No Script

الزاوية الخضراء

«رحلتي إلى سيشل» [ 2 من 2 ]

تصغير
تكبير

حين حدّثتكم عن «سيشل» لم يكن حديثي عنها كلاماً بعيداً عن الميدان، بل كان تجربة حية خضتها بنفسي حين يمّمت شطرها أحمل عدستي قبل حقيبتي، وحين وصلت طائرتنا مساءً إلى أول محطة فيها وهي جزيرة «ماهي» الجميلة، لم أحتمل تأجيل مغامرتي لاكتشاف أي شيء فيها، لمحت وأنا على الساحل قبالة الفندق طريقاً جبلياً فريداً، وحين صعدت فيه ورغم تعرجه كانت عن يميني غابة خضراء دهماء، وعن يساري أمواج المحيط تلقي بتحيتها ملوحة بيديها موجة بعد موجة، وأنا أرد التحية الاستوائية بأنفاسي قبل كفي، ولم يدم ذلك طويلاً فقد عدت أدراجي حين أرخى الليل علينا ستارته ولم يبق لنا إلا ضوء القمر ينير لنا الطريق.

بلغت صومعتي في غرفة فندقي والواقع في ثنية الجبل الأشم، ألقيت بحملي وأديت صلاتي وتسللت مخدعي فقد حان وقت الراحة من عناء السفر، حتى اذا هلّت فجراً نسائم الصباح رمقت عيناي من شرفتي منظراً خلاباً مزخرفاً بين بيئة بحرية امتزجت في بيئة برية، تنادي هل من مبارز؟!

بعد الإفطار الشهي بدأت قصة الاكتشافات، فمنها ماهو ظاهر في المنتجعات والمحميات والحقول، ومنها ما هو باطن في قاع المحيط، ولا تعجبون، لأن «سيشل» تحتضن تحت سواحلها أحلى المغاصات وتضم في كهوفها كنوزاً من أسرار الطبيعة الصافية، فلم أسمح لتلك الفرصة أن تفوت مستغلاً صفتي كمدرب للغوص لاكتشف تحت الصخور الغرانيتية المدفونة منظراً هائلاً من الأقواع وساحراً من الأسماك الملونة والروبيان الجامبو الكبير، لاسيما أن تلك الصخور أهدتها براكين قديمة تلاشت أضرارها وبقيت آثارها الطيبة الغنية.

وهكذا أصبحت «سيشل» مقصد أكبر شركات العالم في السياحة وأنشأت حكومتهم وزارة للبيئة، وتحول اقتصادها من حطام أصفر إلى لون أخضر، وفي الختام، لكم أحبائي تحية خضراء زاهية.

Twitter: @HamadBouresly

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي