والخلفيات.
بدوره، قال مهندس ومدير «هابسيتوس» لبنان، نديم كرم إن دبي عبرت عن نفسها من خلال أفكار إبداعية خاصة، ولديها الجرأة الكافية التي لا توجد لدى أي مدينة أخرى في العالم، فدبي مدينة تحب التحدي والديناميكية والسرعة والتي تقترب من سرعة سلسلة أفلام حرب النجوم، مشيراً إلى أنه يجب على دبي أن تعطي أولوية في المرحلة المقبلة لموضوع الترابط والهوية.
صدر الدين حشواني المطور المعماري ورئيس مجموعة هاشو باكستان، قال إن دبي تبني لمستقبل مستدام وتسعى لازدهار كل المنطقة، وهي تعد ملهماً ومحفزاً للعديد من البلدان التي تواجه مشاكل متنوعة، حيث تتعلم منها البلدان كيف تبني للأجيال والمجتمعات الجديدة.
ومن الهند قالت كوهيليكا كوهلي، الحاصلة على جائزة العام للمهندسين المعماريين الشباب إن عدد سكان العالم يبلغ 6.8 مليار نسمة 70 في المئة منهم يعيشون في القرى، مؤكدة أن هناك محاولات لإعادة صياغة مبدأ المعمار والسعي لتنمية المجتمعات ما يسهم في تخفيف الضغط على الشعوب، مشيرة إلى أن التنمية المستدامة عملية مهمة دون تعريض الأجيال للخطر، ضمن محالاوتها للتركيز على الطاقة بتدابير معينة.
ومن الكويت قال المؤسس والمدير الشريك للمكتب العربي للاستشارات الهندسية، الدكتور صباح الريس إن ما يستحق أن يبقى من الأبنية التي يبنيها العالم يقدر بنسبة 10 في المئة وتلك هي التي تنطبق عليها معايير الاستدامة، والبقية لا تتناسب مع وجودها على الأرض، مشيراً إلى أن دبي والكويت وقطر أمثلة يحتذى بها في هذا المجال.
مؤكداً أن كل جـــيــــل لديه حق في التاريخ أن يضع بصمــــته على زمنه دون أن يكون مضطراً إلى نسخ تجارب الماضي، وهذا هو الإبداع، معتــــبراً أن برج خليفة هو أحد هذه الأمثلة على بصمة الجيل الحالي على الزمن.
إنها الساعة الثالثة عصراً في دبي. على بعد كليومتر وأكثر من «برج خليفة»، يسير اثنان من الأجانب الساكنين في المدينة في الظل الممتد من «برج خليفة». إنه الظل الأطول في العالم للمبنى الأكثر ارتفاعاً في العالم. يقول أحدهما لصاحبه إن دبي في ظل «برج خليفة» ستكون مختلفة عن الحياة من دونه.
طوال العقدين الماضيين كان «برج العرب» هو «الرمز» المعماري الذي يشير إلى دبي، تماماً كما ترمز الأبراج ذات الكرات الزرقاء العملاقة إلى الكويت، وكما ترمز صخرة الروشة إلى بيروت، والأهرام إلى مصر، وبرج «المملكة» إلى الرياض، وبرجا «بتروناس» إلى ماليزيا.
الآن بات لدبي رمز جديد لا يزاحمه رمز. وبات على كليات الهندسة حول العالم أن تضيف إلى مقرراتها شيئاً عن «الحدث» الهندسي الأبرز في التاريخ الحديث. من الصعب بعد الآن أن يتخرج أي مهندس في العالم من دون أن يتعلم شيئاً عما جرى في دبي في فجر العقد الثاني من الألفية الثالثة، كما من الصعب لأي مؤتمر هندسي أن ينعقد في أي بقعة من بقاع العالم من دون أن يتطرق الحديث إلى «برج خليفة».
كان لا بد للحدث الهندسي أن يبرز وسط ضوضاء المدينة المحتفية ببرجها العملاق، وبحاكمها الذي كسب رهاناً جدياً في العيد الرابع لجلوسه على كرسي الحكم.
دبي مدينة عالمية للمهندسين. بهذا العنوان يمكن تلخيص «ملتقى دبي، هندسة من أجل مجتمعات مستدامة»، الذي افتتح أمس تحت رعاية نائب الرئيس رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وبحضور نائب حاكم دبي الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم.
وجد المهندسون الأكثر شهرة في العالم فسحة للالتقاء والاحتفاء بـ «حصتهم» من الحدث، فيما كانت دبي تواصل احتفالاتها بتدشين «برج خليفة» في أجواء احتفالية كرنفالية طغت على كافة الأحداث العالمية وأبرزتها وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية.
وحضر الجلسة الافتتاحية لـ «ملتقى دبي» رئيس مجلس إدارة إعمار محمد علي العبار، والرئيس التنفيذي لمكتب «براند دبي» منى المري، وعدد من مسؤولي الدوائر الحكومية في دبي، ونخبة من الخبراء والمعنيين بمجال الهندسة المعمارية في كافة التخصصات، إلى جانب مهندسين معماريين وأكاديميين، وإعلاميين مختصين في فن العمارة والثقافة من المنطقة ومختلف أنحاء العالم.
وفي كلمتها الترحيبية بضيوف الملتقى قالت منى المري، إن افتتاح «برج خليفة»، الذي يعد أحد معالم دبي الجديدة التي ستكون علامة بارزة يتحدث عنها المهندسون والفنيون وخبراء العمارة وطلاب الهندسة والعالم بأسره. كان بالنسبة لشعب دولــة الإمارات شاهدا على إرادة هذا الشعب وثمرة جهود كبيرة ورؤية ثاقبة وحكيمة جعلت من دولة الإمارات الفــــتـــيــة نقطة جذب عالمية يؤمها الزوار للإطلاع على هندسة عمارتها وتصاميمها.
وأضافت أن دولة الإمارات سخرت موارد عديدة لضمان استدامة وتطور المجتمع وتنميته، حيـــــث يأتـــي ملتقى دبي الذي يعقد تحت عــــــنوان هندسة من أجل مجتمعات مستدامة ليلقي الضوء على التحديات التي نتشارك فيها جميعا وفي كل أنحاء العالم، معربة عن أملها في أن تتمكن جلسات الملتقى من بلورة مخرجات مفيدة في مجال الهندسة والتخطيط والتنمية المستدامة، حيث سيتم العمل على توثيق هذه المخرجات وتوفيرها لكافة المهتمين.
ومن جانبه قال محمد علي العبار في كلمته إن «برج خليفة» اليوم باسمه الجديد هو علامة فارقة ورسالة للعالم أجمع وإنجاز حضاري جديد يضاف إلى قائمة الإمارة الحافلة بالإنجازات. والأهم من ذلك هو أن برج خليفة ليس رمزا فقط لدولة الإمارات إنما للعالم العربي أيضا. فالإمارات على طريقتها الخاصة تستعيد روح العصر الذهبي للنهضة العربية حيث كان أجدادنا يصدرون إلى جميع أنحاء العالم العلوم والرياضيات وحتى الفنون المعمارية والهندسية.
وأشار العبار في كلمته إن هذا البرج مثل علامة قـــــوية على قدرة العقل البشـــري على الإنجاز، ومحاولة تخطي العقبات والتعاون بين كافة الشرائح والجنسيات لإحداث التنمية المستدامة التي تحدث فرقاً في البيئة التي نعيش فيها، مشدداً على أن الشـــرق الأوسط في حاجة ماسة إلى التفاؤل بالرغم من كل الأخبار السيئة القادمة من عـــــديد من البلدان مثل أفغانستان، والعراق، وفلسطين واليمن، وغيرها من البلدان.
واكد العبار أهمية المضي قدماً في المزيد من المشاريع التي تمثل إضافة للرفاهية والتنمية المستدامة، موضحاً أن بناء البرج الأطول في العالم بالروح التي زرعها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وبضرورة الانفراد والذهاب المبكر للعمل كل صباح وهي الأمور التي جعلتنا مهتمين ومرتبطين بمدينتنا التي نسعى لأن تكون أجمل مدينة في العالم بأعلى معايير للجودة. وأكد العبار مجدداً أنه طالما هناك قيادة حكيمة وملهمة فإنه يمكننا أن نفعل الكثير وأن ننمي من قدراتنا.
وأشار إلى أن الـ 12 ألف شخص الذين ساهموا في تشييد برج خليفة سيفتخرون بسيرتهم الذاتية لمشاركتهم في أغنى تجربة عمرانية في العصر الحديث والذي أردنا من خلالها أن نرسم البسمة على شفاه كل الذين شاركوا في بناء هذا الصرح، وكل شعب الإمارات مطالباً الشباب المجتمعين في ملتقى دبي بالتجرؤ على الحلم وبشكل واسع لكي يتمكنوا في المستقبل من بناء الإنجاز تلو الآخر.
مــــن جانبـــه، قــــال جــــورج كامبل رئيس جميعـة كوبر لتطوير الفنون والعلوم أعرق المؤســسات الأكاديمية التي تتخذ من نيويورك مقرا لها والتي يعود تاريخ تأسيسها إلى أكثر من 150 عاما، والمشــــاركة في تنظيم الملتقى، إن برج خليفة يعد إنجازاً في تاريخ الهندسة المعـــــمارية حيث تــــــم إنجازه خلال فترة قصيرة من الزمن، معتبراً أن البرج الذي تطلب ابتكاراً فنياً يمثل شرفاً كبيراً لناطحــات الســــحاب حول العالم.
وأضاف أن برج خليفة ليس هو الابتكار الوحيد في دبي ولكن الكثير من التطورات الجديدة فيها تعد من الأشياء المتميزة حيث تشعر بالتفاؤل والأمل والإلهام عندما تجوب هذه المدينة الفريدة، معرباً عن سعادة جمعيته بالمشاركة في هذا الملتقى حيث يمكن لخريجها وطلبتها الاستفادة مما يحدث في دبي. وقال: ليس هناك شك في أن برج خليفة يمثل نجاحاً للروح الإنسانية، حيث إن الهندسة المعمارية تؤثر على حياتنا بشكل عميق وتجسد تعبيراً عن الإنسان وطموحاته والفرص المتاحة في الحياة البشرية.
وقام خلال الجلسة الافتتاحية لاني جيه ديفيس المحامي والمستشار الخاص السابق في البيت الأبيض، بنقل رسالة من هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية قدمت خلالها تحياتها لصاحب السمو الشــــيخ محمد بن راشد آل مكتوم وهنأته على إتمام تشييد برج خليفة، مشيدة بجهود سموه في السعي لمحاولة التعاون الدولي في الاقتصاد والتنمية المستدامة، كما أعربت عن تمنياتها بنجاح المؤتمر وتعزيز أواصر الصادقة بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية.
وكان المشاركون في الجلسة الأولى لملتقى دبي قد عزفوا سيفمونية إشادة وإعجاب بالمستوى المعماري المتقدم والراقي المعتمد على فكر التنمية المستدامة الذي أرساه برج خليفة، حيث تناول المتحدثون خلال الجلسة التي عقدت تحت عنوان «العمارة والمجتمعات المستدامة» وأدارها الدكتور طيب كمالي نائب رئيس كليات التقنية العليا بالإمارات، المظاهر التي ستنتج عن تشييد البرج ومساهمته في إلهام أجيال المستقبل.
وقال، الشريك في مؤسسة «سكيدمور أوينغز آند ميرل»، وكبير المهندسين المعماريين في برج خليفة، جورج افستاثيو إن هناك أمورا ثلاثة يجب على المعماريين الاهتمام بها هي الكثافة السكانية، والارتباط بالتقاليد والممارسات المتعلقة بالهندسة المعمارية، والاستدامة، معتبراً أن برج خليفة اختصارلكل التفاصيل في عالم المعمار بما يشمل المولدات والتصاميم والجدران، مع الأخذ في الاعتبار العمل على توفير الطاقة.
وقال لاني جيه ديفـــيس، إن دبي تربتـــط بالإبـــــداع واستقـــــطاب عيون ملايين البشر للبرج الذي يعد قصة رائعــــــة تأتي في ظل الضغط الاقتصادي في أميركا ومختلف مناطق العالم، حيث يمكن للعالم أن ينظر إلى قصة دبي ويتعلم منها حيث إن هذه المدينة واجهت العقبات ولكنها ظلت تحتفظ بالأمل، فدبي تحاول توفير فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة وإعطاء الأمل للأشخاص من كافة الجنسيات والخلفيات.
بدوره، قال مهندس ومدير «هابسيتوس» لبنان، نديم كرم إن دبي عبرت عن نفسها من خلال أفكار إبداعية خاصة، ولديها الجرأة الكافية التي لا توجد لدى أي مدينة أخرى في العالم، فدبي مدينة تحب التحدي والديناميكية والسرعة والتي تقترب من سرعة سلسلة أفلام حرب النجوم، مشيراً إلى أنه يجب على دبي أن تعطي أولوية في المرحلة المقبلة لموضوع الترابط والهوية.
صدر الدين حشواني المطور المعماري ورئيس مجموعة هاشو باكستان، قال إن دبي تبني لمستقبل مستدام وتسعى لازدهار كل المنطقة، وهي تعد ملهماً ومحفزاً للعديد من البلدان التي تواجه مشاكل متنوعة، حيث تتعلم منها البلدان كيف تبني للأجيال والمجتمعات الجديدة.
ومن الهند قالت كوهيليكا كوهلي، الحاصلة على جائزة العام للمهندسين المعماريين الشباب إن عدد سكان العالم يبلغ 6.8 مليار نسمة 70 في المئة منهم يعيشون في القرى، مؤكدة أن هناك محاولات لإعادة صياغة مبدأ المعمار والسعي لتنمية المجتمعات ما يسهم في تخفيف الضغط على الشعوب، مشيرة إلى أن التنمية المستدامة عملية مهمة دون تعريض الأجيال للخطر، ضمن محالاوتها للتركيز على الطاقة بتدابير معينة.
ومن الكويت قال المؤسس والمدير الشريك للمكتب العربي للاستشارات الهندسية، الدكتور صباح الريس إن ما يستحق أن يبقى من الأبنية التي يبنيها العالم يقدر بنسبة 10 في المئة وتلك هي التي تنطبق عليها معايير الاستدامة، والبقية لا تتناسب مع وجودها على الأرض، مشيراً إلى أن دبي والكويت وقطر أمثلة يحتذى بها في هذا المجال.
مؤكداً أن كل جـــيــــل لديه حق في التاريخ أن يضع بصمــــته على زمنه دون أن يكون مضطراً إلى نسخ تجارب الماضي، وهذا هو الإبداع، معتــــبراً أن برج خليفة هو أحد هذه الأمثلة على بصمة الجيل الحالي على الزمن.