ربيع الكلمات

الإيجابية حياة... والسلبية مرض!

تصغير
تكبير

الأمر بيدك تريد أن تكون تعيساً أم سعيداً، وهذا هو الفرق بين الإنسان الإيجابي والسلبي، لأن تفكير الإنسان ونظرته للأمور تلعب دوراً كبيراً في جودة حياته، وهي التي تجعله يستطيع تجاوز العقبات التي تواجهه في الحياة، والتفكير الإيجابي يعتبر وقود الإنسان الفعال في الحياة حيث يجعله يعمل بطريقة صحيحة.

وبينت دراسة أن الشخص العادي تنتابه أكثر من 6000 فكرة في يوم واحد، حيث ذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، عن توصل الباحثين إلى هذه النتيجة خلال بحثهم عن طريقة جديدة تحدد بداية ونهاية الأفكار التي تدور في عقل الإنسان، ما سمح لهم بحساب عددها اليومي، وأضاف الفريق أيضاً إلى أن قياس بداية ونهاية الأفكار وعددها يمكن أن يتنبأ بجوانب شخصية الفرد.

ومشكلة هذه الأفكار لدى الناس أن 80 في المئة يفكرون بشكل سلبي، لذلك يعانون في حياتهم أكثر من اللازم، ويعيشون حياة محبطة ولا يأخذون الأمور بجدية، على عكس الإنسان الذي يكون حارساً على مزرعة عقله، فلا يسمح للأفكار السلبية بالتواجد فيه ويزيل الحشائش الضارة باستمرار.

ونحن البشر عبارة عن كتلة من المشاعر والأحاسيس، وأكبر معاركنا هي التي تدور في نفوسنا، لأن مشكلة الآلام النفسية أنها لاتُرى بالعين ولكن أثرها كبير على الإنسان، وقليل من الناس من يستطيع التعامل بإيجابية مع أحداث الحياة اليومية لأننا لم نتعلم كيف نعيش حياة سوية ونعبر عن مشاعرنا بكل أريحية، وهو ما يشكل ضغطاً نفسياً رهيباً وفي بعض الأحيان يؤدي إلى الأمراض لا قدر الله، لذلك نحن بحاجة أن نفكر بإيجابية.

التفكير الإيجابي يزيد محبة الناس لنا على عكس الإنسان السلبي المتشائم، وعندما تفكر بطريقة صحيحة وصحية وإيجابية فهذا لا شك سيجعلك سعيداً في الحياة، ويزيد ثقتك بنفسك وتقلل من المشاكل والاضطرابات.

ومن ينظر ويتأمل في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، فلن يجد ولا موقف واحد فيه تشاؤم طوال حياته، بل يجدها مليئة بالتفاؤل حتى في أشد المواقف والظروف حتى في تسمية المواليد والأسماء ما يبعث على التفاؤل، لأن الجوارح تعمل والقلوب تتوكل على الله عز وجل، وأنت مخير في حياتك بين التفاؤل والتشاؤم والأمل واليأس.

التفكير الإيجابي يجعلنا نفكر بعمق كبير في حياتنا ونواجه التشاؤم بالتخطيط الجيد، ونتخيل أعمارنا بعد خمس وعشر سنوات وما إنجازاتنا. وبعد أن نفارق الحياة الدنيا، ماذا نحب أن يقول الناس عنا. يجب أن تكون أهدافنا وخططنا المستقبلية مبنية على المبادئ والقيم، لأن من دون هذه المبادئ والقيم لا يمكن النجاح على المدى الطويل، بحيث تكون الرؤية والرسالة والأهداف مبنية على هذه المبادئ والقيم، وعلينا أن نفكر جيداً بأن «الأداء السريع ليس بديلاً للأداء الصحيح».

وتذكر بأنك لن تسعد ما لم تتخلص من الحقد والحسد على الآخرين، حاول أن تتسامح وتفتح صفحة جديدة، ولماذا تكره الناجحين وتهاجمهم؟، ولكن الأفضل أن تنافس نفسك وتصبح أكثر نجاحاً وهذا هو الطموح المشروع، وكما يقول ستيفن كوفي: «بدلاً من أن تبادر بالهجوم على الشخص الناجح، بادر في أن تصبح أكثر نجاحاً منه»، ذلك هو الفرق بين الحقد والطموح.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي