No Script

ما في خاطري

هل مسلسلاتنا تمثّل مجتمعنا؟

تصغير
تكبير

تتكرر كل عام الانتقادات اللاذعة لبعض الأعمال التلفزيونية «المرفوضة» مجتمعياً التي تُعرض في شهر رمضان الكريم.

وتتردد على أسماعنا الانتقادات نفسها وردود الأفعال التي ترفض هذه الأعمال، التي كما يذكر ناقدوها، أنها تسيء للمجتمع الكويتي... ولكن في الحقيقة هل هذه الأعمال التلفزيونية المعروضة والتي تم إنتاجها في قنوات خاصة بعيداً عن سلطة وزارة الإعلام الكويتية، تمثل المجتمع الكويتي؟

معظم رافضي هذه الانتقادات يقولون إنها لا تمثل مجتمعنا لأنها ليست تحت إطار وزارة الإعلام، ولم تُصوّر في الكويت. لكن هذه الإجابة، أراها غير منطقية وغير صحيحة... فإن كانت هذه الأعمال لم تصوّر في الكويت، أو كانت بإنتاج أو إخراج غير كويتي، فهذا الشيء لا يعني أنها لا تصوّر مجتمعنا.

فلو نظرنا ببساطة لهذه الأعمال سترى اللهجة الكويتية حاضرة والطاقم الفني بعضه من الكويت، ولذلك سيستقبلها المشاهد العربي والكويتي، بأنها كويتية وتمثل المجتمع الكويتي...

فلو كانت هذه الأعمال بلغة وهوية أجنبية فإنها لن تحصل على هذا التفاعل والتأثير الكبير على المشاهد العربي والكويتي بشكل خاص، ولذلك يجب أن يتوقف بعض المدافعين عن هذه الأعمال عن طرح هذا الرد غير الواقعي.

ولمعالجة هذا النوع من الأعمال، يجب علينا في البداية تحقيق الرقابة الذاتية عند الفنان والعامل في المجال الفني... ويجب على بعض الفنانين الكويتيين، أو مما عُرفوا بأنهم فنانون كويتيون، أن يحترموا المشاهد الكويتي والعربي قبل أن يقبلوا بأي دور ويتفكرون بتأثير هذه الأعمال على المجتمعات، فهي تدخل كل بيت ويراها الصغير والكبير.

ومن ثم تأتي رقابة المسؤولين ومعاقبة كل من يشوه المجتمع الكويتي بشكل متعمد أو غير متعمد، وأكثر الملامين من وجهه نظري، هو الكاتب الذي يجب أن يستشعر تأثير قلمه على هدم وبناء القيم في المجتمعات، ويستخدم هذا القلم في توجيه الأفكار السليمة والسوية...

وهذا الأمر لا يعني أنه يتقيّد بكل ما يقدمه للمشاهد، فلا بأس من تقديم بعض الشخصيات السلبية التي تعيش في مجتمعاتنا، فنحن لا نعيش في المدينة الفاضلة، ولكن تعمد بعض الكُتّاب لإثارة الآخرين ببعض المشاهد والحوارات وتصويرها بأنها تعكس المجتمع الكويتي، أمر مرفوض، فالمشاهد العربي يعلم أن هذا الأسلوب الذي يقوم به بعض الكُتّاب يهدف إلى إثارته، ومن ثم تحقيق مشاهدات عالية تحقق إيرادات مالية كبيرة تمتلئ بها «كروش» بعض المنتجين والعاملين.

وهنا يأتي دول المسؤولين ووزارة الإعلام بالتحديد في عمل حملة مضادة لبعض الأعمال التي انتشرت أخيراً، عن طريق دعم وتبني بعض الأعمال الفنية التي تنشر الأفكار السليمة والجريئة، والتي تطرح مشاكلنا من دون تجريح أو إساءة لأحد ومن دون استخدام لغة «التعميم»، فيتم طرح بعض الشخصيات في الأعمال التلفزيونية بصورتها السلبية فقط... ومخطئ من يظن أن المشاهد العربي والكويتي لن يتأثر بالأعمال الراقية والجريئة أو السياسية التي تلامس واقعه ومشاكله، ولكن الساحة الفنية أصبحت شحيحة بالأعمال المميزة فتصدرت القائمة الأعمال المرفوضة.

Twitter: @Alessa_815

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي