د. وائل الحساوي / نسمات / ابشروا فقد جاءكم «المونريل»

تصغير
تكبير
في منتصف السبعينات، انشأت جامعة فرجينيا في مدينة «مورجن تاون» في الولايات المتحدة قطارا معلقا «مونريل» يلف الجامعة ويوصل الطلبة والعاملين إلى اي مكان فيها بطول كيلو مترات عدة وفي الثمانينات بنى مطار دالاس في تكساس خطا لقطارات المونريل بعشرات الكيلومترات مع دقة بالغة في التوقف والنقل الآلي، اما لندن فقد دشنت قطارات تسير من دون سائق في الثمانينات.

في الكويت علمتنا الازمات المتتالية بأن نكون متواضعين إلى ابعد الحدود في احلامنا وطموحاتنا، فعندما تكلم الاخ الفاضل الدكتور محمد البصيري (وزير المواصلات) قبل يومين عن مشروع المونريل الذي سيتم تدشينه في الكويت قريبا شعرنا بالفخر ولم نصدق بأننا سنركب تلك الآلة المتطورة - في تصورنا - بعدما سبقنا العالم بعقود، كما حدثنا البصيري عن تطوير مطار الكويت والموانئ وميناء بوبيان وجسر جابر، وهي تطورات طبيعية تتم في جميع بلدان العالم حتى الفقيرة منها.

لقد اعتبر الشيخ احمد الفهد العام 2010 هو عام الانجاز، وذكر مشاريع كثيرة تنوي الحكومة البدء فيها او استكمالها خلال هذا العام منها مدينة الحرير والمدن الاسكانية الجديدة ومحطات الكهرباء ومستشفى جابر ومشروع المصفاة الرابعة وغيرها، ونحن نحيي في الشيخ احمد نشاطه وطموحاته الكبيرة وتفاؤله.

لا شك اننا نفرح بمثل تلك التصريحات ونشارك المسؤولين الامل بل ونشد على ايديهم لأن وضع البلد لا يحتمل المزيد من التأخير والمماطلة، لكن علمتنا التجارب بألا نبالغ في آمالنا ما لم نجد واقعا ملائما يمكننا ان نبني عليه احلامنا.

خطوة طيبة ان يتم تمديد عقد الـ (BOT) إلى اربعين عاما بدلا من عشرين عاما، وجميل ان يتم الاعتماد على القطاع الخاص لتمويل المشاريع التي تكلف المليارات ولا يمكن للحكومة وحدها ان تتولاها، لكن يجب ان نكون واقعيين في طموحاتنا، فإذا كانت الاستثمارات الاجنبية في الكويت لم تتخط الـ 200 مليون دينار بسبب قلة الثقة في مناخ الاستثمار، واذا كان الكثير من المواطنين يهربون بأموالهم إلى الخارج للنأي بها عن التآكل والضياع، فهل يمكن ان نعول فقط على مؤسسات الاستثمار المحلية والبنوك التي تعاني اصلا من اثقال الازمة المالية العالمية؟!

بالطبع هنالك رجال مستعدون للمغامرة ودخول هذا المضمار مثلما فعل العم خالد المرزوق الذي انشأ مدينة متكاملة في الخيران تساهم في حل مشكلة الاسكان المستعصية في الكويت، ولكن هل سيتركهم نواب مجلس الامة دون ان ينصبوا امامهم مئات الحواجز والمعوقات؟!

المهم هو ان نبدأ ونذلل العقبات وان نعيد تأهيل المواطن الكويتي ليكون عضوا فاعلا في المجتمع بدلا من هذا الانحطاط الذي اصاب حياتنا الاجتماعية حتى اصبح كل يوم عندنا عطلة وهروبا كبيرا واصبح كل فلس نوفره نبحث عن طرق لتبديده على اسقاط قروض وتنفيع اصحاب الكروش المنتفخة ونغذي به البطالة المقنعة!





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي