القوات الروسية تدخل ماريوبول المحاصرة... ومجزرة بين «جنود نائمين» في ميكولاييف

«خنجر» بوتين يقتحم الميدان الأوكراني... تدميرياً ونفسياً


متطوعان أوكرانيان يستريحان بين أكياس المساعدات في لفيف أمس 	(أ ف ب)
متطوعان أوكرانيان يستريحان بين أكياس المساعدات في لفيف أمس (أ ف ب)
تصغير
تكبير

- أوكرانيا تفقد «موقتاً» الوصول إلى بحر آزوف
- زيلينسكي يدعو موسكو إلى محادثات «جدية»... وإلا «ستعاني لأجيال»

كثّفت روسيا هجومها على أوكرانيا، معلنة أنها استخدمت للمرة الأولى صواريخ فرط صوتية لتدمير مخزن أسلحة تحت الأرض في غرب أوكرانيا، في ما يرجح أن يكون أول استخدام لها خلال نزاع، بينما دخلت قواتها مدينة ماريوبول المحاصرة منذ أيام، وأسفر هجوم بستة صواريخ، عن مجزرة بين «جنود أوكرانيين نائمين» في مدينة ميكولاييف.

في المقابل، اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنه حان الوقت لتوافق موسكو على مناقشة السلام «جدياً»، وحذرها من عواقب تستمر «لأجيال عدة» في حال واصلت غزوها.

وفي خضم سباق بين القوى الكبرى لتطوير هذه الأسلحة التي سبق للرئيس فلاديمير بوتين أن عدّها «لا تقهر»، أفادت وزارة الدفاع، بأنه «في 18 مارس دمرت منظومة كينجال (خنجر بالروسية) مع صواريخها البالستية فرط الصوتية مخزناً كبيراً تحت الأرض للصواريخ والذخائر تابعاً لسلاح الجو الأوكراني في بلدة ديلياتين في منطقة إيفانو-فرانكيفسك».

ووصف فاسيلي كاتشين، المحلل العسكري ومدير مركز أبحاث كلية الاقتصاد العليا في موسكو، الهجوم الصاروخي، بأنه «سابقة عالمية».

وتؤكد موسكو أن هذا الصاروخ قادر على تفادي أنظمة الدفاع الجوي نظراً لسرعته التي قد تبلغ «ماخ 10»، أي نحو 12 ألف كلم/ساعة. كما تشدد على أن قدرة التحكم به تمنحه هامش مناورة وتجعل اعتراضه من قبل الدفاعات الجوية أمرا بالغ الصعوبة.

ويعكس الهدف الذي اختارته وزارة الدفاع في الاستخدام الأول لـ«كينجال»، أي مخزن تحت الأرض، رغبة في إظهار قدراته العملية.

من جهته، اعتبر الخبير العسكري الروسي بافيل فلغنهاور أن استخدام «كينجال» لا يمنح روسيا تفوقاً استراتيجياً، بقدر ما يعزز العامل النفسي والثقة الناتجة عن دفع موسكو بأحد أبرز إنتاجاتها ذات القوة التدميرية إلى المعركة.

وتنتمي «كينجال» وصواريخ كروز من نوع «زيركون»، لعائلة جديدة من الأسلحة «التي لا تقهر»، وفق التوصيف الروسي

ومن الجهة الأوكرانية، اعتبر زيلينسكي أن «مفاوضات حول السلام والأمن هي الفرصة الوحيدة لروسيا لتقليل الأضرار الناجمة عن أخطائها».

وقال في مقطع فيديو نشر على «فيسبوك» وتم تصويره في شارع مقفر ليلاً، «حان الوقت للالتقاء. حان وقت المناقشة. حان وقت استعادة وحدة الأراضي والعدالة لأوكرانيا»، محذراً من أنه «بخلاف ذلك فإن الخسائر التي ستتكبدها روسيا ستصل إلى حد يتطلب أجيالاً عدة لتتعافى منها».

ومند بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي، جرت جولات تفاوض عدة حضورياً بين كييف وموسكو، ويباشر وفدا البلدين جولة جديدة غداً عن بُعد.

وتحدث رئيس الوفد الروسي مساء الجمعة، عن «تقارب» في المواقف في شأن مسألة وضع محايد لأوكرانيا، على غرار وضع السويد والنمسا، وعن تقدم في شأن تجريد البلاد من السلاح، مشيراً في المقابل إلى «اختلافات» حول مسألة «الضمانات الأمنية» التي تطالب بها كييف.

ميدانياً، أعلنت موسكو أن قواتها دمّرت مراكز اتصالات واستخبارات في أوديسا وفيليكودولينسكي وفيليكي دالنيك، بينما أقرت كييف بأنها فقدت «موقتاً» منفذها على بحر آزوف، رغم أن القوات الروسية تسيطر عملياً منذ بداية مارس الجاري، على كامل سواحل مدينة ماريوبول (جنوب شرق)، ذات الأهمية الاستراتيجية، وتطوقها.

وأعلن الجيش الروسي، الجمعة، أنه تمكن من دخول ماريوبول، وأن قواته تقاتل في وسط المدينة إلى جانب قوات «جمهورية» دونيتسك الانفصالية.

ونقلت «وكالة إنترفاكس-أوكرانيا للأنباء» عن مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية فاديم دينيسنكو، إن الأوضاع في ماريوبول «كارثية»، وأشار إلى «معارك دائرة للسيطرة على آزوفستال» المحاذية، والتي تكثر فيها مصانع الصلب.

وستشكل السيطرة على ماريوبول منعطفاً مهماً في الحرب، وستمكن موسكو من تأمين تواصل جغرافي بين قواتها الآتية من شبه جزيرة القرم (جنوب) وقوات منطقة دونباس (شرق).

كما قتل عشرات الأشخاص في هجوم من 6 صواريخ، استهدف الجمعة، ثكنة عسكرية في مدينة ميكولاييف (جنوب).

وقال الجندي مكسيم (22 عاماً) في الموقع إن «200 جندي على الأقل كانوا نائمين في الثكنة».

وأوضح الجندي يفغينيتش، أن الضربات قد تكون أسفرت عن سقوط مئة قتيل.

وتشهد ميكولاييف والمنطقة المحيطة بها قتالاً عنيفاً. وتعد المدينة استراتيجية لأنها آخر حاجز قبل مدينة أوديسا الساحلية.

من جانبها، ذكرت قيادة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية فشلت حتى الآن في محاصرة كييف، وأشارت إلى مقتل جنرال روسي رفيع المستوى.

وأظهرت صور التقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية، أن الروس يحفرون خنادق في محيط العاصمة الأوكرانية لإخفاء آلياتهم، مما يشير إلى أنهم يعتزمون إطالة أمد الحرب، بينما أكد مسؤول عسكري أميركي أن القوات الروسية لا تزال «متوقفة إلى حد كبير» في كل أنحاء أوكرانيا.

وحذر وزير الداخلية الأوكراني دينيس موناستيرسكي، من خطورة الذخائر الروسية التي لم تنفجر، مؤكداً أن انتزاع فتيلها سيستغرق سنوات.

والجمعة، أحيا بوتين الذكرى الثامنة لضم شبه جزيرة القرم، وسط عشرات آلاف الأنصار في ملعب لوجنيكي لكرة القدم في موسكو.

وعلى وقع هتافات «روسيا روسيا»، أثنى على «بطولة» الجنود الروس الذين «يقاتلون» في أوكرانيا. وتعهد أن روسيا «ستنجز كل خططها بالكامل».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي