No Script

سافر إلى ذاتك

عن مسلسل «من شارع الهرم»... متهم أم بريء؟

تصغير
تكبير

ان فكرة صناعة مسلسل وكتابة شخصيات فكرة معقدة وليست سهلة خصوصاً اذا كان الطابع الكوميدي هو لغة المسلسل الاولى، كما ان حصر المشكلات وعرضها بشكل قد يشبه الواقع لحد ما، أمر ليس بسهل للغاية، كما ان تسليط الضوء على انماط الشخصيات وافكارهم رغم تشابه طريقة تربيتهم أمر غاية في الأهمية، ليتم به توضيح ان التربية شيء والاستعداد الفكري والنفسي للفرد ونمط شخصيته شيء آخر.

فقد نربي أبناءنا التربية ذاتها إلا انهم يكونون مختلفين في الاستيعاب والفكر والنمط الفكري وهذا الطبيعي في الحياة، ليتم من ذلك كله تخفيف لوم الآباء على انفسهم، وابعادهم عن جلد الذات نتيجة اختلافات ابنائهم الفكرية الذين حصلوا على التربية ذاتها.

مسلسل «من شارع الهرم...»، تناول كثيراً من صور وسلوكيات الحياة فصور لنا الحياة من نظرة دكتورة ولادة، وأخرى من نظرة زوجة رجل لا يملك شخصية، وايضاً من زاوية رجل يعشق المال، ومن الذين لم نسمع صرخاتهم لانهم لم يصرخوا لنا بشكل مسموع والكثير من الزوايا المتنوعة والتي احيي بها الكاتبة هبة حمادة على قدرتها على صناعة ألف زاوية فكرية ونفسية داخل مسلسل واحد، وبتركيب نفسي وانماط شخصيات صحيحة.

فالتعبيري الذي يجب لفت الانتباه والتباهي وضعته وجسدته بشكل صحيح في الشخصية، ولم تتجاهل الشخصيات الضعيفة، وصنعت معها شخصيات قوية كنوع من الاتزان تستحق التحية عليه، كما انها سلطت الضوء على الرجل العملي الذي يفقد القدرة على التعبير في مشاعره، والكثير من التجسيدات الصحيحة لانماط متعددة نعيش معها كل يوم، ورغم انه لم ينته بعد إلا أنني قررت الكتابة عنه، كرأي يمثلني أنا كروائية وكاتبة، كوني أعرف ماذا يعني تركيب شخصية وكيفية صناعة قصة وصعوبة عمل ذلك بسهولة، كيف اذا تمت صناعة قصص داخل قصة واحدة وهذا أمر يستحق الثناء.

لذلك، كتبت الروائية داخلي مقالاً تحيي به زميلة لها في مجالها، كما ان الهجوم على العمل لفت نظري لأشاهده واستمتع به رغم انني متابعة غير جيدة للمسلسلات، واحببت ايضاً في هذه المقالة أن انوه الى أن الاختلاف لا يعني معركة، وان كل فكر له فكر مضاد له، تقبل بعضنا مهم، واحترام اختلافاتنا أمر بالغ في الأهمية، وهناك جزئية احببتها في المسلسل وهو دور الأم في حياة ابنائها واهميته، وصور لنا الأم بصور كثيرة ومختلفة وقريبة من الحقيقة، وبغض النظر نختلف مع بعض الجزئيات أو نتفق، عنصر الفكاهة جميل في المسلسل اعاد لنا الطابع الكوميدي الذي يصعب تواجده كل وقت.

عبلة، أم تشبه كثيراً من الأمهات نراهن أو نسمع عنهن، وأنس، لا بد اننا تعرفنا عمن يشبهه بالبخل يوماً، وسلسبيل، صادفنا قصصاً شبيهة لها كثيراً، ولأن القصص كثيرة ومتنوعة فالمسلسل ثري جداً جداً بالاحداث، اما الجرأة المتهمة فيه، فهي لضرورة تركيب الشخصية من وجهة نظري الشخصية وككاتبة.

واخيراً رأيي يمثلني ورأيك يمثلك، وكل له حق في التعبير عن آرائه مالم نؤذِ الآخرين بشيء، ولكن هل المسلسل متهم أو بريء؟ متهم عند البعص وبريء عند البعض وإلى الآن لم ينته، استمتع بالكوميديا فهي صحة نفسية لك.

Instagram &twitter@drnadiaalkhaldi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي