«الشهيد الحي»... أزيز الرصاص زاده إصراراً
تأبين في أكمامه وفاة، وحزن تتبدى من جوانبه فاجعة، ومخلب الموت في أوصال أبناء المنبر الديموقراطي يسري، ففي يوم تأبين الزعيم أحمد الخطيب، هوى الرمز عبدالله النيباري، وامتزجت الكلمات بالدموع، ولمعت السيرة، وسرد التاريخ الصفحات، يريد أن يتوقف فلا تسعفه الوقائع، أو بالأحرى تخنقه الأحداث، فيذوي مبتلعاً حبره، يقلب ويقلب، حتى يقف مزهواً، وهو يقرأ صفحة عنوانها الشهيد الحي... إنها أدنى مناقب الراحل عبدالله النيباري.
الصفحة كتبت في العام 1997، عندما أطلقت النار لإسكات النيباري عن كلمة الحق، لكن أزيز الرصاص لم يزده إلا إصراراً، وظل يواجه كل من سولت له نفسه الاعتداء على المال العام حتى آخر المشوار.
ربما الرصاص ترك أثراً هنا وهناك في جسد النيباري، لكنه لم يكن له أثر يذكر في مواجهة النيباري للفساد، أو في فكر الراحل ومبادئه وقيمه التي عاش من أجلها.
على مدى سنوات النيباري البرلمانية، كان برنامجه واضحاً وجلياً يتألف من محور ثابت، وكل ما سواه يدور في فلكه، محاربة المال العام، الفكرة الأم، وتفرعاتها لا تخرج عن اطار مواجهة المفسدين والتصدي لهم مهما بلغت قوتهم ومهما علا بطشهم.