No Script

وقائع

الغش على الأبواب

تصغير
تكبير

مع اقتراب موعد الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الثاني لطلبة المدارس الحكومية لجميع المراحل، يجب أن نوجه مجموعة رسائل مهمة لأربعة أطراف تعتبر هي عصب العملية التعليمية.

الرسالة الأولى موجهة إلى وزارة التربية والتعليم.

نتمنى من المسؤولين المختصين أن يشددوا الرقابة على عملية كتابة وطباعة وتوصيل الاختبارات النهائية من وإلى الوزارة والمدارس الحكومية حتى لا يتم تسريب نماذج الاختبارات في قروبات الواتساب مع الحلول، إن مسؤولية الوزارة كبيرة جداً في هذه العملية حيث إن نجاح فعالية هذه الاختبارات من عدمه يقع عليها بالدرجة الأولى.

الرسالة الثانية إلى المعلم الشريف الذي لا يقبل رؤية الفساد أمام عينه والسكوت عنه.

أناشدك من باب المسؤولية الوطنية أن تقوم بمنع والإبلاغ عن أي عملية غش تراها بغض النظر عما إذا كانت بمباركة الإدارة أو تصرفاً شخصياً من الطالب.

لا تتردد في كشف وإيقاف عملية الغش هذه، فأنت بهذا التصرف تنقذ الوطن من شخص سيتولى منصباً لا يستحقه في المستقبل، وقد يحصل على شهادة لا تعكس فهمه وقدرته. انقذ وطنك ومستقبله ومستقبل أبنائك من هذه الممارسات المجرمة مجتمعياً ودينياً.

الرسالة الثالثة إلى أولياء الأمور. اغرسوا في أبنائكم نبذ الغش وحب الشفافية.

لا تكونوا متعاونين معهم في توفير وسائل الغش التي ستهدم أبناءكم ومستقبلهم. اتقوا الله في أبنائكم واغرسوا فيهم حب التعليم والاجتهاد من أجل الحصول على الدرجة، فالأمر لا يتوقف على مادة اجتازها بالغش، بل سيتحول هذا التصرف إلى سلوك دائم معه في حياته يحصل من خلاله على ما لا يستحق.

فسيلجأ للغش في الزواج، الغش في الوظيفة، الغش في المعاملات البنكية، بل و حتى غش أهله من أجل الحصول على شيء لا يستحقه منهم سواء كان مالاً أو غيره.

انتبهوا لما تعلمونه أبناءكم، فالغش لا يعلمهم فقط النجاح في المادة، بل يهدم مبدأ الصدق والشفافية لديهم طول العمر.

الرسالة الرابعة إلى التلاميذ، قد يبدو خيار الغش أسهل من الدراسة وبذل الجهد للفهم والحفظ، لكن في حقيقة الأمر سترى انعكاس هذا الخيار السيئ كبيراً في المستقبل.

فستأخذ درجة لا تستحقها تؤهلك للدخول إلى حياة أكاديمية متقدمة (المرحلة الجامعية) في تلك اللحظات سترى الفرق بينك وبين زملائك الذين حصلوا على الدرجة الأكاديمية من دون اللجوء للغش، ستلاحظ أنك الحلقة الأضعف دائماً في جميع المقررات الدراسية، حتى وإن اجتزت هذه المقررات بالغش وحصلت على وظيفة في مكان ما، فستجد الشعور نفسه، وأنك الوحيد غير المتمكن وغير الفاهم لهذه الوظيفة وطبيعتها، لأنك لم تحصل عليها بجدك واجتهادك وفهمك.

الغش، ماهو إلا فقاعة يعيش الغشاشون داخلها، ومع مرور الزمن تضيق عليهم هذه الفقاعة إلى أن تنفجر ويفقد صاحبها كل ما حصل عليه، ووقتها لن يفيد الندم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي