No Script

بعد ارتفاعات الطاقة الهائلة واقتداء بالمنافسين

تسعير السلع... بالذكاء الاصطناعي

تصغير
تكبير

تطرقت مجلة «ايكونوميست» إلى ظاهرة «السعر المقترح» التي ترافق الإعلانات عن السلع في الولايات المتحدة، ووصفتها بأنها من أغرب التكتيكات التي يتبعها المصنعون في الإعلان عن منتجاتهم.

وتشير المجلة إلى أن الفكرة كانت من ابتكار بي إيتش هينز، صاحب مصنع للنسيج في الولايات المتحدة، في عشرينات القرن الماضي، الذي أراد من ورائها ردع أصحاب المتاجر عن استغلال مشتري منتجاته.

وتضيف المجلة أنه حتى في الوقت الحاضر يخضع كثيرون من أصحاب المتاجر الأميركيين للسعر المقترح الذي يعلن عنه المصنعون، رغم أن التجار يفضلون رفع ذلك السعر لتعويض الضغوط التضخمية على تكاليفهم الأخرى. ولكن المجلة لاحظت أن عدداً متزايداً من هؤلاء يلجأ إلى أساليب تسعير أكثر تطوراً.

ولإعطاء فكرة عما يعنيه رفع بسيط لسعر سلعة معينة تورد المجلة ما توصلت إليه دراسة لشركة «ماكينزي» للاستشارات عام 2010 من أن رفع الأسعار بنسبة 1 في المئة دون أن يؤثر ذلك على حجم المبيعات يمكن أن يزيد الأرباح التشغيلية 8.7 في المئة في المتوسط.

وهنا، كما تقول المجلة، لا بد من أن تكون الزيادة محسوبة بشكل صحيح. فاذا كانت مرتفعة جداً فستؤدي إلى خسارة الزبائن، وإذا كانت منخفضة جداً فستؤدي الى فقدان ربح كان ممكناً.

وكانت قد جرت عادة باعة التجزئة على استخدام أسلوب بسيط هو إضافة هامش ربح معين بعد حساب التكاليف أو الاقتداء بأسعار السلع المنافسة. لكن مع الارتفاعات الهائلة في أسعار الطاقة والأجور وغيرها بات ضرورياً إيجاد طريقة أخرى للتسعير. وهكذا ظهرت نماذج رياضية لتقرير مدى زيادة الطلب عند خفض السعر ومدى نقصه عند رفعه.

أول الأمر كانت هذه النماذج تستخدم البيانات التاريخية لتقدير المرونة السعرية لسلع معينة. ولكنها انتقلت الآن إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في هذه النماذج لاكتشاف أنماط وعلاقات بين سلع عدة.

وجرى ابتكار برامج حاسوبية تدرج في النماذج مصادر جديدة للبيانات مثل تغريدات الزبائن وأرائهم على الانترنت. أحد هذه البرامج يتيح لباعة التجزئة اختبار تأثير الزيادات أو التخفيضات الطفيفة على سعر سلعة معينة في متاجر مختلفة على مبيعات ليس تلك السلعة فقط بل أيضاً على سلع من الفئة ذاتها.

سياسة التسعير الأمثل هذه يمكن أن تجعل الأسعار أكثر تقلباً. فتجار التجزئة يجرون مراجعات لأسعار بعض سلعهم أكثر مما كانوا يفعلون في الماضي.

ولكن ذلك لا يعني بالضرورة أسعاراً أعلى. فعلى سبيل المثال تستخدم شركة «سيسكو» لتوزيع المواد الغذائية نظاماً للتسعير يتيح لها تخفيض أسعار سلع معينة (الأكثر رواجاً ) ورفع أسعار سلع أخرى. وبهذا يمكنها زيادة أرباحها عن طريق زيادة مبيعاتها مع المحافظة على هوامش الربح.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي