No Script

«المركزي» خاض صراعاً رقابياً على جبهتي تعزيز المتانة المصرفية وإدارة الأزمات التي عَرَكته

محمد الهاشل المحافظ الماهر... بشهادة دولية

محمد الهاشل
محمد الهاشل
تصغير
تكبير

قبل 10 سنوات تقريباً كان هناك اعتقاد شائع بين بعض المصرفيين بأن لدى محافظ بنك الكويت المركزي السابق الدكتور محمد يوسف الهاشل حساسية مفرطة في التعامل رقابياً، وأنه يفضل بناء طبقات متتالية من المخصصات، ليس لحاجة البنوك إليها، لكن من باب «الغطاء الإضافي الذي لا يضر في الشتاء».

لكن بعد سنوات تخللتها العديد من الأزمات عالمياً ومحلياً، تبين للجميع أن الرجل كان يبني للقطاع المصرفي المحلي خطوط دفاع استباقية، في مواجهة أزمات مالية واقتصادية متتالية، لم تكن وقتها أعلام حروبها مرئية حتى من متتبعي الأثر.

منذ 2012 حتى 2022، مرّ المحافظ المحافظ، محمد الهاشل كما كان يحلو للبعض تسميته، بمحطات كثيرة، واجه خلالها العديد من الأزمات التي عَرَكته وأضعفها، وعندما قرر النزول في محطة الوصول بإرادته، ترك لمن بعده يافطة كبيرة، مكتوب عليها بتوقيع دولي «المحافظ الماهر الحصيف... مرّ من هنا».

من المحنة إلى المنحة، باتت بنوك الكويت مجهّزة أفضل مما كانت عليه لتحمل الضغط، حتى في أسوأ السيناريوهات، متسلحة بمصدات رأسمالية، ومخصصات متراكمة، وفوائض سيولة عالية، وربحية جيدة، والأبرز التوجه المصرفي المالي الجماعي نحو التحول إلى الرقمنة بالكامل، والتخلص من البنية التقليدية القديمة.

خلال فترة عمله على رأس الناظم الرقابي تبنى الهاشل نهجاً استباقياً في تنفيذ الأطر التنظيمية، ورقابة صارمة حصيفة لتؤكد معها وكالات التنصيف العالمي وفي مقدمتها «موديز» حصافة الدور الرقابي لـ«المركزي»، ومتانة القطاع المصرفي وأداء البنوك وقوة مراكزها المالية.

ولذلك لا يعد سراً القول إن الدكتور الهاشل تمتع برصيد واسع في القطاع المالي والمصرفي، مكّنه من تفادي تلاطم سفينته الرقابية، التي أغرقت الكثير من المؤسسات المالية العالمية في تحديات استنزفت جهودها وأصول قطاعاتها المصرفية والمالية.

عزز الهاشل خلال فترة عمله كمحافظ لـ«المركزي» لـ10 سنوات متواصلة النهج الاستباقي، والمبادرة بالحلول للأزمات، وتعزيز الثقافة المؤسسية الرصينة، القائمة على التميز والكفاءة، والاجتهاد في أوقات اليسر لمواجهة سنوات العسر التي قد يأتي بها المستقبل.

فمع عولمة الاقتصادات وتنوع الأدوات وثورة الاتصالات، أصبحت الأزمات المالية جزءاً ملازماً للواقع الاقتصادي العالمي المعاصر... لذا سعى البنك المركزي سعي الحصيف لدرء نشوء الأزمات المالية والتحوط لها.

والنتيجة أن المحافظ الهاشل الذي خاض رقابياً ومصرفياً صراعاً على جبهتين «تعزيز المتانة بالتزامن مع إدارة الأزمات» نجح بالأرقام في قيادة القطاع المصرفي نحو تحقيق متانة عالية وتحقيق الاستقرار المالي، بالحدود التي أدخلته من موقع القوي في مواجهة جميع الأزمات، فتجاوزها بسلام، رغم التحولات الجمة عالمياً، وحالة انعدام اليقين المتنامية.

ولعل ما يؤكد وجاهة الدور الرقابي الذي قام به الهاشل، ما أكدته الوكالات العالمية بأن المصدات الحالية للبنوك تساعدها في التغلب على البيئة التشغيلية الصعبة، فيما تساعدها المخصصات المتراكمة خلال السنوات الماضية على تجاوز الوقت الصعب، فرغم الصدمات وآخرها جائحة كورونا لا يزال القطاع المصرفي المحلي يتسم بالمرونة وبمستوى عالٍ من الرسملة والسيولة، علاوة على تسجيل أدنى نسبة قروض متعثرة تاريخياً، والأقل بين بنوك الخليج، بعد أن وصلت 1.4 في المئة، مقابل نسبة تغطية تقارب 310 في المئة.

ولأن الهاشل رجل مؤسسات سلّم «المركزي» مطمئناً لخلفه المحافظ الجديد باسل الهارون الذي يتمتع هو الآخر بخبرة طويلة يعوّل عليها كثيراً في استمرار دعم ونمو «المركزي»، ليتعزز معه موقع الكويت في الخريطة الرقابية العالمية أكثر وأكثر.

المؤهلات العلمية

دكتوراه في التمويل (ديسمبر 2003) من جامعة «Old Dominion» - فرجينيا، أميركا.

ماجستير في الاقتصاد (أغسطس 2003) من جامعة «Old Dominion».

ماجستير إدارة أعمال «MBA» - تخصص تمويل (مايو 2001) من جامعة Emory - جورجيا، أميركا.

دبلوم المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية (IFRS) من إرنست ويونغ في البحرين (أبريل 2008)

بكالوريوس هندسة كمبيوتر من جامعة الكويت (أغسطس 1997).

أبرز الشهادات والجوائز

شهادتا تفوق مع مرتبة الشرف من صاحب السمو أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد (1992 و1998).

جائزة «Wall Street Journal» لأفضل خريج في تخصص التمويل/ ماجستير إدارة الأعمال (MBA) (من بين 190 خريجاً) من جامعة Emory - جورجيا، أميركا (2001).

جائزة «الرؤية القيادية محافظ البنك المركزي للعام 2015» من اتحاد المصارف العربية تقديراً لإنجازاته وعطاءاته في إدارة السياسة النقدية والسياسة الرقابية في الكويت.

جائزة أفضل محافظي البنوك المركزية على مستوى العالم وفق تقييم مجلة (Global Finance) للأعوام 2018 و2019 و2020 و2021. جائزة أفضل محافظ بنك مركزي في منطقة الشرق الأوسط وفق تقييم مجلة (The Banker) لعام 2019.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي