تحلّ اليوم ذكرى مرور 11 عاماً على رحيله

ناصر الخرافي... قصة نجاح راسخة في تاريخ الكويت الحديث

No Image
تصغير
تكبير

للكويت تاريخ مشرف حافل بالرجال الأوفياء، الذين تبقى ذكراهم الطيبة راسخة في القلوب والعقول، لا يمحوها الزمان ولا تطويها ذاكرة النسيان وتبقى أعمالهم منارة للأجيال.

وفي مثل هذا اليوم منذ أحد عشر عاماً خسرت الكويت أحد أبرز شخصياتها، التي تركت أثراً واضحاً في الحركة الاقتصادية المحلية والإقليمية والعربية، وكان لها دور بارز في نهضة الكويت وتطورها العمراني.

فقدت البلاد رجلاً استثنائياً، شديد الذكاء، صريحاً، مثابراً، مبدعاً، طاقة جبارة على النشاط، شجاعاً، فارساً في الموقف، قدرة مميزة على الابتكار والتجديد واستنباط الحلول لأصعب المشاكل، يقيَّم الأشخاص وفقاً لقدراتهم وأدائهم.

يصادف اليوم ذكرى مرور 11 عاماً على رحيل المغفور له بإذن الله تعالى ناصر محمد عبدالمحسن الخرافي، والذي يعتبر من أهم الأسماء في المسيرة الاقتصادية في تاريخ دولة الكويت الحديث، التي شكلت نقلة بارزة على صعيد الشرق الأوسط، انتقل رحمه الله إلى جوار ربه عن عمر يناهز الـ 67 عاماً.

رفع الراحل اسم دولة الكويت عالياً في أنحاء العالم بعطاءاته الكبيرة، ولا يمكن أن تجمع مآثره كثرة الكلمات التي لا توفيه حقه، فالكويت فقدت رجلاً من رجالها الأوفياء الذين بنوا مؤسسات اقتصادية وتنموية ضخمة ليست في الكويت فقط إنما في العديد من دول العالم، يضاف إلى ذلك بصماته الكبيرة التي رسمها في الاقتصاد المحلي والعربي والإسلامي والعالمي، ولقد حرص على تأدية دوره الاجتماعي والإنساني والخيري كعادة أهل الكويت الأوائل الذين جبلوا على العطاء والسخاء والأيادي البيضاء التي امتدت إلى كافة أصقاع العالم.

لم يكن ناصر الخرافي رجلاً اقتصادياً فحسب، بل نذر نفسه وحياته من أجل فعل الخير، فكان الإنسان الكريم المعطاء الذي يفعل الخير سراً وعلانية، ولا تعلم شماله عما أنفقته يمينه، فكان الراحل منبع خير وعطاء للمحتاجين فضلاً عن أنه كان أحد رجال الاقتصاد الكويتي والخليجي، وهو ليس بالشخص العادي وستظل ذكراه في وجدان كل كويتي، فرحيل رجل المهام الصعبة ترك فراغاً كبيراً يصعب إيجاد رجل يملأ هذا الفراغ.

كان الفقيد رجل دولة من الطراز الأول لما لمبادراته وإنجازاته في الاستثمار والاقتصاد من أهمية كبرى حيث إنه توسع في المشاريع الاقتصادية في أكثر من بلد على حساب راحته الشخصية، ولم يؤسس أضخم الشركات والمشاريع الاقتصادية فحسب، بل رسخ في التاريخ والأذهان والذاكرة، أسس القيم والأخلاق والمبادئ، التي ورثها من عائلته الكريمة، وجبلت على الخير منذ الأزل.

حازت شخصية ناصر الخرافي طوال حياته، على التقدير والتكريم في مجال الأعمال، حيث اختارته مجلة «أريبيان بزنس» لمنحه جائزة «شخصية العام» 2008، تقديراً لإسهاماته وإنجازاته في مجال الأعمال من خلال شخصيته القيادية ورؤيته الإستراتيجية، والتي تجسدت في مجموعة عبدالمحسن الخرافي وأولاده، التي تمتد أعمالها ومشاريعها النوعية في بلدان عدة حول العالم، وتتمتع العائلة بتاريخ عريق في عالم المال والأعمال، منذ ما يناهز المئة عام، على يد محمد عبدالمحسن الخرافي، والتي تتوزع استثماراتها في قطاعات عدة، منها قطاع السياحة والصناعة، فضلاً عن تقنية المعلومات، وصولاً إلى القطاع المالي وقطاع الخدمات وغيرها.

ويعد أبومرزوق أحد أبرز رجال الأعمال الكويتيين، فكانت حياته جزءاً من قصة نجاح الكويت في العصر الحديث، فهو رئيس مجموعة الخرافي،التي يعود تاريخ تأسيسها إلى سبعينيات القرن الماضي، وتضم عدداً كبيراً من الشركات التي تقدم خدماتها في مجالات الهندسة والإنشاءات والصيانة، إضافة إلى قطاعات النفط والمياه والكيماويات والطاقة والأغذية، واستطاع الخرافي رحمه الله، بكفاءة، قيادة هذه المجموعة العملاقة، التي أصبحت على يديه، إحدى أكبر مجموعات الأعمال في العالم العربي والمنطقة، ولديها العديد من المشاريع الشهيرة في جميع أنحاء العالم.

رحمك الله يا أبا مرزوق.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي