No Script

جزء من مبادرة «المناخ الأخضر» بالتعاون مع «بيطريون بلا حدود» الفرنسية

«إسعاف» الجواميس يُذلّل المسافات أمام مربيها في أهوار العراق

تصغير
تكبير

الجبايش (العراق) - أ ف ب - قد يبدو كقارب أبيض بسيط يجول مياه أهوار الجبايش في جنوب العراق، لكنه في الواقع إسعاف مخصّص لعلاج حيوان الجاموس الذي يعتمد عليه سكان هذه المنطقة بشكل كبير ويُشكّل عصبها الحيوي.

يبدأ المركب الصغير رحلته من مركز قضاء الجبايش في محافظة ذي قار على ظهر شاحنة، ثم تحمله رافعة إلى المياه.

يقطع المياه الزرقاء وسط القصب، على متنه فريق من أربعة أشخاص من منظمة المناخ الأخضر العراقية، بينهم الطبيب البيطري كرار إبراهيم هندي.

الوجهة: بيوت القصب المنصوبة حول المياه، التي يقطنها مربو الجواميس وتُسمّى في الموروث الشعبي «الجبيشة».

قارب الإسعاف هذا جزء من مبادرة انطلقت في مارس تقوم بها المنظمة مع منظمة بيطريون بلا حدود الفرنسية لمعاينة الجواميس في تلك المناطق النائية التي يعتمد سكانها على صيد السمك وتربية الجواميس، ويستخدمون قوارب بدائية من الخشب والقصب للتنقل.

يصل قارب الإسعاف إلى عمق مناطق أهوار الجبايش، كما يشرح المنظمون، التي تضمّ نحو 30 ألف جاموس، وبين 5 إلى مئة كمعدّل لكلّ مزارع.

والأهوار عبارة عن سهل رسوبي منخفض تتجمّع فيه المياه، غرب نهر دجلة، واردة ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو كمحمية طبيعية دولية وتعتبر كذلك منطقة سياحية.

يقول مختار محمد سعيد المدير التنفيذي لمنظمة المناخ الأخضر إن «الغاية هي أن يصل القارب يومياً إلى هذه المسافات البعيدة... إذا مرضت هذه الحيوانات لا يستطيع مربي الجاموس أن ينقلها إلى مركز المدينة ولا يستطيع أن يشخّص بشكل صحيح».

ويشرح المنظمون لمربي الجواميس الكهل، الذي وقف قرب بيته مرتدياً عباءة تقليدية وكوفية، ومتكئاً على عصاه، كيف سيوفّر عليه هذا القارب عناء الطريق الوعر والمسافات والأموال لمعالجة حيواناته، والأرقام المتوافرة للتواصل معهم.

الخدمة مجانية كما يشرح الطبيب كرار إبراهيم هندي، مضيفاً أنه ما على المزارع سوى شراء الدواء.

ويروي لفرانس برس «الإسعاف البيطري هي المبادرة الأولى والوحيدة المماثلة في أهوار العراق... تقوم بتقليل مسافات بين مربي الجاموس الموجودين في وسط أهوار العراق والمجتمع المدني والأطباء الموجودين في مركز مدينة الجبايش».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي