«متلازمة ما بعد الإصابة» و«انخفاض المناعة» و«الإصابة بفيروس آخر»

3 أسباب ترجّح تسبّب «كوفيد» بالتهاب الكبد «الغامض»

تصغير
تكبير

- فهد النجار لـ «الراي»:
- غالبية الحالات استدعت دخول الأطفال إلى المستشفيات
- استبعاد فرضيات مثل التطعيم وعدم تعرض الجهاز المناعي للفيروسات
- ترجيحات بأن فحوصات الأجسام المضادة ستظهر إصابات قديمة بـ «كوفيد»

على الرغم من انحسار جائحة «كورونا»، فإن تداعيات الفيروس لا تزال تتفاعل، لا سيما الآثار الجانبية التي يتركها، ومنها ما تردد وتؤكده فرضيات علمية، بوقوفه خلف ظهور مرض التهاب الكبد الوبائي مجهول المصدر عند الأطفال.

ورأى استشاري الجهاز الهضمي والكبد الدكتور فهد النجار في تصريحات لـ«الراي»، أن «استمرار رصد حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي مجهول المصدر بين الأطفال علمياً، يحتم التيقظ للأعراض التي تشير إلى بداية هذا الالتهاب لدى الصغار، ومنها الإحساس بالإرهاق وآلام البطن والغثيان مع اصفرار العين والجلد وحكة، وتحول لون البراز إلى الفاتح ولون البول إلى غامق»، مشيراً إلى أنه «منذ الأول من مايو الجاري تم رصد نحو 300 حالة في نحو 20 دولة، استدعت غالبيتها دخول المستشفيات، من بينها 18 حالة احتاجت لزراعة كبد، و5 حالات وفاة».

وإذ لفت إلى أن السبب الرئيسي للإصابة غير معروف ولا يزال تحت البحث، أوضح النجار أن «الباحثين لا يزالون يطرحون فكرة أن يكون السبب هو فيروس كورونا من خلال طريق من ثلاث: أولاها تحفيز الجهاز المناعي الذي يهاجم الكبد، حتى بعد إصابة غير شديدة بـ(كوفيد) بما يعرف بـ(متلازمة مابعد الإصابة بكوفيد) أو (متلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة عند الأطفال mis-c)، والثانية تخفيض المناعة وجعل الأطفال معرضين للإصابة بفيروسات أخرى، والثالثة الإصابة بفيروس آخر مع كورونا ليهاجم الفيروسان الكبد في الوقت نفسه».

ولفت إلى أن «بعض الخبراء استبعدوا أن يكون الفيروس الغدي Adenovirus الذي تم اكتشاف وجوده في عينات الدم المأخوذة من عدد كبير من المصابين، المسبب لهذا الالتهاب، وذلك لعدم وجود الفيروس في عينات الكبد، كما استبعدوا فرضية أن يكون السبب دواء أو طعاماً لنفس السبب، ولكون الإصابات رصدت في عدة مواقع جغرافية مختلفة».

وأضاف أنه «وفقاً لآراء بعض الخبراء، تم استبعاد فرضية أن يكون التطعيم أحد مسببات الالتهاب، لأن أغلب المصابين من الأطفال الذين لم يصلوا بعد لسن التطعيم ولم يتلقوه لأنهم لم يبلغوا سن الخامسة بعد، كما تم استبعاد فرضية أن يكون بقاء الأطفال في المنازل خلال الحظر، وعدم تعرض جهازهم المناعي للفيروسات هو أحد أسباب هذا الالتهاب، وذلك لأن السويد لم تفرض أي حظر تجول، ومع هذا فهناك 7 حالات لأطفال سويديين مصابين بالتهاب الكبد. كما بدت فكرة أن يكون السبب التعرض للكلاب أو عقار الباراسيتامول، غير مقبولة».

وأشار النجار إلى أن «أغلب المصابين هم من الأطفال الأصحاء الذين ليس لديهم تاريخ مرضي، وهو ما يحث معه كثيراً من الخبراء والمؤسسات الصحية على التوقف عن تجاهل دور (كوفيد) في التسبب بهذا الالتهاب، والبدء بالإفصاح عن فحوصات الأجسام المضادة، التي يعتقد أنها ستظهر إصابات قديمة بـ(كوفيد) لدى غالبية الأطفال المصابين بالتهاب الكبد».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي