No Script

محطة بابوية في «بلاد الأرز»

البابا فرنسيس يزور لبنان في يونيو

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
تصغير
تكبير

- البابا يوحنا بولس الثاني.. زيارة مهّدت لكسْر «جدار الخوف» في زمن الوصاية السورية
- البابا بنديكتوس.. زيارة على وقع التحولات الاقليمية وتشظيات الثورة السورية لبنانياً

يزور البابا فرنسيس لبنان في يونيو المقبل في محطة ستكتسب أبعاداً بالغة الدلالات في غمرة المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن الصغير الذي بات في مرمى خطر وجودي.

وتَسَلَّم الرئيس اللبناني ميشال عون رسالة خطية من السفير البابوي في بيروت المونسنيور جوزف سبيتري أعلمه فيها أن البابا فرنسيس قرر زيارة لبنان في يونيو، على أن يصار إلى تحديد تاريخ الزيارة وبرنامجها وموعد الإعلان عنها رسمياً، بالتنسيق بين لبنان والكرسي الرسولي.

وقد أعرب الرئيس عون «عن سعادته لتلبية قداسة البابا الدعوة التي كان جددها له لزيارة لبنان خلال لقائهما الأخير في الفاتيكان يوم الاثنين 21 مارس الماضي»، مشيراً إلى «أن اللبنانيين ينتظرون هذه الزيارة منذ مدة، للتعبير عن امتنانهم لمواقف قداسته تجاه لبنان وشعبه، وللمبادرات التي قام بها، والصلوات التي رفعها من اجل إحلال السلام والاستقرار فيه، والتضامن مع شعبه في الظروف الصعبة التي يمرّ بها».

وستأتي الزيارة البابوية البارزة غداة انتخابات نيابية مقرَّرة في 15 مايو المقبل، وقبل انتخابات رئاسية تبدأ المهلة الدستورية لإجرائها في 31 أغسطس (حتى 31 أكتوبر)، وفي غمرة محاولاتٍ لوضع لبنان على سكة الخروج من الانهيار المروّع الذي يعصف به منذ 2020 ورماه في عين واحدة من أسوأ 3 أزمات عرفها التاريخ منذ 1850 وتتشابك في مسبباتها العوامل المالية، والأهمّ السياسية التي اقتيدت معها «بلاد الأرز» الى صراع المحاور وأبعدتْها عن الحضن الخليجي وتكاد أن تحوّلها «خارجة» عن الشرعيتين العربية والدولية.

ومحطة البابا فرنسيس، لن تكون الزيارة البابوبة الأولى للبنان الذي عرّج عليه البابا بولس السادس في 2 يناير 1964 فيما كان متّجهاً إلى بومباي، إذ توقف لمدّة خمسين دقيقة في مطار بيروت الدولي، حيث انتهز الفرصة لينشر رسالة السلام.

وتركت هذه الزيارة أثرها في ذاكرة لبنان الذي كان يستضيف للمرّة الأولى رأس الكنيسة الكاثوليكية على أرضه.

وفي 10 و11 مايو 1997 زار البابا يوحنا بولس الثاني «لبنان ما بعد الحرب الأهلية» في محطة تاريخية سلّم خلالها الإرشاد الرسولي المنبثق عن السينودوس «رجاء جديد من أجل لبنان».

وانطبعتْ زيارة يوحنا بولس الثاني، التي اعتُبرت في بُعدها المعنوي بداية تحطيم «جدار الخوف» في زمن الوصاية السورية على لبنان وما عُرف بإحباط المسيحيين المتأتي من إقصاء زعمائهم بالنفي أو الاعتقال، بإعلانه لبنان «أكثر من مجرّد بلد، بل رسالة سلام».

وبين 14 و 16 سبتمبر 2012، كانت الزيارة البابوية الرسمية الثانية مع بنديكتوس السادس عشر لتقديم الإرشاد الرسولي إلى أساقفة الشرق الأوسط والذي انبثق عن السينودوس الخاص الذي انعقد في أكتوبر 2010 في الفاتيكان.

وجاءت هذه الزيارة في غمرة التحوّلات الإقليمية في أعقاب بدء «ثورات الربيع العربي» ولا سيما في سورية التي كانت التشظيات السياسية والأمنية لثورتها تحضر بقوة في الواقع اللبناني.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي