No Script

قدمتها «تريند برودكشن» في «أيام المسرح للشباب»

«وميض».. على الحروب وهموم اللاجئين

تصغير
تكبير

بدت مسرحية «وميض» لفرقة «تريند برودكشن» مختلفة تماماً عن العرضين السابقين اللذين تم عرضهما في الدورة الـ 13 لمهرجان «أيام المسرح للشباب» المُقامة حالياً في مسرح الدسمة، تحت مظلة الهيئة العامة للشباب.

حيث أضاءت المسرحية على الحروب وهموم اللاجئين، كما تناولت القضايا الإنسانية، بينها الخير والشر، الخوف، والطبقية في المجتمع، بالإضافة إلى قضايا سياسية، واجتماعية كالطائفية وقضايا الحريات، بخلاف القضايا الوجودية بين «التخيير والتيسير» فجاءت غزيرة بالقضايا والأفكار.

وبالرغم من عمق فكرة النص والتي اعتمدت على المرايا الثابتة والمتحركة الموجودة على الخشبة، وشجاعة فريق العمل لاستخدامها بوضعية انعكاسية لتساعد على إظهار صورة الشخصيات الخارجية وكشف معاناتهم ومخاوفهم الداخلية، والصراعات التي يعيشونها، ولكن حركة المرايا على المسرح، كانت هناك صعوبة في تحريكها في بعض اللحظات، ما أضعف بعض المشاهد الرئيسية في العرض.

اقتصرت الشخصيات النسائية في العرض على شخصية المرأة اللاجئة التي تعاني من ويلات الحرب والغربة والتي تطلب المساعدة، ولم تتعد هذه المشاهد بضع دقائق من العرض، وكأن زحمة القضايا المطروحة لم تتسع لمناقشة بعض قضايا المرأة.

لعل المخرج ارتبط بالنص وبتنفيذه أكثر من وضع رؤية إخراجية ومعالجة النص، وهذا ما بدا جلياً من خلال المونولوجات الطويلة والمتكررة والتي كان من الممكن اختصارها بعض الشيء، لمنح العرض إيقاعا أكثر سرعة وخفة، بدلًا من الإطالة.

يُذكر أن المسرحية من تأليف فلول الفيلكاوي ومن إخراج هاني الهزاع، وتمثيل كل من ميثم الحسيني، عامر بوكبير، مهدي دشتي، فاطمة العصيمي وضاري الراشدان.

ندوة نقاشية

وأعقب العرض، ندوة نقاشية في قاعة الندوات أدارتها المذيعة إسراء جوهر، وعقّب عليها أستاذ قسم النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور طارق جمال، الذي أكد أن المخرج التزم بالنص وتعامل معه وهذا ليس بالأمر الهيّن، «لأن النص مركب ويحمل المسرح التعبيري، والهواجس ومخاوف الإنسان التي تظهر في انعكاسات المرآة، وكما هو معروف في علم النفس فإن حقيقة الإنسان تظهر في المرآة ويواجه فيها حقيقته، كما طرح النص قضايا وجودية، فهل نحن اخترنا تواجدنا هنا؟ وهل الإنسان مخير أم مسير؟»

ولفت جمال إلى أن استخدام المرآة جاء موظفاً بصورة ذكية، أظهرت انعكاس الشخصيات والجانب المخفي منها، ليظهر مخاوفها وما يدور في أذهانها، مشيداً بعمق النص الذي كتب قبل الأحداث الأخيرة في أوكرانيا، وتجلى من خلال مشهد اللاجئة «والتي شاهدناها أخيراً على الشاشات، ما عزز من عالمية النص».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي