No Script

أبعاد السطور

بلاروسيا والعشاء الأخير!

تصغير
تكبير

جاء في الموروث العقائدي عند النصارى أنه كان لعيسى عليه السلام، اثنا عشر تلميذاً مُقربين منه جداً، وكان من بينهم شخص يُدعى (يهوذا الإسخريوطي)، اتفق سِراً مع رؤساء الكهنة اليهود على أن يُسلمهم عيسى عليه السلام، لكي يتخلصوا منه بسبب خوفهم من انتشار دعوته وتهديده لقوتهم ومصالحهم.

فدل يهوذا الإسخريوطي عساكر اليهود على المكان الذي اعتاد فيه عيسى، عليه السلام، أن يتناول العشاء مع تلاميذه، وطلب منهم أن يختبئوا ويتركوه يسبقهم في الدخول للمكان، وأنه فور دخوله سوف يقوم بتقبيل عيسى، عليه السلام، لكي يتعرفوا عليه من بين التلاميذ ويُلقوا القبض عليه، وهكذا تم القبض على عيسى، عليه السلام، قبل العشاء الأخير مع تلاميذه، ومن ثم تم صلبه.

ولقد أعطى رؤساء الكهنة اليهود الخائن يهوذا ثلاثين قطعة من الفضة كجائزة لتواطؤه معهم، وهي كانت قيمة شراء العبد في ذلك الزمن، بحسب ما جاء في روايات النصارى العقائدية.

ما ذكرني بحكاية يهوذا الإسخريوطي تلك، هو مقطع فيديو انتشر في يوم السبت 19/ 3/ 2022، لضابط في أمن الحدود الأوكرانية قام باستيقاف سفير جمهورية بلاروسيا المدعو إيغور سوكول، وهو يغادر أوكرانيا باتجاه بلاده، حيث قال الضابط الأوكراني للسفير البلاروسي بعد توبيخه أنه بموجب قرار رئيس دائرة الحدود الحكومية الأوكرانية عليه –أي السفير- أن يتسلم ثلاثين قطعة فضية ليقوم بتوصيلها إلى رئيس دائرة الحدود الحكومية البلاروسية.

ثم قام الضابط الأوكراني بوضع ثلاثين قطعة نقدية معدنية فضية في كيس أسوّد ورماها على السفير البلاروسي!

لقد أراد الأوكرانيون من خلال استرجاع رمزية الثلاثين قطعة فضية التي قبضها يهوذا لكي يقولوا للحكومة البلاروسية انكم امتداد للخائن يهوذا، حيث خنتم الأمانة والعهود والمواثيق، وحق الجوار الذي بيننا وبينكم في تعاونكم ومساندتكم للمعتدي الروسي، عندما سمحتم له أن يستخدم أرضكم وسماءكم وأنهاركم لكي يقتلنا ويدمر أرضنا بمنتهى الوحشية !

في نهاية المقال، بلا شك أن حكومة بلاروسيا لم تحضر العشاء الأخير قبيل الهجوم الروسي على أوكرانيا، لأنها انشغلت في التفكير والتخطيط كيف تغدر بالأوكرانيين!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي